في حوار حصري للعالم..

الديهي يكشف خفايا انتخابات البحرين وخطط النظام مستقبلاً

الأربعاء ٠٩ نوفمبر ٢٠٢٢ - ٠٥:٣٤ بتوقيت غرينتش

اكد نائب أمين عام جمعية الوفاق البحرينية، فضيلة الشيخ حسين الديهي، ان قوی المعارضة البحرينية بأجمعها في الخارج والداخل وخلف القضبان اعلنت موقفها بمقاطعة الانتخابات النيابية، بسبب ديكتاتورية النظام وتهميش الشعب وسلب القرار منهم، موضحاً ان النظام يخطط لبناء سفارة اسرائيلية، بحيث يكون وكراً استخباراتياً ضخماً في المنطقة لاسرائيل، وسيشكل خطراً على البحرين وعلى المنطقة بأكملها.

العالم - لقاء خاص

في الثاني عشر من نوفمبر الجاري، العائلة الحاکمة في البحرين ستلعب لعبتها التي لطالما لعبتها ولکن هذه المرة أکثر علی المکشوف من دون خجل ومن دون أية مواربة. هي ستتخلی عن الشکليات التي لطالما مهر بها ما تسميه العهد الاصلاحي فلا مشکلة عندها في اصدار القوانين لسن التشريعات التي تعاقب الشعب الأصيل علی معتقداته، علی انتماءاته السياسية عبر قانون کالعزل السياسي والذي ظهر بأبشع صوره بل هي ربما ستبتلع المجتمع في البحرين بطائفتيه الکريمتين.

لاضير في ذلك، فهذه المرة انضم وعلی عينك ياتاجر کما يقال الی حلفائها الدوليين الکيان الموقت وفي العلن بعدما کانت العلاقات في السر هذه المرة في 2022 ستعاقب الجميع، ستعاقب کل من سولت له نفسه وتجرأ ولم يشارك في انتخابات 2018، ستشطبه من قائمة الناخبين اذ لاداع لوجودهم بالأساس فهي ليست بحاجة لأصواتهم.

ستختار للشعب البحريني 40 يسبحون بحمد النظام، يملأون المواد الاعلامية بالطابع الفکاهي طوال سنين أربع، لذا کان لزاماً وللمرة الخامسة علی القوی المعارضة في البحرين ان تتوحد وتصدر موقفاً مشترکاً موحداً مبارکاً من أية الله سماحة الشيخ عيسی أحمد قاسم تعلن فيه عن مقاطعتها لانتخابات البحرين النيابية والبلدية.

حول هذه العملية الانتخابية وتفاصيلها الصغيرة والکبيرة استضافت قناة العالم الاخبارية، في "لقاء خاص" نائب أمين عام جمعية الوفاق البحرينية، فضيلة الشيخ حسين الديهي.

اليكم نص المقابلة:

العالم: فضيلة الشيخ لنبدأ معك ان المعارضة السياسية في البحرين قالت کلمتها، وحددت هذه المرة أسباب المقاطعة بـ139 سبباً لعدم المشارکة. ولو بشکل مختصر من عام 2002 عندما قاطعتم الانتخابات الی عام 2022، ما الذي تغير، يعني حالة انعدام التوافق السياسي، عدم الانسجام في هذا الاطار لازالت سائدة فما الذي تغير برأيکم؟

الشيخ حسين الديهي: في موضوع الانتخابات القادمة والموقف منها أجمعت قوی المعارضة بکاملها، في الخارج والداخل وخلف القضبان علی مقاطعة هذه الانتخابات لأسباب عدة، أولاً بسبب الحالة الديکتاتورية التي تعيشها البلاد، فهناك نظام يسلب القرار من کافة المواطنين علی کافة المستويات سواء التنفيذية أو السياسية أو القضائية أو الاعلامية أو القضائية ويهمش الشعب بکامل فئاته. هذا سبب لوحده کاف لمقاطعة هذه الانتخابات. هناك سيطرة من قبل هذا النظام علی الثروة الوطنية، هناك سلب لحق الشعب في کونه مصدراً للسلطات جميعاً اذ ان السلطات اليوم تجتمع في غالبيتها في فرد واحد فقط يتحکم فيها بکاملها. هذا کله أفرز عدة مشاکل علی مستوی کبير جداً عصفت بالوطن وأدت الی انهيار الکثير من البنی السياسية والاجتماعية والاقتصادية والامنية بسبب هذه الحالة الديکتاتورية التي يعيشها البلد فکانت هناک مجموعة من الاسباب التي ممکن ان نذکرها.

