الناطق باسم الحرية والتغيير يكشف للعالم خفايا الاتفاق الاطاري مع العسكر

الجمعة ١٦ ديسمبر ٢٠٢٢ - ٠٤:٣٤ بتوقيت غرينتش

أكد الناطق الرسمي باسم قوى الحرية والتغيير جعفر حسن، أن الاتفاق الاطاري السياسي مع المكون العسكري جاء في اطار مطالب الشارع السوداني.

العالم - ضيف وحوار

استضافت قناة العالم الاخبارية الناطق الرسمي باسم قوى الحرية والتغيير جعفر حسن خلال برنامج "ضيف وحوار" للحديث حول شؤون الاتفاق الاطاري السياسي الذي تم توقعيه بين قوى الحرية والتغيير والمكون العسكري في السودان.

وفيما يلي إليكم نص المقابلة:

العالم: ما هي أهم بنود الاتفاق الاطاري السياسي وأهم القضايا التي مازالت معلقة وتحتاج الى البحث؟

حسن: بعد أن الانقلاب فشل في تشكيل الحكومة، وادارة البلاد، حيث حصل تدهور اقتصادي وسياسي، واصبح يمارس القتل في كل الشوارع، وكذلك فشل التواصل مع المجتمع الدولي، حيث لم يستطع ان يشكل علاقات دولية، وفشل في التمويل وفي كل شيء، لذا كان من الواضح ان نتخذ خطوات في انقاذ بلادنا.

بدأت الخطوة الاولى مع لقاء مساعدة وزيرة الخارجية للشؤون الافريقية السيدة مولي فيه حيث جاءت الى السودان وطلبت من الحرية والتغيير والعسكر اجراء لقاء مباشر تطرح فيه القضايا بشكل مباشر.

اعلنت الحرية والتغيير بشكل رسمي بأنها قلبت الدعوة وستذهب الى مقابلة المكون العسكري في بيت السفير السعودي .. هذا اللقاء كان لقاءا مهما، حيث طرحت فيه قوى الحرية والتغيير مبادئ ثورة 25 ديسمبر المجيدة، وأهداف الشارع الذي ظل يرددها.

أن الحرية والتغيير طيلة الفترة الماضية وبعد خروج القيادات من السجن، أصبحت يترجم شعارات الشارع، لأن السياسي هو من يستطيع أن يحول شعارات واحلام شارع بلاده الى واقع عملي مترجم، لهذا تم ترجمة هذه الشعارات، بأن لا شراكة مع المكون العسكري وهذا يختلف عن توقيع الاتفاقية الدستورية الموقعه في 19، ثانيا، لابد من قيام جيش مهني واحد، وهذا ما عبر عنه الشعب بشكل او باخر، ثالثا، لابد من قيام العدالة المنصفة للضحايا، رابعا، لابد من ايلولة الشركات التي تعمل في القطاع المدني لصالح حكومة السودان، لانها كانت تابعة للمؤسسات العسكرية، خامسا لابد من تفكيك نظام 30 يوليو.

أن أي نضال سلمي آخره واحد من الاثنين، اما انحياز أحد قادة القوات النظامية للشارع، وهذا النموذج السوداني في اكتوبر، وفي ابريل، وحتى في ثورتنا الحالية، حيث انحازت اللجنة الامنية بقيادة عوض بن عوف الذي كان وزير الدفاع لعمر البشير.

العالم: هذا الانحياز الم ياتي نتيجة ضغط الشارع السوداني او ماذا؟

حسن: الشرط الاساسي يجب أن يكون هناك ضغطا من الشارع، لانه اذا لم يضغط الشارع المؤسسات العسكرية لن تغيير موقفها من قيادتها.

ان القيادات العسكرية بالذات الصحاب المستوى الادنى هم يعيشعون في السودان، ويعرفون المشاكل الاقتصادية التي يمر بها البلد، لذا دائما يحصل هذا الانحياز لتجربة السودانيين والسودانيات، لكن العامل الاضافي هو وجود السريع الان في المعادلة السياسية الحالية، لو لا اتفاق الدعم السريع زائد الجيش، كانت عملية الانحياز قد تكون عصيبة بان يضع رئيس السلطة عمر البشير واخرون في السجون، لانه ربما كانت حصلت مواجهة مباشرة بين جيش نظامي وجيش شبه نظامي يمتلك الكثير من مقومات الجيوش.

