حكومة نتنياهو.. "تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى"

حكومة نتنياهو..
الأربعاء ٢٨ ديسمبر ٢٠٢٢ - ١١:٢٦ بتوقيت غرينتش

إضطر الكنيست الصهيوني، ان يعدل القانون الأساسي في الكيان الصهيوني، الذي يمنع أي شخص من الترشح للكنيست "إذا كانت أهدافه أو أفعاله تشكل إرهابا أو عنصرية"!!، ليفتح المجال امام رئيس وزراء كيان الاحتلال المكلف بنيامين نتنياهو، لضم عتاة الصهاينة من االمتهمين بجرائم ارهاب وجرائم اقتصادية في حكومته، التي تعتبر من اكثر الحكومات تطرفا ويمينية وعنصرية في تاريخ الكيان الصهيوني.

العالمكشكول

من الواضح ان هذه البداية المشؤومة لحكومة نتنياهو، لتشكيل حكومة من الارهابيين والعنصريين واللصوص والفاسدين، تكفي لمعرفة مصيرها، فبحسب المراقبين ان الثقة تكاد معدومة بين نتنياهو وحلفائه وهذا هو السبب الذي أخر تشكيل الحكومة، وهو السبب الذي سيعجل من سقوطها، فـ"تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى".

فعندما يتصل رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي، أفيف كوخافي، بنتنياهو، ينتقده وبحدة لنقل صلاحيات من وزارة "الأمن" و"الجيش" الى تيار "الصهيونية الدينية". وعندما يصف "رئيس الأركان" السابق، غادي آيزنكوت، تسلئيل سموتريتش رئيس حزب "الصهيونية الدينية" وزيرا للمالية، وإيتمار بن غفير رييس حزب "القوة اليهودية" وزيرا لـ"الأمن القومي" في حكومة نتنياهو، بـ"المقامرة". وعندما يعلن رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي السابق يائير لبيد :"ان نتنياهو هو اضعف رئيس وزراء على الإطلاق وان الحكومة في حالة فوضى.. هذه ليست حكومة يمينية بل جنون.. لن نهدأ وإسرائيل تتفكك من الداخل". فكل هذه التصريحات هي نعي مبكر لموت حكومة نتنياهو.

أفضل من وصف الحالة التي يمر بها الكيان الاسرائيلي هذه الايام، هو الكاتب ومعلّق الشؤون العسكرية في صحيفة يديعوت أحرونوت" "الإسرائيلية"، يوسي يهوشع، عندما علق على المكالمة الهاتفية بين كوخافي ونتنياهو، والذي قيل ان الاول كان يصرخ عبر الهاتف، بقوله:"إن الجيش الإسرائيلي في حالة من الهرج والمرج".

من الواضح ان نتنياهو الذي بلغ الـ73 عاما، وهو يشكّل حكومة من "الليكود" و"الصهيونية الدينية" و"القوة اليهودية" و"نوعام" و"شاس" و"يهودوت هتوراه"، لم يكن في ذهنه من هدف، سوى إنقاذ نفسه من تهم الفساد التي تلاحقه كظله، على حساب خراب كيانه المزيف، فهو يعلم قبل غيره، ان وجود تسلئيل سموتريتش و وإيتمار بن غفير و أرييه درعي وغيرهم في حكومته، رغم انهم لا يختلفون عنه بالاجرام، الا بطريقة تنفيذ الجرائم، سيؤجج الوضع في داخل فلسطين، كما سيجعل نتنياهو يصطدم بعرابي الكيان في الغرب، من الذين لا يحبذون سياسة "حرق المراحل" التي يتبعها تيار"الصهيونية الدينية"، لابتلاع الاراضي الفلسطينية، وطرد الفلسطينيين من ارض ابائهم واجدادهم.