العالم: أساسها سياسي قانوني دستوري تشريعي.. طيب في هذا الاطار، قرار المعارضة السياسية في البحرين بالمقاطعة سيؤثر علی المزاج الشعبي علی نسبة المشارکة في 12 من نوفمبر الجاري؟ خصوصاً ان النظام واضح انه مصر علی اجراء هذه الانتخابات بالرغم من غياب أو تغييب الشريحة الأکبر من المواطنين الاصليين؟

الشيخ الديهي: أن قرار المقاطعة، اولا يتصدى له الشيخ عيسى أحمد قاسم وهو قائد وطني له محط احترام كبير جدا من غالبية الشعب البحرينني ويستجيبون لندائه، وكل الاطراف والكيانات السياسية انظمت الى قرار المقاطعة الذي اتخذ بالاجماع بالكامل كما أشرت، سواء في داخل البحرين او خلف القضبان في السجون حتما سيكون له تداعياته على مستوى كبير جدا على المشاركة في الانتخابات القادمة.

العالم: في الكلام الاخير لسماحة الشيخ عيسى احمد القاسم حذر الشعب في البحرين من الوقوع في مصيدة الانتخابات ووصفها بالقاتلة للشعب وان في حال المشاركة سيشاركون في الظلم، هذا في نفس الوقت يجعل النظام يخشى من البيانات التي كانت شديدة اللهجة ورفع فيها للسقف سماحة الشيخ قاسم في هذا الاطار، يعني هذا القرار يشكل سلاح تهديد بالنسبة للنظام؟

الشيخ الديهي: بالتأكيد ان النظام يعرف مكانة الشيخ عيسى احمد قاسم وله من قدر كبير وتاثير، لذلك لم يرق للنظام وجود الشيخ عيسى احمد قاسم في البحرين، حاصره وآذاه، وأمعن في الايذاء وايذاء من معه وقتل امام بيته مجموعة من الشباب، الذين ضحوا بانفسهم من اجل حماية الشيخ عيسى أحمد قاسم، لذلك النظام يعرف حقيقة ومكانة هذا الرجل واثر هذا الرجل من خلال مواقفه التي يتخذها، لذا يحسب له الف حساب.

العالم: المعارضة السياسية في البحرين وشارعها معزولة سياسيا بشكل رسمي، ليس لكم وجود مؤسساتي قانوني، اليوم اذا اردنا انتكلم بصراحة قبل ان نتقل الى النقاط التالية، ماذا في جعبة المعارضة السياسية في البحرين لكي تقدمه لهذا الشعب في 2022 وهي خارج قبة البرلمان؟

الشيخ الديهي: كنا في قبة البرلمان وعملنا على ان نقدم ما نستطيع تقديمه بناءاً على رؤية وطنية واضحة، اليوم نحن خارج العملية السياسية، ومجبرين على ذلك من خلال بطش النظام وممارساته التي مارسها خلال طوال هذه الفترة، بحل الجمعيات، بسجن القيادات، بالتهديد، وتهجير الاخرين منهم باعتقال الالاف من ابناء الوطن، وكذلك بقتل المئات من ابناء هذا الوطن، فكان القرار هو اتخاذ المقاطعة مجبرين على ذلك من خلال ممارسات النظام، والا نحن لا نرغب ان نكون خارج نظام العملية السياسية في البحرين. من الطبيعي من بعد المقاطعة لنا برنامجنا المستمر في مقاومة هذه الحالة الديكتاتورية ومحاولة انقاذ شعبنا بشتى الوسائل، لنا برامجنا المستمرة التي كنا نعمل بها، ومازلنا نعمل ولنا كذلك برامج نوعية ستكون ان شاء الله في السنوات القادمة باذن الله.

