انطلاق منتدى طهران الثالث للحوار

انطلاق منتدى طهران الثالث للحوار
الإثنين ١٩ ديسمبر ٢٠٢٢ - ٠٧:١٧ بتوقيت غرينتش

 انطلق منتدى طهران الثالث للحوار (TDF 2022) صباح اليوم الاثنين في طهران بمشاركة مسؤولين سياسيين ومدراء مؤسسات فكرية ومعاهد ابحاث ومفكرين وباحثين.

العالم - طهران

ويعقد المنتدى في مركز الدراسات السياسية والدولية في مبني وزارة الخارجية تحت عنوان "سياسة الجوار للجمهورية الإسلامية الإيرانية، نهج للصداقة وبناء الثقة.

ووزير الخارجية الايراني "حسين أمير عبداللهيان" ورئيس الوزراء العراقي السابق "عادل عبد المهدي" ورئيس نيكاراغوا ورئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية الإيراني"كمال خرازي" هم المتحدثون في الجلسة الافتتاحية للمنتدي.

* أمير عبد اللهيان: مستعدون لعقد اجتماع مشترك مع وزراء خارجية الدول الخليجية

قال وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان في منتدى طهران الثالث للحوار: نحن مستعدون لعقد اجتماع مشترك مع وزراء خارجية الدول المطلة على الخليج الفارسي ودول الجوار الأخرى.

وأكد أمير عبد اللهيان أن توفير الأمن المستقر في منطقة غرب آسيا وتعزيز أسس الصداقة في المنطقة يعتبران من السياسات المبدئية للجمهورية الإسلامية الإيرانية.

وأضاف وزير الخارجية الإيراني: نرحب بإعادة بناء الثقة والتعاون البناء مع دول الجوار خاصة الدول الخليجية، معربا عن استعداد إيران لعقد اجتماع على مستوى وزراء الدفاع والخارجية لدول الجوار والدول المطلة على الخليج الفارسي لإرساء الأمن في المنطقة بالتعاون مع هذه الدول ولنحظى بعالم يسوده السلام. وتابع: نعتبر جيراننا في غرب آسيا الذين نتشارك معها في القواسم الحضارية والثقافية والدينية بمثابة إخواننا ونعتبر أمن ورفاهية هذه الدول من أمننا ورفاهيتنا.

وأعرب وزير الخارجية عن استعداد الجمهورية الإسلامية الإيرانية لاستئناف العلاقات مع السعودية وفتح سفارتي البلدين إذا كانت الرياض مستعدة لذلك، معتبرا أن على الرياض اتخاذ قرار بشأن اتباع سياسة بناءة مع طهران. وأشار إلى العلاقات الإقليمية وأهمية الطاقة وقال: نؤمن بالتآزر ولعب دور إيجابي وبناء من جانب جميع الدول في غرب آسيا وترابطها مع بعضها واستخدام طاقاتها في مختلف المجالات.

وأكد أن إيران لطالما كانت إحدى ركائز الاستقرار في المنطقة وكانت رائدة في مكافحة إرهاب داعش الذي يمثل تهديدا مشتركا للمنطقة والعالم، مستذكرا جهود البطلين الشهيدين في هذا الطريق الحاج قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس.

كما هنأ أمير عبد اللهيان، نائب وزير الخارجية القطري على النجاح الكبير في تنظم كأس العالم لكرة القدم 2022 وتعاون الدوحة مع المنتخب الإيراني لكرة القدم.

وفي الشأن الأوكراني، قال أمير عبد اللهيان إن سياستنا المبدئية بشأن قضية الحرب في أوكرانيا هي حل الصراع من خلال الحوار والطرق السياسية ورفض استخدام القوة وضرورة مراعاة القلق الأمني المشروع للجانبين . وتابع وزير الخارجية: نرى اليوم أن أوروبا هي التي تدفع ثمن سياسات الولايات المتحدة التي تقف خارجة عن الأزمة الأوكرانية، مؤكدا أن اتهامنا بتسليم المسيرات لروسيا لا أساس له والغرب يسعى لتبرير دعمه للحرب بالاتهامات.

ولفت الى ضرورة الحفاظ على الخطوط الجيوسياسية لمنطقة القوقاز وقال: لقد أكدنا على تعزيز العلاقات الإقليمية، وضرورة الحفاظ على الخطوط الجيوسياسية لمنطقة القوقاز، واعتبر ان توفير الأمن لجميع دول منطقة القوقاز سيضمن توفير أمن الطاقة في أعلى مستوياته.

كما قال وزير الخارجية في الشأن الأفغاني: نعتبر الشعب الافغاني الذي نتشارك معه قواسم مشتركة تاريخية وثقافية ودينية ولغوية مثل شعبنا وعلى عكس المتشدقين بحقوق الإنسان نتصرف بمسؤولية تجاه مصيرهم ونعتقد أن الطريق إلى الاستقرار والأمن المستدام في أفغانستان يمر عبر قرار الشعب الافغاني وتشكيل حكومة شاملة.

