منفذ هجوم باريس.. ليس مجنوناً ولا ذئباً منفرداً

منفذ هجوم باريس.. ليس مجنوناً ولا ذئباً منفرداً
السبت ٢٤ ديسمبر ٢٠٢٢ - ١٠:٢٤ بتوقيت غرينتش

قُتل ثلاثة أشخاص وأصيب ثلاثة آخرون بجروح، اثنان منهم اصابتهما حرجة، في هجوم بالرصاص، وقع يوم امس الجمعة أمام مركز ثقافي كردي في وسط باريس، نفذه مسلح يبلغ من العمر 69 عاما، ويدعى "وليام م".

العالم كشكول

المتتبع لتطورات الحادث يلحظ حجم التصريحات للمسؤولين السياسيين والامنيين الفرنسيين، النافية جملة وتفصيلا، لاي طابع ارهابي عن الحادث، ومنذ اللحظة الاولى لوقوعه، رغم ان كل الادلة تشير الى ان المنفذ، له سوابق بالجملة في الاعتداء على العرب والمسلمين في فرنسا، كما انه ليس شابا ليكون من السهل تبرير افعاله على انها وقعت تحت حالة من الغضب، او تحت تأثير الدعاية المناهضة للاجانب.

اول تعليق للسطات الفرنسية على الحادث، هو المهاجم "تصرف بمفرده". اما وسائل إلاعلام الفرنسية، فقالت "ليس مؤكّدا ما إذا كان قد حاول قتل “الأكراد على وجه الخصوص أم لا"!.

وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان أكد بدوره للصحافيين لدى تفقده موقع الهجوم: على"عدم وجود معلومات حتى الآن عن صلات للمشتبه به مع نشطاء من اليمين المتطرف".

المدعية العامة لمكافحة الإرهاب لور بيكوو، نفت بدورها و"بشكل قاطع" ان تكون للمنفذ "أي انتماء لحركة أيديولوجية متطرفة"، وانه "لا عنصر من شأنه أن يؤيد الحاجة إلى إحالة القضية مكتب المدعي العام".

وفي تصريح لفرانس برس قال والده البالغ من العمر 90 عاماً إن ابنه "منغلق على نفسه ولا يعيش مثل بقية الناس..ولم يقل أي شيء عندما غادر.. انه أخرق، انه مجنون"!.

كل هذه التصريحات تهدف لتأكيد فكرة واحدة وهي ان المنفذ اما "مجنون"، او "ذئب منفرد". واللافت ان هذه الفكرة كثيرا ما يتم الترويج لها عندما يكون الارهابي أبيض، لحصر "الارهاب الابيض"، بالشخص المنفذ فقط، دون غيره. وهذه الفكرة تختفي بالكامل عندما يكون المنفذ ملون البشرة، خاصة لو كان عربيا او مسلما، فيتم على الفور ربط ما قام به بالارهاب، وتعميم فعلته على جميع من يعتنق دين المنفذ او ينتمي الى قوميته.

ما حصل في المانيا مؤخرا، عندما اعتقلت السلطات هناك المئات من المتطرفين، وتناسل الحركات العنصرية المتطرفة في اوروبا وفوزها بالانتخابات رغم شعاراتها العنصرية الصارخة، وتزايد الاعتداءات العنصرية ضد المسلمين في اوروبا، كلها تؤكد على ان الارهابي الابيض ليس مجنوناً، كما انه ليس ذئباً منفرداً بل ينتمي الى قطيع من الذئاب.