العالم: ممكن ان نشهد مشروع سياسي موحد للمعارضة السياسية في البحرين؟

الشيخ الديهي: نحن اليوم نعمل كقوة وطنية في محاولة لتوحيد جهودنا والعمل على ما أمكن أن نتوحد على مشروع ايضا موحد نعمل من خلاله أجمعه بقيادة سماحة اية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم ونسأل الله التوفيق في ذلك باذن الله.

العالم: نظام البحرين العائلة الحاكمة في البحرين، استخدمت قانون العزل السياسي، بابشع صوره في المقابل اليوم بقرار المقاطعة، تستطيعون ان تفرضوا اذا صح التعبير حالة من العزلة السياسية على بيت الحكم، المدعوم اميركيا وبريطانيا وسعوديا، اماراتيا، اليوم اضافة الى مسألة تطبيعه مع الكيان الموقت هل شكل هذا له صمام أمان في ظل قرار مقاطعتكم في ظل هذا الاستحقاق الانتخابي؟

الشيخ الديهي: ان النظام عمل على عزل المواطنين من خلال قراره الذي اتخذه بعزل ما يزيد على المئة الف مواطن، ولكن في المقابل هو عزل نفسه عن المواطنين أجمع، اليوم سنة وشيعة ساخطون على النظام، اليوم سنة وشيعة بل ان غالبية المواطنين سئموا من سياسات هذا النظام وممارساته، لذا النظام شاء أم أبى فهو معزول، وذلك من خلال هذا السخط الذي نراه اليوم ومن خلال المواقف التي نسمعها في كل يوم من المواطنين في شتى اصنافهم، لهذا فان النظام عزل نفسه قبل ان يعزل المعارضة.

العالم: خصوصا بعد التطبيع مع الكيان المؤقت..

الشيخ الديهي: لهذه المواقف التي يتخذها الشعب اليوم، في عزل النظام، بات هو معزولا، اسباب كثيرة مارسها النظام، وهذه الاسباب نحن نذكرها ايضا ونكررها دائما انها اسباب لمقاطعة الانتخابات القادمة، التمييز مثال على هذه السياسات التي انتهجها النظام بين المواطنين سنة وشيعة الجميع اليوم مميز، هناك حالة قبلية، حالة تميز بين مواطن فقير ومواطن غني، هناك تمييز بين تاجر وبين غيره، هناك تمييز على كل المستويات، هناك سيطرة كما اشرت على الثروة الوطنية ومصادرة قرار الشعب في كونه مصدرا للسلطات، هناك عملية تجنيس للاغراب. قضية التجنيس باتت اليوم صرخة عالية جداً للمواطن سنيا كان او شيعا برفض عمليات التجنيس.

العالم: وهو ما يعتمد كتلة التجنيس السياسي..

الشيخ الديهي: نعم، ولا ننسى ان هناك فسادا اداريا وماليا ملحوظا من قبل عامة ابناء الوطن، هناك حالة من الاستئثار بالثروة، وكذلك حالة من الفقر، اليوم نتحدث على 47 بالمئة من ابناء الوطن يستلمون معونات من صناديق خيرية.

العالم: ولكن لا يوجد ارقام حكومية تؤكد هناك نسبة فقر عالية في البحرين؟

الشيخ الديهي: طبيعي النظام لا يرغب في اظهار رقم يسيء اليه، يخفي كل الارقام ويزور كل الوقائع، ومن اسباب مقاطعة الانتخابات التي يمكن الاشارة اليها هناك تردي في الوضع الصحي والاسكان.