الان الشعب يفتكر بانه يبقى يضغط على العسكر ويبقى في الشارع الى ان ينتظر أن ينحاز أحدا معه، ولكن هذه الفكرة فيها اشكالية ومشاكل، احد مشاكلها هي يجب أن ينضم الدعم السريع في صفه، لانه اذ لم يكن في صفه تحصل مواجهة المباشرة والذهاب الى الحرب الاهلية،

لذلك استندت الحرية والتغييرفي العملية السياسية على مبنى فرضية ان قوات الدعم السريع والجيش هما حكومة الامر الواقع الموجودة، لذا تم الضغط عليهم، حيث اوصلناهم الى نقطة قبول شروط الثورة السودانية، لهذا الاتفاق الاطاري السياسي بين العسكر وقوى الحرية والتغيير والعملية السياسية بشكل عام بنيت على اساس الشارع.

العالم: كيف التقيتم بالشارع، الان هناك قيادات في لجان المقاومة السودانية، وانت في بداية حديثك لم تذكر مبدأ التفاوض وهم من الشعارات الاولى بالنسبة للشارع السوداني هو رفض عملية التفاوض، ومازالت مرفوضة بحيث ان هناك قضايا مازالت معلقة، مثل قتل المتظاهرين، الاعتقلات التعسفية، وكذلك المحاكمات التي لم تتم، فالمبدأ هنا، انتم كيف تستطيعون ان تجلسومع العسكر وهم جزء مما حدث في الفترة الاخيرة التي عقبت الانقلاب؟

حسن: بل هم الانقلاب نفسه، ومساندين لبعض حركات الكفاح المسلحة، هذا واقع موجود، لكن رؤيتنا هي كيف ننهي هذا الواقع.

هنالك رؤى مختلفة لانهاء هذا الواقع، مثلا الاخوة في التغيير الجذري رؤيتهم ان يبقى ضغط الشارع متواصلا الى ماشاء الله الى ان ينحاز أحد العسكريين لهم، لكن رؤية الحرية والتغيير هو عدم الحاجة الى أي انحياز لانه لدينا رأي ان من ينحاز هو من لديه ضمانات بأن يحقق اهداف ثورة ديسمبر، من الذي يغامر ويحدث انقلابا ويزيح قادة الانقلاب الحالي ويرسلهم الى السجن، ويقبل بتسليم السلطة للقوى المدنية.

العالم: الان في الاتفاق الاطاري هناك موافقة تامة بانسحاب العسكر من العملية السياسية، وهل هناك ضمانات لهذا الامر؟

حسن: سأطرق الى الضمانات في مابعد، لكن هذا ضمن الشروط الاساسية، بأن الجيش وقوات الدعم السريع، وآخرين لن يكون لهم علاقة بإدارة السلطة في البلاد، وهذا ما أكدت عليه قوى الحرية والتغيير والقوى الموقعة في الاتفاق الاطاري، وكذلك في الخطاب المشترك الذي تلي في نفس اليوم، وكذلك أكد عليه قائدين الجيش والدعم السريع، لذا هذه النقطة الاولى.

من حيث المبدأ هذا احد أهم مطالب الشارع السوداني، حيث يقولون شباب العسكر الى الثكنات، لهذا الحرية والتغيير اتخذت هذه المطالب وحولتها الى واقع ملموس النقطة الثانية قيام جيش مهني واحد.

العالم: هل يوافق الجيش على هذا؟

حسن: وافق الدعم السريع على هذا، وكتبا نصا في الاتفاق بدمج الدعم السريع في الجيش، وهذا ما ذكره قائد الدعم السريع.

العالم: هل حددوا زمن معين لهذا الاندماج؟

حسن: لدينا قضيتين يجب أن تحل حتى نصل الى هذا الامر، العملية كلها اسمها الاصلاح الامني والعسكري المفضي الى قيام جيش مهني واحد، لان السودان اذا لم يكن له جيش قوي لن يستطع ان يحافظ على موارده الوطنية الضخمة، لذلك لابد من قيام جيش مهني وقوي وغير منهمك بالعمل السياسي، وبعيدا عن الحملات الايدلوجية، وبأن يكون جيشا محترفا.

العالم: هل القوات المسلحة مستعدة لهذا العمل؟ عدة سنوات مرّت في الحديث ما بين الدعم السريع والقوات المسلحة، هل هنالك خطط عملية سيتم تنفيذها؟ لان هذا الامر ليس بالشيء السهل، وما موقع حميدتي نائب رئيس المجلس في هذا الموضوع؟ هذه كلها يجب ان تكون محسومة للشارع السوداني لكي يوافق على اي اتفاقات ويدعمكم انتم كقوى الحرية والتغيير لكي تقودوا الشارع مرة اخرى كما كان في السابق؟

حسن: نحن من المهم الان ان نتحدث بأننا لسنا القائد الاوحد للشارع، نحن بعض الشارع، الحرية والتغيير في 2019 كانت الغاية الاوحد للشارع السوداني، الان قوى الحرية والتغيير تمثل بعض الشارع، لكنها هي الآن الكتلة الاكبر السياسية في السودان.