عادل عبدالمهدي

* عادل عبد المهدي: الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة تواجه شتی الصعوبات ولکنها قویة وصامدة

وقال رئيس الوزراء العراقي الأسبق، "عادل عبد المهدي" في كلمة خلال المنتدى، ان الجمهوریة الإسلامية الإیرانیة تواجه شتی الصعوبات ولکنها مازالت قویة وصامدة.

واضاف عادل عبد المهدي أنه انهارت تحکم القطبین وظهرت قوی جديدة بالعالم وشهدنا في الفتره الأخیره تراجع القوی الغربیة في مختلف المستویات العلمیة والعسکرية.

واكد وجود الکیان الغاصب للقدس من أهم ازمات المنطقة واضاف، إن إشراف الرئیس الأمریکی السابق علی عملیات اغتیال الشهیدین قاسم سلیماني وأبو مهدي المهندس مؤشر علی ضعف هیمنة هذه الدولة.

* مساعد وزير الخارجية للشؤون الإقليمية القطري: الحوار وسيلة مثمرة لتعزيز العلاقات بين دول الجوار

هذا وقال مساعد وزير الخارجية للشؤون الإقليمية القطري محمد بن عبدالعزيز الخليفي في منتدى طهران الثالث للحوار ، إن الحوار وسيلة واحدة و مثمرة لتعزيز العلاقات بين دول الجوار.

وأضاف الخليفي أن قطر تؤمن بأن الحوار هي وسیلة واحدة و مثمرة لتعزیز العلاقات بین دول الجوار و دول المنطقة.

خرازي

* كمال خرازي: خضنا حربا هجينة، ولا نسعى لصنع قنبلة نووية رغم قدراتنا

اكد رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية في ايران كمال خرازي ان ما شهدته ايران هي حرب هجينة شاركت فيها الاجهزة الاعلامية والسياسية والمخابراتية الدولية بالاضافة الى عمليات ارهابية.

وخاطب خرازي، المشاركين في المنتدى قائلا " كنتم تتوقعون بان تشاهدوا طهران ساحة للشغب والاشتباكات ولكنكم تشاهدون بأن الامر ليس كذلك، لماذا يتشكل هذا الانطباع لدى من يعيشون خارج ايران ؟ لأن هناك هجوم اعلامي وبسبب قيام اجهزة المخابرات الغربية بسوق الاحداث المرتبطة بايران كما يحلو لهم وهذه الاحداث ممكن ان نشهدها دوما في أي مكان آخر.

وتابع خرازي: كما شهدتم فان الهجوم الاعلامي الغربي بواسطة القنوات الاعلامية ووسائل التواصل الاجتماعي وادخال الاسلحة للبلاد من المناطق الحدودية وتم تنظيم العناصر الارهابية في خارج ايران وادخالهم الى البلاد، وقيام هؤلاء باثارة الشغب في ايران، ان الاحتجاج حق طبيعي لكل مواطن ايراني ويجب ان يتمتع الايرانيون بهذا الحق لكن الشغب امر آخر ولا تسمح اية دولة بتعرض امنها الى الخطر وحدوث الشغب وتواجه الشغب باقتدار.

واضاف رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية في ايران " لقد شاهدتم كيف ترد جميع البلدان ومنها فرنسا وبريطانيا واميركا على اعمال الشغب وايران ليست استثناء ، ما حدث في ايران كان حربا هجينة وفي تلك الحرب تورطت اجهزة الاعلام والاجهزة السياسية والمخابراتية للبلدان وكذلك العمليات الارهابية وهم خططوا لاشعال هذه النيران وللاسف فان وفاة المرحومة اميني خلقت لهم الذريعة وتسببت بهذا الشغب.

وأكد خرازي ان الحرب الهجينة تشمل كافة المجالات السياسية والعسكرية والاعلامية والاجتماعية ، حيث يتم تخريب اذهان شعب دولة ما ازاء بلده وقيادته ومجتمعه، هناك حقيقة مفادها بان الناتو والجيش الاميركي وباقي الجيوش الكبيرة هم بصدد اضافة ساحة جديدة الى ساحة (المواجهة) العسكرية، حتى الان كان الجو والفضاء والبر والبحر والفضاء السيبراني ساحات الحرب لكن الان فان الاذهان باتت ايضا ساحة للحرب.

واردف قائلا " ما حدث في ايران هو نموذج من نماذج استغلال المعرفة لدى البشر وتخرييب تلك المعرفة.

