من طهران..

الحرب الناعمة على الجمهورية الإسلامية.. الآثار والتداعيات

الخميس ١٥ ديسمبر ٢٠٢٢ - ٠٥:٣٥ بتوقيت غرينتش

مضت ثلاثة أشهر على بداية اعمال الشغب في إيران، حيث حاولت وسائل الإعلام المناوئة والتي تأتمر بإمرة الغرب وبعض دول المنطقة التحريض على الرهاب إيران عبر تضخيم ما يحدث فيها. السيد إبراهيم رضائي عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الاسلامي قدم في مقابلة مع قناة "العالم"ببرنامج من طهران" ايضاحات حول هذا الموضوع.

العالم من طهران

وفي هذا الاطار قال إبراهيم رضائي: "خلال الأشهر الثلاثة الماضية في البلاد، شهدنا حربا هجينة، لا يمكننا تصنيفها في اطار واحد والنظر اليها بنظرة أحادية، لا يمكننا أن نقول ببساطة إنها كانت إعلامية أو ثقافية أو سياسية، فهي تشتمل على مزيج من كل هذه الأحداث.

* نشاط أكثر من 250 قناة فضائية باللغة الفارسية على مدار الساعة لاسقاط النظام في إيران

وأضاف: لكن السمة البارزة والرئيسية لما حدث في إيران في الأشهر القليلة الماضية كانت قضية الإعلام ، وتظهر ابحاثنا أن أكثر من 250 قناة فضائية مناوئة لإيران، مجانية وبأذواق، لغات وثقافات مختلفة تنشط على مدار الساعة ضد إيران، والنقطة المشتركة بين جميعها هو اسقاط النظام .

واعتبر رضائي ما حدث في إيران غير مسبوق في العالم وقال: لم تتعرض أي دولة لهجوم إعلامي مثل إيران الإسلامية، ونحن نشهد حربا إعلامية عالمية ضد الجمهورية الإسلامية ، إحداها كانت نشاط 250 قناة فضائية وعدة اضعافها بطرق مختلفة في الفضاء السيبراني ، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي ، وتوظيف الذباب الالكتروني وتنظيمه في الداخل لضخ الأكاذيب على صعيد البلاد.

* نشر 38 الف كذبة ضد الجمهورية الإسلامية في أول 46 يوما من أعمال الشغب

وقال عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية : فقط في الأيام الـ 46 الأولى من الاحتجاجات وبعد أعمال الشغب الأخيرة، تم نشر 38 ألف كذبة ضد جمهورية إيران الإسلامية على الإنترنت. وهناك محاولات لإثارة مشاعر الشعب والشباب في البلاد من خلال التظاهر بالاضطهاد ونشر الاخبار المفبركة .

* عدد المشاغبين في الأشهر القليلة الماضية أقل من واحد بالمائة من إجمالي سكان البلاد

واعتبر أن العامل الأهم في فشل كل هذه المحاولات ضد إيران هو يقظة الناس، وقال: حسب تقديرنا ، كان عدد الاشخاص الذين نزلوا إلى الشوارع في الأشهر القليلة الماضية أقل من واحد بالمائة من مجموع سكان البلاد، وهذا يظهر ان ابناء شعبنا وحتى أولئك الذين يعانون بسبب بعض القرارات والمشاكل الاقتصادية أو الاجتماعية لم يواكبوا مثيري الشغب، وهذا يدل على بصيرة الشعب.

* الغرب كرّس كل طاقاته لإدانة الجمهورية الإسلامية في المحافل الدولية

وأكد رضائي أنه لم يحدث قط في أي جزء من العالم أن ينزل رؤساء دول أخرى إلى الساحة بهذا الشكل الفاضح للإطاحة بدولة أخرى. كما انه من غير المسبوق أن ينزل رئيس فرنسي بشكل رسمي الى الساحة ويجتمع مع مهرجة أعمال الشغب الأخيرة، أو تقوم الحكومات الأوروبية بالتوقيع على بيان ضد إيران. لقد كرسّوا كل طاقاتهم لإدانة ايران في مجلس حقوق الإنسان والأمم المتحدة والمنتديات الدولية.

* ضخ السلاح في البلاد لتأجيج الاقتتال في الشوارع

وأضاف: إن المحور الغربي العربي العبري أنفق أموالاً طائلة في الأشهر القليلة الماضية بهدف إسقاط النظام ولكنه فشل، لا ننكر الاضرار التي كبدوها للبلاد، مثل قتل ابناءنا من قوات الامن والمواطنين .. عبر ضخ الأسلحة في البلاد والتحريض على قتال الشوارع، تسببوا بهذه الأضرار للبلاد ، كما انهم كبدوا البلاد اضرارا مالية ومادية من خلال احراق سيارات الإسعاف، وما إلى ذلك.

