عودة الهدوء مجدداً إلى مناطق سيطرة أنقرة وميلشياتها بريف حلب الشمالي

عودة الهدوء مجدداً إلى مناطق سيطرة أنقرة وميلشياتها بريف حلب الشمالي
السبت ١٥ أكتوبر ٢٠٢٢ - ٠٢:٥٢ بتوقيت غرينتش

افاد مراسل قناة العالم الاخبارية من سوريا، ان الاشتباكات العنيفة التي كانت دائرة على مدار الأيام الماضية بين “هيئة تحرير الشام” والفصائل المتحالفة معها من جهة، وفصائل ما يسمى بـ “الفيلق الثالث” بزعامة “الجبهة الشامية” من جهة ثانية  توقفت، ليعود الهدوء مجدداً إلى المناطق الخاضعة لسيطرة أنقرة وفصائلها بريف حلب الشمالي.

العالم-سوريا

ونقل مراسلنا الزميل احمد شمس الدين عن مصادر " اهلية” بأن أطراف الصراع توصلوا ظهر اليوم إلى اتفاق مبدئي لوقف الصراع الدائر يماثل اتفاق مساء أمس، قبل أن يقروا تطبيقه وجعله اتفاقاً نهائياً خلال جلسة مفاوضات موسعة بدأت في الساعة الثانية عشرة ظهراً واستمرت لقرابة الساعة.

وبحسب التسريبات الواردة للمصادر، فإن الاتفاق تضمن وقفاً فورياً لإطلاق النار، وإعادة تسليم مقرات “الفيلق الثالث” التي كانت تمكنت “هيئة تحرير الشام” (النصرة) والفصائل المتحالفة معها من السيطرة عليها، على أن تنسحب الأخيرة من مناطق شمال حلب عسكرياً من حيث الشكل، وأن تُبقي عدداً من قواتها وحواجزها لضبط الواقع الأمني بشكل ضمني مع باقي فصائل أنقرة في منطقة عفرين.

ومن ضمن البنود المسرّبة، أن تسيّر “النصرة” أرتالاً عسكرية إلى مناطق أعزاز والباب وجرابلس، لتجوب شوارع تلك المدن على مبدأ الاستعراض العسكري، وتغادرها بعد ذلك، إلا أن أعداداً كبيرة من قاطني تلك المناطق خرجوا في مظاهرات شعبية واسعة رفضاً لتلك الخطوة، ما دفع بـ “النصرة” إلى التخلي عنه لاحقاً.

وبحلول الساعة الثانية ظهراً، بدأت أرتال “تحرير الشام” بالانسحاب من مدينة عفرين تمهيداً لإعادة دخول فصائل “الفيلق الثالث” إليها، فيما احتفظت “الهيئة” بعدد محدود من مسلحيها داخل المدينة، تطبيقاً للبند القاضي بنشر الحواجز الأمنية المشتركة.

وتشير المعطيات الراهنة إلى عدم وجود أي عراقيل أمام تطبيق الاتفاق، وخاصة في ظل الرغبة المشتركة من كل الفصائل المتصارعة على وقف القتال، وخاصة بعد الخسائر البشرية الكبيرة التي تكبدتها خلال المعارك، والتي تجاوزت إلى ما قبل التوصل للاتفاق، عتبة الـ /250/ قتيلاً ومصاباً.

وكان بدأ الصراع في ريف حلب الشمالي بعد هجوم نفذته “الجبهة الشامية” على مقرات “فرقة الحمزة” في مدينة الباب، لاعتقال مسلحين أقدموا على اغتيال الناشط الإعلامي “محمد عبد اللطيف” (أبو غنوم)، لتسارع “الحمزة” إلى طلب دعم “هيئة تحرير الشام” والتي لم تتأخر في تلبية الدعوة عبر إرسال أعداد ضخمة من مسلحيها إلى مناطق ريف حلب الشمالي، حيث تمكنت من السيطرة مدينة عفرين وبلدتي “جنديرس” و”المعبطلي” بريفيها الغربي والجنوبي الغربي على حساب تراجع “الجبهة الشامية”، والتي تمكنت لاحقاً من استعادة توازنها والاحتفاظ بالسيطرة على مواقعها في ريف عفرين الشرقي امتداداً إلى أعزاز ومدينة الباب.