لدينا قضايا يجب ان نذكرها في الاتفاق وندخل في تفاصيلها لانه عندنا حاجة مهمة، ايضاً عندنا العدالة المنصفة للضحايا التي تنص على عدم الافلات من العقاب، هذه احدى الشعارات المهمة جداً التي يتكلم عنها الشباب السوداني، كدم الشهداء واخره.

ايضاً الشركات التي تعمل في القطاع المدني والتي كانت تعمل مشاكل للاقتصاد السوداني، صحيح هي شركات تعمل في القطاع المدني ولكنها هي تحت لواء المؤسسات العسكرية.

في الاتفاق الاول عام 2019، كنا نبحث عن سيطرة الدولة عليها فرضاً من باب الرقابة المالية، حالياً الاتفاق الجديد ينص بوضوح على انها تؤول لوزارة المالية بشكل كامل، وحتى الشركات التي تعمل في التصنيع الحربي، ينص الاتفاق على مراقبتها وزارة المالية وديوان المراجعة العام ومؤسسات الدولة للمراجعة الحسابية، وهذا لم يكن يحصل في السابق.

الخطوات الحالية يبحث القضايا الرئيسية، وهذا رأس الاتفاق وتفكيرنا له، زائداً قيام سلطة مدنية كاملة برأس دولة مدني. قوى الحرية والتغيير والحلفاء لم يتفقوا بعد على رأس الدولة المدني ان يكون شخصاً او اكثر من شخص، لكننا اتفقنا على ان يكون محدوداً.

في حال بقى شخصاً واحداً او اكثر من شخص، فسيكون مدنياً وتختاره قوى الثورة..

العالم: اكثر من شخص لرئاسة الدولة ماذا يعني...؟

حسن: هناك مقترح ان يكون مجلس سيادة محدود، من ثلاث اشخاص او اربعة، المهم حاجة بسيطة ولن يكون من 11 او 13 شخصاً..

العالم: كلهم مدنيين؟

حسن: كلهم مدنيين وتختارهم قوى الثورة، هذين امرين مهمين.

العالم: هل يمكن ان هنالك قائد محال على التقاعد، مثلا لواء او فريق، هل يؤتى به كمدني مثلاً؟

حسن: النص يؤكد على ان يكونوا مدنيين وتختارهم قوى الثورة، اذا قررت قوى الثورة ان تأتي بمَنْ تريد هذا موضوع آخر، لحد الآن لم يتم بحثه او الحديث عنه. ثانياً رئيس وزراء بصلاحيات كاملة لرئيس الجمهورية في الانظمة الجمهورية، بمعنى كل السلطات التنفيذية التي كانت تؤول لرئيس الجمهورية، تؤول لرئيس الوزراء.

العالم: هذا يقودنا الى سؤال، هذا الاتفاق فيما يختلف عن اتفاق رئيس الوزراء السابق الدكتور عبدالله حمدوك ورئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان، وهي اهم النقاط التي يمكن ان نقول انها مختلفة عن ذلك من حيث التفاصيل في داخله ومن حيث تنفيذها؟

حسن: اولاً الفرق الاساسي، كانت واحدة من مشاكل اتفاق برهان- حمدوك، انه بني على الانقلاب وشرعنته..

العالم: والجديد أليس شرعنة للانقلاب؟

حسن: كلا، هذا يعني رفعهم من الانقلاب ويخرجونهم من السلطة، ويعيد بسلطة مدنية كاملة وهذا ما يشكل فرقاً كبيراً، ثانياً وضع مجلس السيادة والذي كان فوق العسكريين، بعد جمع عدد من العسكريين واعتبروهم مدنيين، اصبحوا هم المشرفون على العملية السياسية ومجلس الوزراء، حالياً لا يوجد كلام كهذا.

ثالثاً وهذا المهم جداً الاتفاق ذلك رفع السلطات كلها وحوّلوا رئيس الوزراء من شخص يمتلك القرارات الى موظف داخل السلطة. باختصار شديد للناس الذين يعملون في العلوم السياسية، اتفاق حمدوك حوّل السودان الى جمهورية رئاسية، برئاسة مجلس السيادة يتخذ القرارات، ورئيس الوزراء موظف ينفذ ما يمليه عليه مجلس السيادة، اما الاتفاق الحالي فقد ابعد العسكريين نهائياً وبدأ يتكلم عن نظام برلماني وهو رئيس الوزراء والقائد الذي يتخذ القرارات الكبرى في البلد.