العالم: يعني تدهور على كافة المستويات ممكا جعلكم تحددون 139 سببا لضروة مقاطعة هذه الانتخابات، اذا نغوص قليلا في الاستحقاق الانتخابي بالنسبة للمرشحين، حقيقة بحسب المراقبين للشأن البحريني الانتخابي 2022 تحديدا هناك اقبال غير مسبوق للمرشحين، وللبرامج وهناك نقطعة لمسألة اعادة النواب ترشيحهم على أي أساس؟

الشخ الديهي: هناك مهزلة وعملية غريبة عجيبة في البحرين تجري اليوم، يعني عملية ترشيح اعدادا الكبيرة التي نراها اليوم لا يوجد لديها وجه وطني بارز يمكن ينظر اليه بتقدير واحترام، كل الوجوه التي دخلت هي وجوه غريبة على العمل السياسي، وليس لديها تجربة او باع في العمل السياسي، وليس لها دخل في هذه المواضيع، ونشاهد اليوم المناظر المسرحية في افتتاح المقار الانتخابية رجل يرقص على المسرح، وآخر يقدم الوجبات، ويدعو الهنود والاجانب والمجنسين من أجل ان يجعل لمخيمه الانتخابية حالة جماهيرية وكلها من اجل الطعام والاكل، آخر فاشل في عمله وجد ان بدل التعطل ممكن ان يحصل من البرلمان قليلا من الدنانير، لذا ذهب للبرلمان، آخر ما يمكن قوله، اذا اجرينا مقارنة ما بين المرشحين لمجلس النواب في الكويت والمرشحين في مجلس النواب في البحرين، نجد ان هناك صرخات في مجلس النواب في الكويت من قبل المرشحين في الحديث السياسي والتحدي في الرقابة ومسائلة الحكومة وغيرها، واما في البحرين فان الحديث يجري عن خدمات، مثلاً نائب البرلمان يتحدث سأجلب لكم اسكان، وسأصلح لكم المجاري، هي عمليات خدمية من مهام المجالس البلدية وليس من مهام مجلس النواب، يعني لا يوجد حديث عن التشريع والتقنين.

العالم: من اوصل مستوى الانتخابات في البحرين الى هذا المستوى؟

الشيخ الديهي: النظام وهذه رغبته، لانه لايريد مجلس نواب حقيقي، وهو لا يعتني بهذا البرلمان، هو مجرد ديكور يريد ان يتغنى به امام العالم بان لديه ديمقراطية مزورة وغير حقيقية لذلك يريد ان يصنع برلمان فقط ليشاهده العالم ان هناك برلمان، لكنه يناقش مهازل، اذا رجعنا لتاريخ البرلمانات بعد خروج جمعية الوفاق سنرى مهازل يضحك عليها العالم اليوم، هذا برلمان هزيل ضعيف، صوري، النظام فقط يريد أن يجعله ديكورا.

العالم: في هذا الاطار عندما اتخذ رأس النظام مرسوم ملكي بجرت قلم ملكية اذا صح التعبير وجل البرلمان يتنازل عن لائحته الداخلية اصبحنا امام مجلس شورى ثاني، في مواقع التواصل الاجتماعي هنام تغيرادات للمعارضين تتحدث اليوم عن ضرورة اصلاح وتطوير المؤسسة التشرعية، هل المطلوب ان يكون كمجلس شورى ثاني في البحرين معين من رأس النظام؟

الشيخ الديهي: هو في حقيقته مجلس شورى معين، نحن نعبر عنه هكذا اليوم، حتى في وضع اللائحة الداخلية للنظام "لا أريكم الا ما أرى"، انتم لا تستطيعون، انتم لستم رجال، لستم بالمستوى الذي يؤهلكم ان تضعوا لائحتكم الداخلية، ان تناقشوها، ان تصوتوا عليها، وأنا من اقنن لكم كيف تتحدثون، ومتى تتحدثون، وفي ماذا تتحدثون.

