تظاهرات حاشدة في باريس والحبل على الجرار.. الغرب يحصد ثمار فتنته في أوكرانيا

تظاهرات حاشدة في باريس والحبل على الجرار.. الغرب يحصد ثمار فتنته في أوكرانيا
الثلاثاء ١٨ أكتوبر ٢٠٢٢ - ٠٥:٢٨ بتوقيت غرينتش

توعدت المعارضة الفرنسية بأسبوع لا مثيل له من المظاهرات واضراب شامل اليوم الثلاثاء، بعد ان تظاهر أكثر من 140 ألف فرنسي يوم الأحد الماضي في العاصمة باريس احتجاجا على غلاء المعيشة، بالتزامن مع استمرار عمال مصافي التكرير في إضرابهم عن العمل للمطالبة بزيادة الأجور، وهو ما تسبب في وقوف طوابير طويلة من السيارات أمام محطات الوقود.

العالم - قضية اليوم

تراجعت القدرة الشرائية للعُملة في فرنسا، ولم يعد اليورو في جيب المواطن الفرنسي يشتري شيئًا، وهو أدنى مستوى منذ 40 عامًا. وخرج الفرنسيون للشوارع يتظاهرون، اعتراضا على الحرب في أوكرانيا التي شجعها الغرب باستفزازه لروسيا وحشد لها عسكريا قبل بدئها بسنوات، إلا أنه خسرها اقتصاديا حتى الآن مع العلم ان الشتاء القارس لم يبدأ بعد وتأثيرات أزمة انقطاع الغاز الروسي لم يطفو الى السطح منها إلا القليل حتى هذه اللحظة.

مظاهرة فرنسية ضخمة نظمتها جمعيات واتحادات نقابية احتجاجا على غلاء المعيشة والتقاعس في مجال المناخ، حيث نزل قرابة 140 ألفا إلى شوارع باريس، وهتفوا بشعارات "موجة حر اجتماعي، الشعب متعطش للعدالة".

وتلخصت مطالب المتظاهرين في ضرورة رفع الأجور للفئات العاملة من أجل مواجهة التضخم. وإيقاف مشروع قانون رفع سن التقاعد إلى 65 عامًا. وفرض ضرائب على الأرباح الفائقة والتحول البيئي، وما زاد الطين بلةً في فرنسا إضرابات عمال مصافي النفط، حيث توقفت 4 مصاف عن العمل من أصل 7 في البلاد.

وترجع أسباب إضراب عمال مصافي النفط إلى المطالبة بزيادة في الأجور بنسبة 10%، ومع أن شركة توتال الفرنسية وافقت على رفعها بنسبة 7% فقط، فإن اتحاد العمال مصر على 10% لأن الشركة رابحة والتضخم موجود حسب الاتحاد.

وفي حين نشهد اليوم تظاهرات في فرنسا فمن المتوقع ان تتدحرج الكرة ونشهد غدا تظاهرات مثيلة لها في ألمانيا وبريطانيا وغيرها من الدول الاوروبية وقد نشهد انهيارات بالجملة في دول أوروبا الشرقية التي تعيش مخاطر كبرى في أمن الطاقة والاقتصاد الوطني بسبب التأثيرات المباشرة للحرب في أوكرانيا عليها بسبب تعرقل التجارة وانتقال الغاز وأزماتها الاقتصادية التي كانت آخرها نتيجة انخفاض السياحة وانتشار وباء كورونا.

ومن الواضح ان حكام أوروبا يضللون مواطنيهم بأنهم منتصرون على روسيا لتبرير دفعهم المليارات للرئيس زيلينسكي للاستمرار في حرب أوكرانيا حتى آخر جندي أوكراني، بينما هم متورطون في وحل أعدته لهم أميركا وبات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يتلذذ بتعذيبهم فيه.

ومنذ بداية الحرب في أوكرانيا حتى الآن لم تبق نقابة عمال في أوروبا إلا وأضربت لرفع الأجور، وأكثر الاضرابات نفذها العمال في قطاعات حساسة كقطاع الطاقة والموانئ والطيران.

وأما عن طريقة تعامل الحكومات الاوروبية مع التظاهرات، وعلى رأسها باريس أكبر مدعي الديمقراطية في العالم، فكان القمع الوحشي للمتظاهرين ومنعهم من التعبير عن سوء حالهم وغلاء معيشتهم وعن آرائهم والمطالبة بحقوقهم الطريقة السائدة، وقد فضحت كامرات آلاف وسائل الاعلام فرنسا في مظاهرات الاحد الماضي، ومن المقرر ان تشهد فرنسا اليوم الثلاثاء لإضراب شامل، حيث توعد زعيم حزب "فرنسا الأبية" اليساري جان لوك ميلانشون، السلطات الفرنسية، خلال مظاهرة الاحد، قائلا: "ستعيشون أسبوعا لا مثيل له، نحن من بدأنا الأسبوع بهذه المسيرة".

يبدو ان ثورات الخريف الاوروبي بدأت مبكرا وستشتد مع بدء البرد والشتاء، مدفوعة بنقص الطاقة واضرابات العمال التي ستعرقل النمو والاقتصاد وازدياد تكاليف الحرب في أوكرانيا، وبدء الركود العالمي والذي قد يحدث تسونامي في معدلات التضخم حول العالم.