الجزائر تشارك الى جانب 60 دولة في المؤتمر الدولي 36 للوحدة الإسلامية بإيران

الجزائر تشارك الى جانب 60 دولة في المؤتمر الدولي 36 للوحدة الإسلامية بإيران
الإثنين ١٠ أكتوبر ٢٠٢٢ - ٠٥:٠١ بتوقيت غرينتش

يشارك رئيس المجلس الإسلامي الأعلى الجزائري بوعبد الله غلام الله عبر تقنية التحاضر عن بعد في أشغال المؤتمر الدولي الـ36 للوحدة الإسلامية الذي يعقد بالعاصمة الإيرانية طهران، حسب ما أورده، الاثنين، بيان لذات المجلس.

العالم-الجزائر

وأوضح نفس المصدر أن الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية حجة الإسلام حميد شهرياري وجه دعوة لرئيس المجلس الإسلامي الأعلى بوعبد الله غلام الله من أجل المشاركة في المؤتمر الدولي الـ36 للوحدة الإسلامية، والذي يعقد تحت شعار: "الوحدة الإسلامية وإحلال السلام وتجنب الصراع في العالم الإسلامي، وبمشاركة 200 شخصية من العالم الإسلامي".

وستكون للسيد غلام الله، يضيف البيان، مداخلة في المؤتمر عبر تقنية التحاضر عن بعد، يتناول من خلالها قيم الإسلام في التعايش والحوار ونشر الإسلام وكذا التجربة التاريخية للجزائر في مختلف مراحلها، أين تمكنت من نشر السلام وإيقاف النزاعات والحروب في عدة مناطق من العالم .

كما سيتطرق رئيس المجلس من خلال مداخلته إلى "الثوابت والمواقف الجزائرية في مناصرة القضايا العادلة للشعوب، وسعيها الحثيث إلى مساعدة المضطهدين انطلاقا من قيم تاريخها وما جسدته الثورة التحريرية المباركة" .

وفي مداخلته في السنة الماضية، جدد رئيس المجلس الإسلامي الأعلى، السيد غلام الله بوعبد الله، التأكيد على التزام الجزائر بدعوتها إلى” الوحدة و التعاون بين الدول مع عدم التدخل في شؤون الداخلية للغير والسعي إلى ترسيخ العيش المشترك”، كما دعا “المسلمين إلى المسارعة للابتعاد عن الفرقة والصدام والتوجه نحو الوحدة والتقليل من الخلافات كما هو منهج الدولة الجزائرية الداعية دائما إلى الوحدة والتعاون بين الدول مع عدم التدخل في شؤون الداخلية للغير والسعي إلى ترسيخ العيش المشترك”.

كما استشهد بقول الفيلسوف الجزائري مالك بن نبي “يجب أن نعمل ما لا يعملون”، مذكرا بأنه هو الذي دعا إلى تحالف يجمع الدول الإسلامية من طنجة إلى جاكارتا، وعن دور المجلس الإسلامي الأعلى، قال غلام الله إن المجلس ينتج الرأي الصائب الذي تتزود به النخبة والرأي العام في الجزائر وخارجها.

وحذر غلام الله من مخاطر صهينة الإسلام قائلا: “أنني اغتنم فرصة انعقاد المؤتمر الإسلامي لأحذر المسلمين من الانصياع إلى الخطر الطاغي الذي يهدف إلى صهينة الإسلام كما فعل بالمسيحية،” معتبرا أن ”النتائج الأولية بدأت بالظهور”.

وأكد رئيس المجلس الإسلامي الأعلى أن “الأمة الإسلامية اليوم في أشد الحاجة إلى أن تستيقظ من كبوتها وأن تتمكن من الوعي الصحيح بقوتها البشرية والاقتصادية والجغرافية، و بخاصة قوتها الروحية التي تجعلها تتحرك بوحدتها المؤكدة في القرآن الكريم”

سيلقي حوالي 200 عالما ومفكرا وباحثا من 60 دولة محاضرات خلال مؤتمر الوحدة الإسلامية، بإعتباره فرصة استثنائية لتعزيز أواصل الأخوة والتلاحم بين أفراد العالم الإسلامي، ومناقشة القضايا الإسلامية المركزية، خاصة وأننا نمر بأوقات عصيبة، سواء من الناحية الصحية أو السياسية بسبب تكالب أعداء العالم الإسلامي، خاصة الغطرسة العالمية والنظام الصهيوني المغتصب، على العالم الإسلامي، وسياساتهم الممنهجة لخلق الانقسام والفرقة، وتأجيج الفتنة ونشر الإرهاب والتكفير حتى لا تقوم للمسلمين قائمة. وبجانب السيد غلام الله، سيشارك جمع من المفكرين الجزائريين في هذه النسخة، التي ستختتم ببيان ختامي يوم 14 من أكتوبر الجاري.

وقال الأمين العام لمجمع التقريب بين المذاهب الإسلامية السيد حميد شهرياري في كلمة ألقاها أن هذا المؤتمر يركز على 6 محاور، وهي: 1- الحرب والسلام العادل 2- الأخوة الإسلامية ومحاربة الإرهاب 3- الحرية الدينية وقبول الاجتهاد الديني ومكافحة التكفير والتطرف 4- الاحترام المتبادل بين الأديان الإسلامية واحترام أدب الخلافات وتجنب الجدال. 5- التعاطف الإسلامي وتجنب التوترات والصراعات 6- تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني المغتصب.

المؤتمر الدولي للوحدة الإسلامية في طهران هو مؤتمر دوليّ، رأى النور بعد الإعلان عن أسبوع الوحدة الإسلامية من طرف مؤسس الجمهورية الإسلامية الإمام الخميني، طاب ثراه، ويعقد بشكل سنوي في العاصمة الإيرانية طهران إحتفالا بالمولد النبوي الشريف، ويشرف على تنظيمه، منذ سنة 1990، المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية، بعد أن خولت المهمة لزمن طويل قبيل تأسيس هذا المجمع إلى منظمة الإعلام الإسلامي.

يشارك سنويا المئات من العلماء والمفکرین والشخصيات الإسلامية البارزة، ورجال الدول الإسلامية من وزراء وإطارات سامية، وأساتذة الجامعات من مختلف دول العالم ومن داخل البلاد في هذا المؤتمر، حيث يناقشون قضايا جوهرية تمس العالم الإسلامي. ومن أهم المواضيع التي تم التطرق إليها نذكر: «القرآن الكريم ودوره في وحدة الأمة الإسلامية»، و«الأمة الإسلامية الواحدة، التحدّيات والآليات»، و«الوحدة الإسلامية وضرورة التصدي للتيارات التكفيرية».

يهدف المؤتمر إلى تمهيد الأرضية لإرساء الوحدة والتضامن بين أبناء العالم الإسلامي، عن طريق تضافر جهود العلماء والمفكرين، ودراسة قضايا ومشاكل المسلمين، وتقديم آليات مناسبة لحلها واتخاذ موقف مشترك تجاهها.

*هناء سعادة