* الدول المتشدقة بحرية التعبير أطلقت إمبراطورية أكاذيب ضد إيران / حظر الإعلام الإيراني يتعارض مع حرية التعبير والمواثيق الدولية

وأشار ممثل البرلمان الايراني إلى حزمة عقوبات الاتحاد الأوروبي الجديدة ضد 4 مؤسسات إيرانية منها مؤسسة الاذاعة والتلفزيون، وقال: إن الاتحاد الأوروبي وبعض القادة الأوروبيين كشفوا عن حقيقتهم بهذه القرارات، هؤلاء الذين كانوا يتشدقون بحرية التعبير على مر الزمن واتهمونا بتقييد الحريات، اسسوا في بلدانهم وسائل إعلام إرهابية مثل قناة إيران اينترنشنال أو السعودية، وفي الواقع وأقاموا مصنعا وإمبراطورية للأكاذيب ضد إيران.

وفي وسائل الإعلام هذه يقومون بتعليم كيفية القيام بالاعمال الإرهابية، وتعليم كيفية صنع الزجاجات الحارقة وأسلحة حربية وقتل قوات الشرطة والامن. تعمل وسائل الإعلام الإرهابية هذه بحرية في تلك الدول، لكن الاعلام الايراني هو الذي يهدد ويعاقب، وهذا يتعارض مع حرية التعبير والمواثيق الدولية، وهو عمل ضد حقوق الإنسان. لقد قاموا بتقييد العديد من اتصالاتنا الإعلامية مع مشاهدينا في البلدان الأوروبية ومنعوا الوصول الحر إلى المعلومات.

* اعتقال العملاء المتورطين في جريمة شاهجراغ الإرهابية

واشار إلى جريمة شاهجراغ الإرهابية، وقال: إن هذه الجريمة ارتكبتها عناصر "داعش" التي تم تدريبها وتسليحها خارج البلاد. الجاني الرئيسي أصيب في الحادث ومات بعد بضعة أيام، وتم القبض على معظم العملاء المتورطين في هذه الجريمة.

* احد العناصر المتورطة في جريمة شاهجراغ ، مواطن اذربيجاني

وأضاف: مجموعة من رعايا بعض الدول المجاورة متورطون في هذه الجريمة، أحدهم من مواطني اذربيجان والتحقيقات في هذا الصدد لم تكتمل بعد، ولكن سيتم التعامل بحزم مع المتورطين في الجريمة.

وأكد عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية باننا خلال هذه السنوات نواجه تناقضا من الغرب تجاه الجمهورية الإسلامية الإيرانية. فإذا قام نظام بتقطيع صحفي يُدعى خاشقجي وألقاه في المجاري، لن يكون لديه مشكلة، بشرط أن يكون متناغما معه ويعمل كبقرة حلوب، ولكن إذا كان هناك نظام ديمقراطي مثل الجمهورية الإسلامية واتخذ اي اجراء في التعامل مع مزعزعي الأمن الداخلي، نراه يتخذ أقسى القرارات والإجراءات ضدنا، ويفرض حظرا على البلاد والإعلام والجهات الرسمية.

وتابع قائلا : في إيران، تصدينا لمثيري الشغب الذين نزلوا إلى الشوارع بالسلاح وكانوا مسلحين، لكنهم تعاملوا بشكل أقسى مع أناس عزّل نزلوا للاحتجاج فقط، وهو ما شهدناه مؤخرا في إنجلترا وفرنسا. الشرطة الامريكية تنشر مقاطع فيديو تخبر فيها الشعب "أنك إذا تجاهلت تحذير الشرطة، فسوف نطلق النار عليك". أي أنها عنيفة للغاية، وعدد الوفيات الناجمة عن الأسلحة في الولايات المتحدة أكبر من الحروب في أفغانستان والعراق.

كثيرا ما نسمع انباء عن قيام إرهابي بمهاجمة مدرسة أو أماكن عامة في أمريكا وقتل عدد كبير من الناس، ولكن العالم لا يبالي بذلك، لكن في إيران، الطفل الذي لم يقتل على يد الشرطة والقاتل لا يزال مجهولا، على سبيل المثال ، إذا حدث امر ما في إيذه أو في مكان آخر من قبل إرهابيين أو مسلحين أو جماعات إرهابية، نراهم يحملون قوات الشرطة مسؤولية ذلك، أو نرى احمقا مثل رئيس وزراء كندا يعلن بأن ايران تريد اعدام 15 ألف شخص، وهو كذب من الاساس.

