تحولات متسارعة في النظام العالمي تتجه نحو «عالم متعدد الأقطاب»

تحولات متسارعة في النظام العالمي تتجه نحو «عالم متعدد الأقطاب»
الخميس ١٣ أكتوبر ٢٠٢٢ - ١١:٤٤ بتوقيت غرينتش

تقاطعت كلمتا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الجمهورية الاسلامية الايراني ابراهيم رئيسي، في مؤتمر التفاعل واجراءات بناء الثقة في آسيا (سيكا)، على حقيقة واحدة وهي ان العالم يشهد قيام نظام جديد متعدد الاقطاب ولابد من ان تلعب آسيا دورا رئيسيا فيه.

العالم - كشكول

وفي كلمة له امام قمة سيكا السادسة التي استضافتها كازاخستان، صباح الیوم الخمیس، اكد الرئيس رئيسي ان ايران تخالف سياسة الامساك بالقدرة والقطبية وانها اسقطت المشروع الاميركي في المنطقة وافشلت كل المخططات وسياسة الضغوط القصوى والحظر الظالم عليها .

وشدد على ان آسيا الجديدة بحاجة إلى التعاون للتعامل مع مختلف التحديات، وان الدول التي تاخذ النظام المالي العالمي كرهينة لا يمكن ان يكونوا شركاء في تشكيل النظام الجديد، منوها ان الجمهورية الاسلامية في ايران تندد باي شكل من اشكال الارهاب ومن بينه الارهاب الاقتصادي الذي يسعى لوقف تقدم الدول المستقلة، وتقاومه.

واعتبر الرئيس الايراني ان انتشار الارهاب في اي منطقة هو ضد امن تلك المنطقة، وتوسع الناتو تحت ای غطاء يعتبر تهديد للاستقرار والامن.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دعا الى استخدام العملات الوطنية بشكل اكثر فاعلية في التعاملات لتعزيز سيادة الدول، خاصة وان السياسة العالمية تشهد تغييرات جادة، والعالم بات يصبح متعدد الاقطاب.

وبالاضافة الى بوتين، تحدث رؤساء الدول ورؤساء الوفود المشاركة في القمة كلمات تؤكد على ضرورة ترسيح قيم السلام والحوار في اسيا وتطوير الثقة بين الدول الاعضاء التي انضمت اليها الكويت في هذه القمة، كما تحدث الرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، الذي اكد ان فلسطين لن تلتزم وحدها بالاتفاقات الموقعة مع كيان الاحتلال الاسرائيلي، مطالبا بالاعتراف والتعويض عن ما ارتكبه الاحتلال الاسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني والحصول على العضوية الكاملة في الامم المتحدة.

مسار ايران وروسيا اجتمع قبل أعوام في سوريا عندما افسد حلفاء دمشق مشاريع امريكا والغرب في تقسيم سوريا ومخطط "داعش" في العراق، كما أثبت الشعب الايراني بصموده امام الحظر الامريكي الظالم لأربعة عقود، ان الشعوب قادرة على الوقوف بوجه الارهاب الاقتصادي الامريكي.

من جهة أخرى تحاول روسيا بعد تدخلها العسكري في أوكرانيا تقليص خيارات الغرب في مواجهة صعودها لتستعيد دورها كلاعب رئيسي في عالم متعدد الأقطاب. وفي الوقت الذي تفرض فيه روسيا شروطها خاصة في موضوع الغاز، فشل الغرب بتحويل الحرب إلى حرب أقطاب وقام بتحويل اوكرانيا لساحة مواجهة وميدان لتجربة اسلحته، وتنكر الغرب لأبسط وعوده لاوكرانيا من بينها عضوية كييف في الاتحاد الأوروبي.

من جهة أخرى تتجه دول جديدة نحو اتخاذ المكان المناسب الذي يضمن مصالحها ويعطيها مكانتها الحقيقية بدل الانقياد الاعمى للمطالب الامريكية والغربية، ولابد لهذه الدول الى التكاتف والتفاهم لأن الغرب الجشع الذي تعود الاعتياش على نهب ثروات الغير ولم يعتد شتاء قاسيا وارتفاعا حادا في الاسعار وتضخما في الاسواق مستعد لتفجير الاوضاع وخلط الاوراق في أي وقت تماما كما فعل دائما.