الاعلام الغربي وسياسة الكيل بمكيالين في التعامل مع ظاهرة الإرهاب

الاعلام الغربي وسياسة الكيل بمكيالين في التعامل مع ظاهرة الإرهاب
الخميس ٢٧ أكتوبر ٢٠٢٢ - ٠٤:٤٨ بتوقيت غرينتش

سياسة الإعلام الغربي في التعامل مع الإرهاب مزدوجة تماما أي إذا وقع حادث إرهابي في الغرب، يغطیه بالكامل بينما لاينبس ببنت شفة أمام حادث مماثل في إيران، تماما مثل ما حدث في جريمة "شاهجراغ "الارهابية بمدينة شيراز جنوبي ايران و التي أسفرت عن استشهاد و جرح عشرات المواطنين بينهم نساء وأطفال .

العالم _ کشکول

يتصرف الإعلام الغربي مع الهجمات الإرهابية التي تطال الغرب أحيانا بطريقة كأن الانسان الغربي افضل قدرا ومکانة من الانسان الذي يعيش في الدول الذي لا يدور في فلكه وخير دليل على هذا التوجه يتمثل في تعامل وسائل الإعلام الغربیة مع الاعتداء الإرهابي الاخير في مدينة شيراز جنوبي ايران حيث هاجم ارهابي مسلح مساء الأربعاء الزوار والمصلين في مرقد السيد أحمد بن موسى بن جعفر (عليهم السلام) المعروف بـ "شاهجراغ" في هذه المدينة، مما أدى الی استشهاد 15 شخصا واصابة 40 آخرين. الهجوم الإرهابي هذا كان همجيا وداميا لدرجة لا يمكن للانسان بسهولة مشاهدة الفيديوهات التي نشرت من هذه العملية اذ استشهد خلال هذا الاعتداء الهمجي رجال ونساء وأطفال عزل لم يكونوا يشكلون خطرا على أحد بل كانوا متواجدين في مرقد السيد أحمد بن موسى بن جعفر للدعاء والصلاة فقط.

وفي هذه الاثناء مما يثير مزيدا من الاستغراب هو تعامل وسائل الإعلام الغربية خاصة تلك الناطقة باللغة الفارسية المملوكة للدولة البریطانیة والمرتزقة لديها تجاه هذا الاعتداء الارهابي المؤلم.

هذه الابواق الإعلامیة غطت بکثافة قضايا إيران في الأربعين يوماً الماضية بطریقة مغرضة و بشكل لم تتجاهل موضوعا لا صغیرا و لا کبیرا وكرست جل مساعيها لاثارة أعمال الشغب وصب البنزين على نار الفتنة، وعلى النقيض شاهدنا و نشاهد بوضوح اليوم صمتها المطبق تجاه الجريمة الدامية هذه في مدينة شیراز، ولن نجد لهذا الصمت المخجل والتلكؤ في تغطية تفاصيل الاعتداء على هذا المكان المقدس واراقة دماء زواره سوى سبب واحد وهو أن وسائل لإعلام الغربية تتعامل مع الاحداث وخاصة الحوادث الإرهابية على أساس مصالحها فقط كتعاملها مع أعمال الشغب الأخيرة في بعض المدن الإيرانية التی ترى هذه الاعلام مصالحها في تغطيتها واشتعال فتيلها حيث ترويها مع كل تفاصيلها دون أن تترك أي جانب منها لأن الغرب وأبواقه الاعلامية يعتقد أنه سيزيد الضغط على إيران لفرض مطالبه المجحفة في المجالات كافة.

وخلاصة القول، ان وسائل الإعلام الغربیة وبما أنها تفكر دائما بافتعال الفتنة وإثارة الشغب في ايران والدول المستقلة مثلها، تعتبر التطرق للقضايا مثل الاعتداء على الزوار الابریاء عاملاً يصرف الأنظار عن موضوع أعمال الشغب ولهذا السبب تلتزم الصمت المطبق والمخجل تجاهها. فللسائل ان یسأل هل یمکن الثقة بهذه الابواق الاعلامیة و احترافیتها؟