العالم: برأيك لماذا هذه التنازلات من قبل العسكر في الفترة الاخيرة؟

حسن: بسبب الظروف والبيئات ودماء الشهداء ولولاهم لما كان هناك اتفاق ايضاً، بالطبع الاشخاص الذين قاموا بالانقلاب في الاقليم او كانوا في الداخل، كانت فكرتهم ان انقلابهم سيكون حال الانقلابات السابقة، بأن يعملوا على تفكيك الجبهة المدنية، ويخلقوا فيها صراعات كبيرة، ويحولوا الحكومة الحاكمة التابعة لقوى الحرية والتغيير الى حكومة معزولة عن الشارع، وبث الاشاعات وغيرها، كي يتم الانقضاض على السلطة، ووضع قادة العمل السياسي في السجون، واعادة السودانيين والسودانيات الى بيوتهن ليشاهدوا من خلال التلفزيون من قام بالانقلاب؟

هذا النموذج كان فعالاً وتحكى الروايات وفلان قريب من فلان وانه قريب من مجلس السيادة وهكذا، ولكن الذي حصل ان الشارع السوداني وقوى الحرية والتغيير عندما احست ان هنالك انقلاباً، قبل شهر من وقوعه، عبّأت الشارع بشكل كبير للمواجهة.

المواجهة بين قوى الحرية والتغيير وبين الانقلابيين كانت منذ اليوم الاول، لكنها خرجت الى الشارع عندما تأكدت بقيام الانقلاب، لذلك طلع عضو مجلس السيادة تحدث عن حبه ثم تحدث عن لقائه التلفزيوني الشهير، ثم اعقبه قيادات الحرية والتغيير والناطق باسمهم واخرين بتصريحات واضحة، معبرين عن التعبئة في الشارع.

العالم: بالنسبة للذين شاركوا في حكومة عبدالله حمدوك، البعض يصفهم بانهم لم يكن لديهم نضج سياسي في التعامل مع القضايا، يعني كان يمكن ان يصمتوا حتى يستلموا الحكم المدني في الفترة الثانية ليبدأوا بتنفيذ خططهم، ولكنهم بدأوا بمهاجمة العسكر، بمعنى ان الطريقة ليست طريقة سياسيين ناضجيين في ذلك الوقت، لهذا وقع الفشل وجعل الشارع السوداني يخرج في كل الفترات السابقة والقادمة على اساس ان هذه الوجوه لن تعود مرة اخرى، وان هذا الشارع يخرج لوحده، سؤالي هو هل لديكم اي تواصل حقيقي مع قيادات لجان المقاومة التي تقود الشارع الآن وتدعو الى المليونيات باعتباره هو الاساس لكل ما يحدث الآن من تنازلات من قبل العسكر؟

حسن: لو عاد الزمن مرة اخرى، لكررنا نفس السيناريو، انا اقول لك بصراحة جداً، ان اللقاء الذي طلع، الناس افتكروه هو الذي فجر الاوضاع، بل هم من يفجر الاوضاع، ونحن كنا نرى ان الانقلاب يسير، ووصلتنا معلومات ان هناك ترتيبات لقيام بانقلاب، واصبح امامنا خطين، ان نصمت حتى يحدث الانقلاب وهذا ما يصبح النموذج الذي تحدثت عنه. السودانيون يسمعوا الانقلاب من خلال الشاشة، وإما ان نعبأ الشارع.

كنا نعلم تمام العلم ان تعبئة الشارع تكلف فاتورة باهضة على افرادنا، لكن لصالح الوطن فهي جيدة، وانا اقول بكل صدق، لولا التعبئة التي قامت بها قوى الحرية والتغيير تجاه كشف الانقلاب، والمواجهة التي استمرت لمدة شهر، لما تماسك الشارع من يوم الانقلاب، بمعنى كان يدخل في صدمة، ولحد الناس ما يفيق من الصدمة يكون الانقلاب قد كرّس نفسه على الارض، لذلك نحن كشفناه وحتى السودانيين التقطوا الاشارة واصبحت عندهم الجاهزية لمقاومة الانقلاب.

ثانياً كان هناك مشروعين في الدولتين، مشروع قوى الحرية والتغيير للتحول المدني الديمقراطي، ومشروع يقوده العسكريون واخرون، وعندما نفكك الجبهة المدنية ننقض على السلطة، والدليل على هذا الكلام، فضّل الاعتصام نفسه، والاعتصام مع الانقلاب، وهي محاولة لتفكيك الجبهة المدنية.