* استخدامات السيف السعودي. من الرقص مع الرئيس الأمريكي إلى إعدام المحتجين والشيعة

وأكد رضائي: لو زودناهم بالنفط وأعطيناهم نفطا مجانيا، لو استسلمنا لقمعهم في المنطقة وسمحنا لـ"داعش" بالتقدم، "داعش" الذي هو صناعة أمريكية، بالتأكيد لم تكن لدينا مشكلة مع الغرب، حتى لو قتلنا 80 شخصا بريئا بحد السيف مثل السعوديين في يوم واحد. السيف الذي نراه على العلم السعودي له وظيفتان، احدها الرقص مع الرئيس الأمريكي والأخر إعدام الأبرياء والشيعة في السعودية.

* السجل القذر للغرب في التعامل مع إيران

وقال هذا العضو في لجنة الأمن القومي بالمجلس: إن سجل الغرب في التعامل مع إيران سجل لا يمكن الدفاع عنه وسجل مقزز ومثير للاشمئزاز. لم ننس الجرائم والانقلابات والعقوبات التي نظموها ضد شعبنا خلال القرن الماضي، ومن الطبيعي ألا نصدق اليوم الضجيج الذي يفتعلة حفنة من البلطجية والمخمورين في الغرب ضد ايران .

وتابع: لا ننكر أن الغربيين استطاعوا توجيه ضربات لنا في الأشهر القليلة الماضية، لكن هذه الضربات لن تمر دون إجابة رغم انها لم تكن جادة وفعالة.

* الأعداء خططوا مسبقا لإحداث فوضى في البلاد

وأضاف: حسب المعلومات التي لدينا، فإن إرسال الأسلحة إلى بلادنا قد ازداد منذ عدة أشهر قبل بدء هذه الاضطرابات في البلاد، وهو أحد الادلة التي تؤكد أن الأعداء خططوا بالفعل لإثارة الاضطرابات في البلاد .. وبدأت بحجة وفاة المرحومة مهسا أميني.

* لدينا صبر استراتيجي وسنرد على الأعداء في الوقت المناسب

وأكد: في الوقت نفسه ، فإن يقظة الناس في عدم مواكبة المشاغبين والإرهابيين وفصل المتظاهرين عن المشاغبين تشير إلى أن هؤلاء القلائل لم يحققوا أهدافهم المشؤومة، رغم أنهم تسببوا في الكثير من الأضرار المادية للبلاد. بالطبع ، لسنا في عجلة من أمرنا ولدينا صبر استراتيجي وسنرد على الأعداء في الوقت المناسب.

* البت في ملقات مثيري الشغب

وفيما يخص البت في ملفات الاحداث الاخيرة قال رضائي : نحن أمام قضيتين في هذا المجال ، أحدهما قضية نفي الإعدام، وهو أمر غير مقبول لدينا لأن نظامنا قائم على الإسلام وحكم القصاص منصوص فيه وهو من بديهيات الدين الإسلامي والدستور. في الغرب، بما في ذلك الولايات المتحدة، هناك أيضا عقوبة الإعدام، وفي هذه السنوات، حدث عدة مرات أن يتم إعدام أشخاص حتى لارتكابهم جرائم أخف في هذا البلد.

وأضاف: هناك قضية أخرى تتعلق بالمحاكم ونوعية المحاكمة، حيث يشكك بعض الاشخاص والعناصر، ومعظمهم من خارج البلاد ، في صحة أحكام المحاكم وشرعيتها وقانونيتها. لقد تحققنا في هذا المجال واستنادا إلى تحقيقاتنا، أولاً فإن جميع الخطوات القانونية والقضائية حتى أعلى مستوياتها، اي تأكيد حكم الإعدام في المحكمة العليا ، قد جرت حسب الاجراءات القانونية المتبعة . من ناحية أخرى، هناك مستندات ووثائق عن المجرمين الذين تم إعدامهم تثبت انهم يستحقون هذه العقوبة.

وقال: هناك أيضا فيديوهات مرتبطة بهذا المجال، فمثلا الشخص الذي اعدم مؤخرا، قتل شخصين بريئين خلال ست ثوان، وخلق حالة من انعدام الأمن العام، وعبث بامن المنطقة وسلب الناس امنهم، لذلك من الطبيعي أن نتعامل معه وفقا للقانون.

وأشار رضائي إلى أنه بالطبع في الأحداث الأخيرة شهدنا الكثير من الرافة الاسلامية من قبل الجهاز القضائي، حيث تم الإفراج عن عدد كبير من الأشخاص الذين ارتكبوا جرائم في الأشهر الأخيرة ولم تتم معاقبتهم، خاصة أولئك الذين لم يكن لديهم سوابق جنائية وكانوا تحت تأثير الحماس فقط .

وأضاف في الوقت نفسه: إن من عكّر صفو الأمن القومي وأمن الشعب وجعله غير آمن وحاول قتل الناس وأزهق أرواح الأبرياء تم وسيتم التعامل معه وفق القانون.

التفاصيل في الفيديو المرفق ...