كيف ستتعامل السلطة الفلسطينية مع السنوات الاربع (البنيامينية )

كيف ستتعامل السلطة الفلسطينية مع السنوات الاربع (البنيامينية )
الخميس ٠٣ نوفمبر ٢٠٢٢ - ٠٩:٠٢ بتوقيت غرينتش

لم تتمنى قيادة السلطة الفلسطينية ولو للحظة واحدة ان يعود بنيامين نتنياهو الى رئاسة حكومة كيان الاحتلال "الاسرائيلي" بهذه القوة وبدلا من ان يكون على الحافة او ما دونها عاد وهو يحمل بين يديه خمسة وستين مقعدا ستؤهله الى قيادة الكيان لسنوات اربع مقبلة دون ازمات.

العالم- قضية اليوم

وبما ان ليس كل ما يتمناه المرء يدركه وبما ان الرياح تجري عكس ما تشتهي السفن، فان نتنياهو يبقى الاكثر وضوحا في التعاطي مع السلطة الفلسطينية والفلسطينيين من خلال موقفه الرافض لدولة فلسطينية واصراره على ان العلاقة مع الفلسطينين فقط من خلال التسوية الاقتصادية التي تمنحهم امتيازات حياتية ولا تجبر الاحتلال على التنازل عن ذرة ارض من الضفة الغربية او القدس المحتلة، بل واكثر من ذلك نتنياهو تاريخيا يعتبر الضفة الغربية هي العمق الاستراتيجي لكيانه المحتل.

وموضوع التنازل عن الضفة الغربية هو فكرة حياة او موت لا يمكن القبول به، وعليه فان الوضوح في السياسة الاسرائيلية سيكون اكبر بكثيرفي زمن نتنياهو من زمن يائير لبيد الذي خلال وجوده في الحكم وشريكه نفتالي بينت رفضوا حتى ان يلتقوا مع القيادة الفلسطينية لقاء سياسيا واحدا وظلوا ومعهم بيني جانتس الذي حاول في مرحلة ان يطرح نفسه كخليفة لاسحق رابين يصرون على اللقاءات الامنية لا اكثر، وامام العالم كانوا يتحدثون عن حل الدولتين وامكانية التوصل اليه ويلمحون الى العلاقة النهائية مع السلطة دون ان يتقدموا قيد انملة وعلى العكس على الارض كانوا ينفذون سياسة اليمين الاسرائيلي بالحذافير، القيادة الفلسطينية كانت تتمنى بقاء حكومة يائير لبيد او حكومة مشابهة للتشبث بامكانية التحدث معها مستقبلا وهذا يعني الحفاظ على السياسية القائمة على البحث عن شريك للتسوية في المستقبل واللعب على عامل الوقت او التغييرات الاقليمية والدولية التي قد تفرض مؤتمرا دوليا للتسوية في المستقبل.

لكن اليوم على القيادة الفلسطينية ان تبدا بالبحث عن خيارات للتعامل مع نتنياهو وشركاءه في الحكومة المستقبلية امثال بن جفير وسمطرتش وحتى لو كان الشركاء غير هؤلاء كما اعتقد مثل ساعر وجانتس وايزينكوت فلن يخرجوا عن رؤية بنيامين نتنياهو الذي استطاع من خلال هذه الانتخابات ان يكرس نفسه كملك متوج في كيان الاحتلال ومن يخالفه سيلفظه الى خارج الحكومة بسهولة بعد ان عزز الحلفاء التقليديين لهم –الحريديم – موقعهم من خلال زيادة مقاعدهم في الكنيست، سياسية الانتظار التي تتبعها السلطة الفلسطينية لم تعد تجدي نفعا والحديث عن المتغيرات الدولية في ظل حكم نتنياهو ضرب من الخيال.

المطلوب من السلطة الفلسطينية اليوم ان تحدد وجهتها فهل ستقبل بان يطبق نتنياهو نظرياته وعلى راسها التسوية الاقتصادية وتحويل الفلسطينيين في الضفة الغربية الى مجموعات من الخدم والمستهلكين والتابعين للاقتصاد الاسرائيلي ام ستبحث عن اسلوب جديد للمواجهة السياسية مع الرجل حتى ولو خسرت الامتيازات التي جاءت نتيجة الاتفاقيات السياسية والاقتصادية مع الاحتلال .

فارس الصرفندي