وجدد خرازي التاكيد ان ايران ورغم قدرتها لا تنوي صنع القنبلة (الذرية) لانها تعتبره محرما ولا تظن بان انتاج القنبلة يمثل حلا لأن ذهاب ايران نحو حيازة الاسلحة النووية يؤدي الى دخول دول المنطقة في سباق تسلح والسعي لانتاج القنبلة بمساعدة الآخرين ولذلك نحن نطالب بجعل المنطقة خالية من الاسلحة النووية منذ السبعينيات ونطالب بضرورة تدمير الاسلحة النووية التي تمتلكها "اسرائيل" وضرورة انضمامها لنظام منع الانتشار (النووي) ، نحن لا نعتبر السلاح النووي بانه يجلب الأمن لزاما ونعتقد بأن الأمن قائم على اشياء أخرى ، لكن حيازة التكنولوجيا النووية تعتبر رادعة.

وفيما شدد خرازي على استعداد ايران للعودة الى التزاماتها المنصوص عليها في الاتفاق النووي قال ان العديد من المشاكل تم حلها في المفاوضات والقضية المتعلقة هي ما تخص نظام الضمانات (للوكالة الدولية للطاقة الذرية) والقضايا القديمة لدى الوكالة الذرية ونامل حلها اثناء زيارة خبراء الوكالة الدولية الى طهران والعودة للاتفاق النووي.

وفيما يتعلق بموقف الصين الاخير في المنطقة اعتبر خرازي ان ايران ترحب بزيارة الرئيس الصيني للمنطقة والمشاريع الاقتصادية والاستثمارات والمواصلات لكن الخطأ كان في الدخول الى القضايا السياسية وموضوع وحدة الاراضي الايرانية تماما اذا كنا نحن نبدي وجهة نظر تجاه تايوان التي تعتبر من اراضي الصين ونحن نامل عدم حدوث مثل تلك الاخطاء مجددا والتعويض عنه.

وفيما يخص الحرب الاوكرانية جدد خرازي موقف ايران بضرورة حل قضية هذه الحرب عبر الحوار مؤكدا استعداد ايران لتهيئة اجواء مثل هذا الحوار.

وفي الشأن الافغاني قال خرازي اننا نوصي طالبان التي تحكم افغانستان حاليا بضرورة التصدي للارهاب وعدم السماح بانتشار الارهاب في افغانستان ومنع دخول القوات الاجنبية الى اراضي افغانستان ومنهم الاميركيين تحت ذرائع مختلفة. كما شدد على ضرورة قيام طالبان باقامة حكومة شاملة تضم جميع القوميات والمذاهب مؤكدا استعداد ايران لتقديم كامل الدعم لارساء السلام وقيام الحكومة الشاملة في افغانستان.

* وزير خارجية نيكاراغوا: إنحدار الولايات المتحدة الأمريكية بات وشيكا

هذا وقال وزير خارجية نيكاراغوا، "دنيس مونكادا" أن إنحدار الولايات المتحدة الأمريكية بات وشيكا ملفتا ان العالم على وشك التعددية للدول المستقلة.

واضاف مونكادا: أشكر حكومة الجمهورية الإسلامية الإيرانية وشقيقي أمير عبد اللهيان وزير الخارجية الإيراني على تنظيم الاجتماع الثالث في طهران، وأبلغكم تحيات رئيس نيكاراغوا.

واضاف: ان السياسة الإيرانية قائمة على حسن الجوار وتؤكد على ضمان الحقوق الدولية وتعزيز العلاقات على اساس بناء الثقة.
ووصف مونكادا علاقات بلاده مع إيران بأنها ودية وأخوية ومناهضة للإمبريالية، مشددا على دعم نيكاراغوا لايران حكومة وشعبا وقال: نحن نؤمن بالصداقة متعددة الأطراف من أجل ضمان السلام والأمن والتقدم.

وذكر: أن إنحدار الولايات المتحدة بات وشيكا ونقترب من وقف الاستعمار والإمبريالية، مضيفا: أن اجتماع طهران من شأنه أن يوفر فرصة للتعاون بين شعوب العالم.

وفي اشارة الى الحرب في اوكرانيا قال ان الولايات المتحدة الامريكية انتهكت الحقوق الدولية واستغلت من الاتحاد الاوروبي واوكرانيا للهجوم على روسيا وحدودها وتهدد السلام و الامن الدولي.

ويستضيف المنتدى نحو 70 شخصًا من 36 دولة بمن فيهم مسؤولين سياسيين ومدراء مؤسسات فكرية ومعاهد أبحاث ومفكرين وباحثين.

ويتم في الاجتماعات الأربعة لهذا المنتدى بعد الافتتاح، بحث ومناقشة آخر التطورات في غرب آسيا والأمن في الخليج الفارسي، والروابط الإقليمية وأمن الطاقة، والأزمة الأوكرانية وتداعياتها الإقليمية والعالمية، وآفاق السلام والحكومة الشاملة في أفغانستان.

يذكر أن منتدى طهران للحوار، الذي عقدت جولتاه الأولى والثانية في عامي 2019 و 2020، قد لعب دورا بارزا في التقريب والتفاعل بين المسؤولين والمفكرين السياسيين في مجال الدراسات الدولية والإقليمية، وخاصة في مجال غرب آسيا.