إهانة أم مزحة! "سكتش" يشعل الأجواء في لبنان

الأحد ٢٥ ديسمبر ٢٠٢٢ - ٠٤:٢٧ بتوقيت غرينتش

أشعل مقطع تمثيلي ساخر ضمن برنامج “فشة خلق” على "قناة الجديد” اللبنانية، موجة احتجاج كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث شن النشطاء حملة شرسة على القناة وعلى معدّة البرنامج "داليا أحمد" والممثلة "جوانا كركي" التي لعبت دور “بتول” في المقطع المذكور.

العالم - لبنان

وقالت كركي في إطار حديثها عن علاقة أهالي الجنوب بقوات “اليونفيل”، على خلفية مقتل الجندي الأيرلندي: “إجوا لعنّا عالجنوب، جوّزناهم من بناتنا، وأخدنا من بناتهم، وإسّى الواحد يحكي تلاتة ارباع أهالي الجنوب عيونن خضر وزرق وشعرهم أشقر، منّك عارفة الطليان فاتوا علينا والإنكليز فاتوا فينا ليش تالواحد يحكي”.

كلام كركي اعتبره الناشطون تطاولا على نساء وفتيات الجنوب اللبناني، وشنّوا حملة انتقاد طالت الممثلة كركي ومقدمة البرنامج داليا أحمد، مطالبين القناة باعتذار.

غير ان القناة لم تقدم اعتذارا، بل رأى البعض انها ساقت في تجريحها لأهالي الجنوب، عبر تبريرات لا تمت للحقيقة بصلة، وزيادة توتر الأوضاع عبر تعليقات من مسؤولي القناة على النشطاء.

وفي الردود.. علّق “المجلس الوطني للإعلام المرئي والمسموع” على ما حصل ببيان جاء فيه: “في هذه الظروف الصعبة والاستثنائية، وانقطاع الحوار الذي دعا إليه الرئيس نبيه بري، ولمواكبة الأعياد والأيام الفضيلة، حدث التباس إعلامي، فيه خدش لحياء المرأة والأمومة الجنوبية من جانب امرأة جنوبية من أهل البيت كما يقال. أورث هذا الأمر فوضى وردود فعل على مواقع التواصل الاجتماعي، التي اعتبرت ذلك إساءة للمرأة الجنوبية، أدت إلى توتير الأجواء، وهذا ليس في صالح الوطن ولا اللبنانيين”.

وقد أجرى المجلس الوطني للاعلام “اتصالات بمختلف الأطراف، ولمَسَ تفهماً من قناة “الجديد”، واستجابة لمقام المرأة الجنوبية وخصوصيتها، كامرأة ساهمت في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي”، كما ورد في البيان الذي توجّه “لكل وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة والإلكترونية، للتحلّي بالوعي المجتمعي، الذي يجعلنا قادرين على وأد الفتنة وإنهاء النزاعات وإطفاء الحرائق، بما يحقق الأمن والأمان لكل اللبنانيين”.

أما النائب إبراهيم الموسوي، ورئيس لجنة الإعلام والاتصالات النيابية، فوصف إسكتش الجديد بـ “المهين بحق أمهاتنا وأخواتنا في الجنوب وكل لبنان”، وقال: “بدل أن تبادر القناة المذكورة والقيّمون عليها إلى احتواء الموقف والمبادرة إلى الاعتراف بالخطأ، بل بالخطيئة الجسيمة التي أقدمت عليها، والاعتذار الصريح العلني والواضح من فعلتها الآثمة، فإنها انخرطت في السجال، مراكمةً المزيد من الشحن السلبي والتطاول المستمر، والذي أصاب مرة أخرى مقدساً آخر هو آيات القرآن الكريم، على طريقة بدل ما تكحلها أعمتها”.

واعتبر الموسوي أن “ما اقترفته قناة الجديد هو فعلة شنيعة جداً، باطلة وظالمة، وهو بهتان مبين بحق أمهاتنا وأخواتنا، وإهانة موصوفة تطال المجتمع اللبناني، وكل صاحب كرامة وشرف ومروءة، لأن الجنوبيات أمهات وزوجات وأخوات تجسدن قيمة عالية غالية تساوي كرامتنا الأخلاقية والإنسانية جميعاً، هؤلاء النسوة اللواتي يمثلن بحق منظومة أخلاقية متكاملة في الجهاد والصبر والتضحية والشرف والوفاء”.