مناخات تصعيدية واخرى سلبية حول انتخاب رئيس جديد للبنان 

مناخات تصعيدية واخرى سلبية حول انتخاب رئيس جديد للبنان 
الأحد ١٣ نوفمبر ٢٠٢٢ - ٠٧:٥٤ بتوقيت غرينتش

بعد مرور أكثر من عشرة أيام من انتهاء ولاية ميشال عون تتجه الانطباعات على المشهد السّياسي اللبناني نحو مزيد من السلبيّة حيال أزمة ملء الشغور الرئاسي في ظلّ المراوحة والجمود اللذين يُسيطران على مناخات هذه الأزمة. 

العالم - لبنان

وفي ظل الدوران في الحلقة المفرغة من الصعب الحديث عن مقاربة جدية يمكن ان تقصر فترة الشغور او الفراغ الرئاسي، لا سيما في غياب التوافق بين القوى والاطراف السياسية.

وفي هذا الاطار قال مصدر سياسي بارز لـ صحيفة الديار ان مرحلة الاعلان عن المواصفات من قبل كل طرف قطعت شوطا كبيرا، فهل اقتربنا من مرحلة مقاربة الاسماء المرشحة، وهل هذا يعني ان ما شهدناه ونشهده اليوم هو تمهيد لمرحلة المفاوضات الجدية حول المرشحين الذين يعتبرون الاوفر حظا؟

وبراي المصدر ان هناك مناخا في شان الاسماء بدأ يتبلور اكثر ان من خلال ما يدور في بعض الكواليس او من خلال بعض المواقف والتلميحات. ويبدو حتى الآن ان هناك تمحورا حول مرشحين قويين: رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، وقائد الجيش العماد جوزف عون. وهناك خيار ثالث يمكن سلوكه وفق تسوية داخلية وخارجية بمرشح اخر من بين اسماء عديدة لكن هذا الخيار غير وارد طالما انه لم يجر الدخول في مقاربة الخيار بين فرنجية وعون حتى الان.

وبرأي مصدر نيابي في كتلة مسيحية ان خيار الثنائي الشيعي هو سليمان فرنجية، وان هذا الخيار لم يظهّر بعد بانتظار الدخول في مشاورات مباشرة حول الاسماء.

واضاف ان هذا الخيار سيأخذ مداه ولا يوجد للثنائي اسم آخر طالما ان ترشيح فرنجية هو المطروح حتى اشعار اخر.
واعتبر ان مرحلة التفاوض الجدي حول الاستحقاق الرئاسي لم تبدأ بعد لا داخليا ولا خارجيا، متوقعا ان تكون جلسة الخميس المقبل شبيهة بالجلسة السابقة.

ويبدو ان التجاذبات الداخلية الحادة مرشحة للاستمرار في غياب الحوار او المبادرات الحوارية على انواعها. اما العنصر الخارجي فانه لم يتطور الى مبادرات، بل لا يزال على شكل نصائح عامة ومواقف لحث اللبنانيين على الاسراع في انتخاب الرئيس الجديد.

وفي هذا السياق كشف مصدر مطلع عن ان فرنسا جددت نصيحتها ودعوتها للاسراع في انتخاب رئيس الجمهورية على لسان السفيرة في لبنان ان غريو لعدد من المسؤولين والسياسيين الذين التقتهم.

ووفقا للمصدر فان باريس لم تطرح ولم تبحث باسم اي مرشح، لا بل تجنبت الحديث مع بعض الشخصيات والنواب باسم مرشحين يمكن ان يكسبوا ثقة ودعم فرنسا.

واضاف المصدر ليس لدى فرنسا اي مرشح لرئاسة الجمهورية، وانها ابلغت من يهمه الامر ان موقفها يتلخص بالدعوة لانتخاب رئيس في اسرع وقت، وانها مع من يتفق عليه اللبنانيون ويختارونه. مع النصح بان يتفقوا على انتخاب رئيس انقاذي يساهم في الاصلاح وليس له خصومات تحد من دوره.

لكن البارز مؤخرا اعلان هذه القوى تباعا عن رؤيتها لمواصفات الرئيس الجديد، وكان اخرها ما اكد عليه الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بان لا يشترى ولا يطعن المقاومة.

وفي الشأن نفسه لوحظ ان السفارة الاميركية في بيروت تحرص على متابعة جلسات انتخاب رئيس الجمهورية واجوائها بشكل مباشر، وان السفيرة الاميركية التي نشطت في وقت سابق باجراء لقاءات مع عدد من السياسيين والاطراف التي تعتبر على علاقة وطيدة بها، تحرص على توسيع دائرة حركتها للاحاطة بكل المواقف المتعلقة بالاستحقاق الرئاسي وتزويد ادراتها بالتقارير المفصلة عنها.

ووفقا لمصادر متابعة فان السفيرة الاميركية لم تشر الى اسم او اسماء معينة مرشحة للرئاسة، لكنها تركز في لقاءاتها على العموميات والموقف المعروف من حزب الله، موحية ان ليس لواشنطن اي مرشح محدد.

وفي غياب الحركة الجادة والناشطة للتقدم نحو تسريع انتخاب رئيس الجمهورية وتقصير فترة الفراغ الرئاسي قالت مصادر مقربة من رئيس المجلس ان الرئيس بري يؤكد انه على الرغم من عدم المضي في الحوار هو متمسك بوجوب تحقيق التوافق على رئيس الجمهورية في اقرب فرصة او وقت ممكن لانجاز هذا الاستحقاق.

ويرى ان هناك ملفات وازمات عديدة يحتاج التصدي لها الى انتظام المؤسسات الدستورية بدلا من تكريس واطالة فترة الشغور او الفراغ في رئاسة الجمهورية. وان من بين هذه الملفات او الازمات ما تحتاج الى توافق، فكيف بالاحرى اذا كان هناك استحقاق على مستوى كبير من الاهمية مثل الاستحقاق الرئاسي؟ الا يحتاج هذا الاستحقاق الى توافق؟

وتضيف المصادر ان الرئيس بري يفتح قنوات التواصل مع الجميع وسيبقى يراهن على الاتفاق والتوافق على انتخاب الرئيس الجديد، والمهم العمل على تقصير فترة الفراغ لان البلد لا يحتمل اطالتها.