واعتبر العميد يدالله جواني أمس السبت، أن التحليل الخاطئ والنظرة السطحية لأصحاب الآراء السياسية والعسكرية في الكيان الاسرائيلي والخبراء الغربيين بشن الهجوم علي لبنان، كانت من أهم أسباب هزيمة هذا الكيان أمام حزب الله في لبنان.
وقال إن الإعتقاد بمسألة أن امتلاك المعدات والتكنولوجيا والأسلحة الحديثة وكذلك انتصارات هذا الكيان السابقة في حروبه ضد الدول العربية، يمكن أن تضمن انتصاره أمام قوات شعبية لا تمتلك سوي معدات وأسلحة أقل بكثير، جعل الصهاينة يخطئون في تحليلهم بشن الحرب علي لبنان.
وأضاف: إن الإعتقاد بأن الهجوم علي لبنان بإمكانه أن يفضي إلي تدمير حزب الله في مدة أقل من أسبوع ويمهد الأرضية لاعتقال ومحاكمة القادة والشخصيات الرئيسية لحزب الله، دفع الصهاينة لشن هجوم عسكري علي لبنان، أما ما حدث فعلياً فقد كان الإنتصار الرائع والمدهش لحزب الله والذي يؤكد ظهور تطورات وظروف جديدة في منطقة الشرق الأوسط.
وأكد العميد جواني أن انتصار الثورة الإسلامية في إيران، خلق وضعاً جديداً في منطقة الشرق الأوسط والدول الإسلامية خاصة في لبنان والأراضي المحتلة، وقال: إن ماضي تشكيل حزب الله يعود إلي ما بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران، وفي الحقيقة يعتبر حزب الله الوليد والناتج للثورة الإسلامية. مؤكداً أن انتصار الثورة الإسلامية في إيران زرع الإعتماد والثقة بالنفس لدي المسلمين وتأكد لديهم بأنهم قادرون علي التغلب علي القوي المادية بتمسكهم بقوة الإيمان والإعتماد علي الباري تعالي.
وصرح جواني قائلا: بعد أن شن الصهاينة الحرب ضد حزب الله في لبنان، إعتبر الغرب هذه الحرب بأنها حرب أميركا وإيران ولأجل ذلك قدموا الدعم للكيان الصهيوني بكل طاقاتهم ومدوا جسراً جوياً لإرسال العتاد والأسلحة للكيان الصهيوني، ولكن هذه الحرب انتهت بهزيمة الكيان بسبب تغير الأوضاع وتشكيل معادلات جديدة.
وقال نائب قائد الحرس الثوري في الشؤون السياسية: بعد انتهاء حرب الـ 33 يوماً وهزيمة القوات الصهيونية في حربها علي لبنان، أثير هذا السؤال حول أسباب فشل الكيان الصهيوني الذي يدعي بأن جيشه هو الجيش الرابع في العالم، أمام قوات شعبية.
وأضاف العميد جواني: رداً علي هذا السؤال فإن وسائل الإعلام الغربية والخبراء اعتبروا الروح المعنوية بأنها أحد العناصر الأساسية للقوة في الحروب الحديثة.
وأكد بأن الحروب في الوقت الحاضر لا تعتمد علي المعدات والأسلحة فحسب لتحقيق النصر، بل إن الحرب هي العزيمة والإرادة والإعتقاد وإن الإيمان القوي والعزيمة والإرادة الصلبة لدي مقاتلي حزب الله أمام افتقاد هذه المكونات وعناصر القوة لدي جنود الإحتلال المدججين، أدي إلي عدم تقدم المعتدين والقبول بالإنسحاب والهزيمة.
واعتبر العميد جواني أن هجوم الجيش الاسرائيلي علي لبنان هو جزء من مخطط واسع للتضييق علي إيران في المنطقة واختيار الخيار العسكري ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وقال: إن الدول الغربية وأميركا والصهاينة، استخدموا علي الدوام لغة التهديد ضد إيران، واعتبروا الخيار العسكري أداة للضغط لتحقيق أهدافهم، ولكن عندما يتم التحدث عن هجوم عسكري، يطرحون هواجس مهمة بهذا الخصوص.
وقال إن بعض الخبراء الغربيين يطرحون هذا الموضوع بأن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لديها نفوذ واسع في المنطقة وفي حال الهجوم عليها ستستخدم هذه الإمكانيات والطاقات، ويرون بأن حزب الله هو الجانب الأهم في هذه الإمكانيات.
وصرح العميد جواني: علي هذا الأساس اعتبروا الهجوم الصهيوني علي لبنان، مقدمة للهجوم علي إيران، لكنهم منوا بهزيمة نكراء في خطوتهم الأولي.
ووصف نائب قائد قوات حرس الثورة الإسلامية في الشؤون السياسية، الأحداث الأخيرة في المنطقة والصحوة الإسلامية في الدول خاصة الدول التي كانت قبل فترة قصيرة من حلفاء الكيان الاسرائيلي الإستراتجيين بالإيجابية، وقال إن مسار التطورات الأخيرة يشكل عاملاً في الإسراع بزوال هذا الكيان الغاصب.