الخميس المقبل.. فرصة ممنوحة وربما أخيرة لانتخاب رئيس جديد للبنان

الخميس المقبل.. فرصة ممنوحة وربما أخيرة لانتخاب رئيس جديد للبنان
السبت ١٠ ديسمبر ٢٠٢٢ - ٠٩:٤٦ بتوقيت غرينتش

بعد مرور أربعين من الشغور الرئاسي في لبنان و بعد الفشل المستمر للمجلس النيابي بانتخاب رئيس عبر التصويت في جلسات كل الخميس، والتي بلغت 8 جلسات لم يخرج فيها الدخان الأبيض يستعد رئيس المجلس نبيه بري لإطلاق الحوار الرئاسي عبر مشاورات بدأها مع الكتل النيابية لاستكشاف مناخاتها وقياس مدى نضج الأجواء للبدء بالحوار المنشود في فترة الأعياد.

العالم_لبنان

ففي السياق كتبت صحيفة الجمهورية اليوم السبت اسبوع فاصل عن جلسة الخميس المقبل، يشكّل فرصة ممنوحة للمكوّنات الداخلية لإجراء مقاربات عقلانيّة للملف الرئاسي ومراجعات جديّة ومسؤولة لمسلسل الفشل في انتخاب رئيس للجمهورية، بعيدًا من الغوغائيّة والشعبويّة، لعلّها تؤسّس لاختراق في جدار التناقضات، يفضي إلى توافق يقصّر عمر الفراغ في سدّة الرئاسة الاولى.

محطة الإختبار الأساسية، وربما الأخيرة، لهذه الفرصة، هي يوم الخميس المقبل، بين ان يشهد فشلًا عاشرًا في انتخاب الرئيس، وبين أن يكون منطلقًا لحوار بين المكوّنات السياسيّة والنيابيّة، يُخرج الملف الرّئاسي من خلف السّدود السياسيّة والطائفيّة والفوقيّة والكيديّة المانعة لإتمامه، ويقوده الى برّ الانتخاب.
ومن الآن وحتى الخميس المقبل، يفترض ان يتبين الخيط الابيض من الخيط الاسود، مع أنّ السواد هو الاكثر ترجيحًا وهو ما تعكسه صراعات مكوّنات الانقسام السياسي، التي تجعل من الصعب الاعتقاد بأنّ التناقضات العميقة قد تشهد تبدلًا بين ليلة وضحاها، وخصوصًا انّها قيّدت نفسها على اشجار عالية من الشروط والمعايير المتصادمة.

وإذا كانت اصوات نيابية وسياسية قد ارتفعت في الساعات الاخيرة اعتراضًا على الاستمرار في دوامة الفشل، وطالبت رئيس المجلس النيابي نبيه بري بقيادة حوار يضع حدًا ويؤسّس لتوافق على انتخاب رئيس، فإنّ المشكلة الأساس، كما تقول مصادر سياسية ليست في إطلاق الحوار، وخصوصًا انّ بري ومنذ ما قبل انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون، اكّد انّ المعبر الوحيد لانتخاب رئيس الجمهورية هو الحوار والتوافق، ولكنه اصطدم بالتناقضات. بل أنّ المشكلة قائمة حصراً في مكوّنات لا تثق ببعضها، وفي نزعة الإلغاء والتحكّم لدى البعض، وخصوصًا بين الكتل المسيحية.

وقالت مصادر واسعة الإطلاع حتى الآن، لا يمكن القول بوجود ضوء في آخر النفق الرئاسي، فما رافق جلسة الفشل التاسع من مواقف اعتراضية على استمرار هذا المسلسل، وصولًا الى حدّ اعتبار البعض انّ هذا الوضع بات يدفع إلى القرف والغثيان، لا يعني بالضرورة الاستعداد للتنازل والاستجابة لمنطق التوافق، ذلك أنّ غالبية الاطراف ما زالت ثابتة في مربعات المكابرة والتعطيل، وخطابها تصعيدي في كل الاتجاهات، يهدّد بالويل والثبور وعظائم الامور.

واعتبرت المصادر انّ هذا المنحى، يجعل مهمة الرئيس بري في قيادة حوار رئاسي، شائكة ومحفوفة بصعوبات كبرى، فرئيس المجلس يسعى للاستثمار على هذه الفرصة المتاحة من الآن وحتى الخميس المقبل، لبلوغ حوار شرطه الأساس ليكون مجدياً ومنتجاً ومعبراً إلى التوافق على انتخاب رئيس، هو صفاء النيات وصدق التوجّه إلى انهاء الوضع الشاذ في رئاسة الجمهورية، وهو ما لم يُلمس بعد .

و كتبت صحيفة الاخبار عادت الاتصالات بشأن الملف الرئاسي إلى دائرة الضوء بقوة محلياً وخارجياً. ويبدو أن البطريرك الماروني بشارة الراعي سيكون في المرحلة المقبلة محوراً أساسياً في هذا الملف. علماً أن الجهود التي بدأها النائب جبران باسيل منذ الصيف الماضي لم تصل إلى نتيجة تحسم إقناع بكركي بإدارة الملف من زاوية أن أي رئيس للجمهورية يجب أن يحظى بشرعية حقيقية عند المسيحيين أولاً. وتنطلق مبادرة باسيل من فكرة أن الراعي يمكنه إدارة حوار مسيحي – مسيحي حول الأمر قبل الذهاب نحو تفاوض يؤمن غالبية لبنانية داعمة للمرشح الرئاسي.

في غضون ذلك، تواصل باريس والدوحة مساعيهما للتوصل إلى تسوية تقوم على مرحلتين: الأولى تستهدف التفاهم مع مسيحيي لبنان أولاً، والثانية تستهدف التفاهم مع حزب الله. وأن عنوان المساعي حول التوصل إلى مرشح لا يتصادم مع «المجتمعين العربي والدولي»، أي عملياً أن يحظى الرئيس المقبل برضى الأميركيين والسعوديين. ومع أن المرشح الفعلي هو قائد الجيش العماد جوزيف عون، فإن هذا التحالف لمس من خلال مفاوضات جرت خلال الأسبوعين الماضيين، بأنه لا يمكن فرض قائد الجيش على غالبية وازنة من القوى السياسية. وقرر الجانبان الفرنسي والقطري تطوير التواصل مع قائد الجيش الذي يجري التحضير لزيارة رسمية له إلى قطر، مع همس حول إمكانية ترتيب زيارة أيضاً إلى السعودية في حال أفلحت الاتصالات الخارجية في إقناع ولي العهد السعودي بالانخراط بشكل أكبر في الملف اللبناني.