العالم: وهذا ما يؤكد على راجحة ونجاعة الاسباب التي ذكرتموها لمقاطعة هذه الانتخابات، بالنسبة لشارع الموالاة، عبدالله الحويحي الامين العام لتجمع الوطنية، هذه الجمعية كما هو معروف عنها لدى الشارع البحريني انشأت لمناكفة المعارضة، ماذا يعني انه يشتكي اليوم من اضعاف الجمعيات السياسية الموالية، واعترف بان الاعلام الرسمي بضوء اخضر هو الذي شيطن المعارضة، كأنه يؤكد ذلك على احقية مطالب المعارضة السياسية وضرورة وجود تحديداً كتلة الوفاق البرلمانية التي كان موجودة حوالي 65 بالمائة من البرلمانات وانسحب منها عام 2011، واستقالت من مجلس النواب البحريني؟

الشيخ الديهي: بعيداً عن الاسماء وطبيعة الشخصيات، بالامس كان بعض الاشخاص يرفعون الصوت عالياً في شهادة الزور ضد المعارضة ورموزها وخصوصاً الشيخ علي سلمان، وشوهوا صورة المعارضة، وشيطنوها بشكل أو بآخر، اليوم هم ذاتهم يبكون ويشتكون من الوضع الحالي ومن حالهم ايضاً، بسبب العزلة التي فرضها عليهم النظام البحريني، الذي استعملهم كأداة، ومضوا في مشروعه كما يريد، وانتهى من هذا المشروع، واليوم يريد ان يقول لهم بانه ليس بحاجة اليهم، هناك دمى اخرى ممكن ان تقوم بالدور الجديد المطلوب منها، ولذلك يقدم ايضاً وجوه اخرى.

العالم: نعود الى وجود تطبيع النظام البحريني مع الكيان الاسرائيلي، اليوم في ظل التآكل الشرعية السياسية للنظام، هل باستطاعة حلفاء هذا النظام مع الكيان المؤقت ان يقدموا غطاءاً يقيه من الضغوط السياسية؟

الشيخ الديهي: لا بالتأكيد..

العالم: اليوم الموساد موجود في البحرين، هذا بحد ذاته كارثة، وكذلك اتفاقيات ذات الطابع الامني والتنسيق على كافة المستويات ومناحي الحياة الداخلية مع الكيان الاسرائيلي.

الشيخ الديهي: ان النظام ارتكب خطأ كبيراً وجسيماً، ووضع نفسه في موضع لا يحسد عليه، حينما..

العالم: ارتكب خطأ أم كان خطأ مدروساً؟

الشيخ الديهي: اياً كان، حتى لو كان مدروساً فهو يعتبر خطأ كبير لم يدرس تداعياته والى أين سيجره هذا الخطأ، الشعب البحريني برمته بريء من هذه الخطوة التي اقدم عليها النظام من خلال التطبيع مع الكيان الاسرائيلي. اليوم قرأت في وسائل التواصل الاجتماعي انه هناك قد يكون فريق اسرائيلي امني يشرف على سير الانتخابات في البحرين..

العالم: لا تستبعدون ذلك؟

الشيخ الديهي: لانستبعد ذلك ابداً، هناك وكر في البحرين، هناك خطط لبناء السفارة الاسرائيلية في البحرين، هذا البناء سيكون وكراً استخباراتياً ضخماً في المنطقة لاسرائيل، وسيكون مقره البحرين، وسيشكل خطراً على البحرين وعلى المنطقة بأكملها.

البحرين فتحت كل ابوابها للكيان الاسرائيلي كسلطة وليس كشعب، حالياً يحاول النظام ارسال بعثات للدراسة، وتوقيع اتفاقيات صحية واسكانية وتشغيلية وما شابه ذلك مع الكيان الاسرائيلي، کل هذه الممارسات تقول ان النظام ارتمى في احضان الكيان الاسرائيلي ارتماءاً سيبكي عليه في المستقبل.

