وزير الخارجية الجزائري: تفادينا الخلافات ولا قلق بشأن تغيب قادة عرب عن القمة

وزير الخارجية الجزائري: تفادينا الخلافات ولا قلق بشأن تغيب قادة عرب عن القمة
الثلاثاء ٠١ نوفمبر ٢٠٢٢ - ٠٥:٣٩ بتوقيت غرينتش

أبدى وزير الخارجية الجزائري، رمطان لعمامرة، ارتياحا بخصوص "التوافقات" التي تمت قبل بدء القمة العربية على مستوى الرؤساء المقرر انعقادها عصر اليوم الثلاثاء، قائلا إنه "تم تفادي الخلافات بشأن القضايا والملفات التي كانت ذات طابع خلافي بين الدول العربية".

العالم- الجزائر

وقال لعمامرة في مؤتمر صحفي عقده ليلة الاثنين بعد انتهاء الاجتماع التشاوري الأخير لوزراء الخارجية العرب: "لقد تفادينا الخلافات وفضلنا البناء على الجامع والمشترك العربي، الجزائر رفعت سقف القمة العربية للاستجابة للتحديات وتوفير المناخ الضروري المسهل للعمل في ظل الاحترام المتبادل والقواعد الدبلوماسية "، مضيفا أن بلاده "بذلت الجهود الصالحة لاتخاذ قرارات توافقية".

وكشف وزير الخارجية الجزائري أن "مجلس وزراء الخارجية العرب عمد إلى إلغاء جدول الأعمال الذي تم تحضيره من قبل المندوبين الدائمين في الاجتماعات التمهيدية، وأقر جدول أعمال جديد للقمة بشكل توافقي".

وأشار أن "جدول الأعمال الذي اتفق عليه الوزراء العرب يتسم بمستوى عالي من الترشيد، وفضلنا التركيز على بعض القضايا الجديدة وتوصلنا إلى مشاريع قرارات مهمة"، مشيرا إلى أن "الاجتماع الوزاري حضر لقمة القادة الذي يبدأ مساء الثلاثاء، بشكل جيد والاجتماعات التحضيرية للقمة كانت ناجحة".

وأضاف أن "الوفود العربية تغلبت على الصعوبات، وانتقلنا من مرحلة تقديم المواقف المتباينة إلى مرحلة تقريب وجهات النظر وقبول الرأي الآخر ثم مرحلة التوافقات حول المقررات".

وردا على سؤال حول تغيب بعض القادة العرب عن قمة الجزائر، على غرار ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، والملك المغربي الملك محمد السادس، لم يبد لعمامرة أي قلق حيال ذلك.

وقال "نرحب بكل الأشقاء العرب، وكل دولة يمثلها من ترغب فيه وله الحرية في الحديث باسمها في القمة العربية"، مضيفا أن "الجزائر ترغب لحد الآن فسح المجال أمام كل القادة العرب ليلتقوا ويعالجوا القضايا المطروحة موظفين سلطتهم السياسية والمعنوية".

وعبر عن تفهم جزائري لتغيب بعض القادة، بسبب التزامات سياسية أو ظروف أخرى، قائلا "هناك دول زعمائها لديهم ارتباطات مثل ملك البحرين الذي سيستقبل بابا الفاتيكان". واعتبر أن "نسبة الرؤساء العرب المشاركين في القمة محترمة مقارنة بقمم عربية سابقة".

ويتغيب عن قمة الجزائر ولي العهد السعودي ورئيس دولة الإمارات محمد بن زايد، وملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، وسلطان سلطنة عمان هيثم بن طارق، والملك الأردني الملك عبد الله الثاني، والملك المغربي، وأمير دولة الكويت، الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح إضافة إلى الرئيس اللبناني ميشال عون بسبب انتهاء عهدته الرئاسية.

وأكد لعمامرة أن البيان الختامي للقمة سيحمل اسم البلد المستضيف "إعلان الجزائر"، ووصف النص التمهيدي للبيان بأنه "يمثل تطوراً لافتاً في العمل العربي المشترك". وردا على الانتقادات المغربية بشأن الإخلال ببروتكولات استقبال الوفد المغربي برئاسة وزير الخارجية ناصر بوريطة، قال لعمامرة "حرصنا على احترام البروتوكول الدبلوماسي، وأي أحد يدعي أن الجزائر لم تحترم ذلك فهذا لا أساس له من الصحة".

وذكر وزير الخارجية بالقمم العربية التي احتضنتها الجزائر، قائلا إن "هذه القمة الرابعة التي تنعقد في الجزائر، وكل قمة انعقدت في ظروف تاريخية وكانت متميزة من حيث إسهامها، أما قمة عام 1973 اعتمدت فيها منظمة التحرير وقمة 1988 كانت قمة الانتفاضة أدت إلى انعقاد المؤتمر الوطني الفلسطيني وإعلان الدولة الفلسطينية وقمة 2005 كانت قمة إصلاح الجامعة العربية".

وفي السياق كشف أن الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، سيقدم خلال القمة "عدداً من الأفكار التي تعمق الإصلاح وتفتح مجالات كبيرة بما فيها دور المجتمع المدني العربي لإعطاء البعد الشعبي للعمل العربي المشترك"، إضافة إلى وضع آليات تضمن تطبيق قرارات القمم.

واعتبر أنه "حان الأوان لبحث آليات لتطبيق قرارات القمة العربية، نحن نلح على كيفية تفعيل القرارات المتخذة وتحيينها إذا لزم الأمر".

تحد آخر امام القمة وهي الأزمات الراكدة في العالم العربي، كالعدوان على سوريا حيث أن العرب لم ينجحوا في الاتفاق على عودة سوريا إلى الجامعة العربية، وهذا يعني أن هذا الملف سيظل معلقا بموازاة الانقسام العربي الواضح حول هذا الملف.

وتبدأ عصر اليوم الثلاثاء القمة العربية على مستوى القادة، على مدار يومين، إذ كان عدد من الرؤساء العرب قد وصلوا الاثنين الى الجزائر، فيما سيصل الثلاثاء أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والرئيس الأذربيجاني إلهام علييف بصفته رئيس منظمة عدم الانحياز، فيما يصل الأربعاء الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.

يذكر أن هذه القمة هي الأولى منذ ثلاث سنوات مع استمرار الانقسامات القادة يناقشون الوضع في فلسطين وسوريا وليبيا واليمن وجريمة التطبيع.