ثالثاً مجلس السيادة هذا، فيه صراع كبير، لو كانت قوى الحرية والتغيير تتصارع كما كان يظن الناس، فان الانقلاب كان من الممكن ان يستمر. طيب اساس الانقلاب تم مع قوى الحرية والتغيير لوحدها، بمعنى حركات الكفاح والمسلح كانت موجودة في السلطة، واعادوا حمدوك بعد شهر الى السلطة.

العالم: بعض من هذه الحركات التي كانت موجودة في السلطة، نتحدث عن جبريل ومناوي هؤلاء ايضاً كانوا جزء من السلطة السابقة..

حسن: نحن بالنسبة الينا من اشتراطاتنا الرئيسية ان تكون حركات الكفاح المسلحة جزء من العملية السياسية، وليس لدينا مانع في ان نتواصل الحوار مع حركتين من سلام جوبا وهما حركة العدل والمساواة بقيادة جبريل، وحركة جيش تحرير السودان بقيادة مناوي.

العالم: تواصلون الحوار معهما على اي مبدأ، وهم اصلاً كانوا مع النظام السابق؟

حسن: الوضع الذي يخص اتفاقية سلام جوبا يعمل تعقيدات كبيرة في السودان.

العالم: هل سيكون هنالك تغييرات في هذا المسار؟

حسن: ليس المسار، بل ان واحدة من اهداف الاتفاق المكتوبة هي مراجعة سلام جوبا، فهذا الاتفاق له غرضين، اولاً ان هذا الاتفاق من ناحية الاجابة عن الاسئلة الجوهرية للسلام هو ما اجبنا عن الكثير منها خاصة ما يخص الارض، وعودة النازحين والتي نمسيها الحقوق، من جانب الحقوق اجاب الاتفاق اجابات جيدة حسبما نظن.

لكن في جانب السلطة، وهذا ما رأوه السودانيون جانب من الاتفاق فقط هو جانب السلطة وهو صورة مشوهة جداً، وفعلا بعض قادة الحركات قدموا صورة سيئة جداً عن اتفاق جوبا بممارساته خلال السلطة.

العالم: هل ستقومون بتغيير السياسيين الذين جاؤوا عبر اتفاق جوبا بحفظ، ولكن حفظ الحقوق التي جاءت في هذا الاتفاق أم ماذا؟

حسن: هذه هي الفكرة الرئيسية، نحن نسعى كلنا بان نشارك، فالسودان ليس حكراً على قوى الحرية والتغيير ولا للعسكر ولا لحركات الكفاح المسلحة، هو حق لكل السودانيين والسودانيات الموجودين ومن يأتي من بعدهم.

العالم: هل من المهم تغيير الوجوه فقط؟

حسن، تغيير الوجوه مهم، ونحن نتكلم عن حكومة كفاءات.

العالم: في هذا الاتفاق الاطاري كانت هناك رعاية من الآلية الثلاثية، الاتحاد الافريقي والايغاد والامم المتحدة، والآن آلية رباعية، امريكا، بريطانيا، الامارات والسعودية، هل اللهاث ان صح التعبير فيما يتعلق بالشأن السوداني من قبل هذه الدول، هل ترون انه يصب في مصلحة استقرار وامن السودان؟ أم هي مصالح شخصية لهم خاصة فيما يتعلق الحديث عن ان هناك شيء من التقارب الروسي السوداني في الفترة الاخيرة وهذا ادى الى تخوف امريكي، رمى بثقله في الشأن السوداني مؤخراً؟

حسن: السودان هو دولة لها موقع جيواستراتيجي مهم، ومطلة على البحر الاحمر، ولعل المنفذ التجاري الاهم في العالم هو البحر الاحمر، والذي يربط كل الشرق مع الغرب، ووجود الدول في البحر الاحمر يجعل عليها تبعات وتقع عليها العيون، يعني من المهم جداً ان نقوم بالحصافة بألا نجعل المحاور تتقاتل داخل السودان، وهذا دور مهم جداً تقوم به قوى المدنية الديمقراطية بعدم السماح باقتتال المحاور في السودان.

العالم: هل هنالك من املاءات؟

حسن: لا احد يستطيع ان يملي على احد.

العالم: خاصة العسكر تحديداً، هل هناك املاءات في تطبيق كل المعوقات؟

حسن، لا اعلم ما يدور معهم، يكون عادة هناك نقاش له منطق كبير وفيه ادوات ضغط متعددة، وهذه تستخدم في العالم وهي موجودة.