العالم: لنأتي الى مسألة زيارة البابا الفاتيكان الاخيرة لملتقى الحوار الذي نظمه النظام البحريني تحت عنوان "التعايش والحوار بين الشرق والغرب" من اجل التعايش الانساني، جمعية الوفاق اعتبرت ما طالب به بابا الفاتيكان يعتبر وثيقة وطنية للتسامح والتعددية ونبذ التمييز والحق في الحياة، وانتم قدرتم دعوته لمناهضة التمييز والاضطهاد الطائفي، كأنه يمكن القول ان حملتكم الاعلامية نجحت كمعارضة على الحملة الاعلامية للنظام البحريني الذي انفق عليها آلاف الدنانير؟

الشيخ الديهي: النظام كعادته رفض كل الوساطات التي قدمت له على مدار السنوات الماضية من كل الاطراف سواء افراد او منظمات او دول، واليوم اخر هذه المناصحات هي ما قدمه بابا الفاتيكان في البحرين حيث قدم نصحاً لهم بالالتزام ببنود الدستور وتطبيقها عملياً، ونبذ التمييز، واقرار الحريات، وحق الحياة في اشارته الى ايقاف حكم الاعدام بحق المحكومين، وغيرها من الامور ايضاً التي كشفت عنها الوفاق في حديث خاص بينه وبين بعض المسؤولين في الدولة.

النظام يسمع كل هذه الاصوات الداعية لاصلاح الوضع، والداعية لانقاذ البحرين من ازمتها التي عصفت بها لسنين طويلة، لكنه مع الاسف الشديد لا يستجيب استجابة عملية لا لبابا الفاتيكان ولا لغيره، اياً كانت هذه النصح.

العالم: بمعنى ان زيارة البابا الفاتيكان للبحرين كانت تاريخية، هل سيتذكرها الشعب البحريني برأيكم؟

الشيخ الديهي: بالتأكيد سيتذكرها شعب البحرين، اولاً ان النظام اراد ان يظهر هذه الزيارة كما خطط لها، ولكن الاعلام الدولي بأجمعه عكس زيارة البابا بطريقته مما اساء الى النظام، مما اضطر النظام في الساعة الـ12 منتصف الليل على غير عادته ان يصدر بياناً توضيحياً بأنه مع حقوق الانسان في رد على البابا بشكل غير مباشر.

العالم: وهذا يعني ماذا عندما يلجأ النظام في منتصف الليل كي يصدر بياناً على تصريحات البابا؟

الشيخ الديهي: هذا يعني العزلة التي يعيشها فيها النظام اليوم.

العالم: في ختام هذا اللقاء الخاص، ماذا تقول لشعب البحرين الاصيل بمكوناه الرئيسين، ماذا ينتظر في السنين الاربع القادمة؟

الشيخ الديهي: نحن اليوم امام تحدي كبير جداً، امام واقع سيكون واقعاً مزرياً، امام مشهد ان لم ننقذ انفسنا منه، فانه سيأتي علينا وعلى اولادنا وعلى مستقبلنا. الانتخابات القادمة التي يراد من خلالها التصويت لهذا المجلس ستكون بصمة وتوقيع من قبل شعب البحرين على سياسات النظام التي مارسها طوال السنوات الماضية، ومنها التطبيع مع الكيان الاسرائيلي، وافقار الشعب البحريني، والقوانين المجحفة التي سلبتكم حقوقكم وحرياتكم.

كونوا معنا صوت واحد، في مقاطعة هذه الانتخابات وفي نبذ هذه الانتخابات، حتى لا نكون جناة على انفسنا ونجني على مستقبل اولادنا.

العالم: في الـ12 من نوفمبر، شعب البحريني سيقول كلمته، هل سنشهد فقط ضجيج اعلامي، أم نجاح ديمقراطي كما يحاول النظام البحريني التسويق له؟

الشيخ الديهي: انا اتصور باننا سنشهد نجاحاً كبيراً، المؤشرات تقول انه ليس هناك اقبالاً على هذه الانتخابات، فهي فاشلة من مشهدها الاول مما نراه اليوم من مسرحية نصب الخيم كأنها خيم رمضانية لاستقبال الضيوف على وجبات وما شابه ذلك. لا توجد برامج حقيقية، لا توجد اهداف حقيقية لبرلمان حقيقي يمكن ان يكون مفيداً، الشعب البحريني واعٍ سيقاطع هذه الانتخابات وسيكون له النصر بإذن الله.

العالم: نائب الامين العام لجمعية الوفاق البحرينية المعارضة فضيلة الشيخ حسين الديهي شكراً جزيلاً لكم على هذا اللقاء الخاص.