ما انعكاسات تشكيلة حكومة نتنياهو على داخل الاحتلال وعلى الواقع الفلسطيني؟

الخميس ٢٩ ديسمبر ٢٠٢٢ - ١٢:٥٦ بتوقيت غرينتش

اكد الكاتب السياسي الفلسطيني الدكتور مصطفى اللداوي، ان حكومة نتنياهو الجديدة تعتبر السادسة بالنسبة له، اي انه حكم 12 عاماً، طبق خلالها سياسة توسيع الاستيطان في الضفة، واعتبره رجل ليكودي يحمل افكاراً يمينية متطرفة.

وقال اللداوي في حديث مع العالم خلال برنامج "مع الحدث": ان نتنياهو لم يكن يوماً من الايام رجل سلام او مهادن، ودوماً كان يدعو الى التطرف والعنف، واكثر من طبق الاستيطان وصادر الاراضي من الفلسطينيين وهوّد القدس وحولها الى مدينة اسرائيلية وحفر الانفاق تحت المسجد الاقصى، وحارب العرب فيها واعتقل الالاف، وحاصر السلطة الفلسطينية وحرمها الكثير من امتيازات السراب الوهمي الذي كان يظن الفلسطينيون انها انجازات.

واوضح اللداوي، ان نتنياهو القديم هو نفسه الجديد، لم يغير شيئاً من اجندته، ربما سيزداد تطرفاً في الايام القادمة، مشيراً الى ان كلامه عن توسيع الاستيطان ليس جديداً.

من جانبه، اكد الخبير بالشأن الفلسطيني إياد جودة، ان الاستيطان في الضفة الغربية هي ايديولوجية اسرائيلية متفق عليها ما بين اليمين المتطرف واليسار والوسط.

وقال جودة: ان الاستيطان في الضفة الغربية لا يعني مجرد بناء او توسيع واسكان مجموعة لا يجدون سكناً لهم، وانما هي عقيدة يهودية، جزء منها توراتي خالص يؤمن بان هذه المنطقة هي جزء من يهودا والسامرا في العهد القديم وفي الذهن الاسرائيلي وبالتالي تكون القدس جزء منها.

واعتبر جودة، ان الاستيطان هي لعبة اسرائيلية داخلية يستخدمها الذكي في كيان الاحتلال فقط من اجل الحصول على المزيد من المكتسبات والقوة السياسية داخل اسرائيل، مشيراً الى ان ما يعلنه الليكود او حزب العمل بأنه اوقف الاستيطان ويلتزم بالقرارات الدولية، انما يأتي في اطار ذر الرماد في العيون وهو غير حقيقي لان عملية استمرار الاستيطان هي نهج في السياسة الاسرائيلية.

واوضح جودة، ان حكومة نتنياهو جاءت وفق اعلانات انتخبها الاسرائيلي وهي خطيرة جداً، ولأول مرة يكون البرنامج الانتخابي لنتنياهو هو برنامج اجرامي وهؤلاء انتخبوه على اساس الاجرام والقتل.

واعتبر جودة ان الاخطر ما في الامر هو القضاء نهائياً عن اي فكرة للتواصل الجغرافي الفلسطيني في الضفة الغربية.

بدورها، اكدت الناشطة السياسية من رام الله د. آمال وهدان، ان نتنياهو يمارس مسلسل الكذب والمراء حينما يقول انه هو من سيحدد سياسة الحكومة الجديدة وسياسة الاستيطان في الضفة واي خطط لبن غفير وسموترش لن تتم دون موافقته.

وقالت وهدان: ان نتنياهو يحاول ان يفرض سطوته على بن غفير وسموترش بتصريحات معينة، لكن هناك تسجيلات وردت عن لقاءاته مع بن غفير واعتذاره له عن تصريحاته التي نشرها عبر الاعلام.

واعتبرت وهدان، ان مسلسل نفاق نتنياهو هذا يأتي من اجل ان يستمر كشخص بشخصه على رأس حكومته، ويسعى بان يبقى في هذا المسلسل بعد مضي 12 عاماً من قيادته للحكومات المتطرفة، مؤكدة ان الكيان يمر بمرحلة مفصلية من الصراع العربي الاسرائيلي ومعسكر المقاومة الفلسطينية.

ولفتت الى ان المشروع الصهيوني هو في خط تصاعدي، وان استمرار الاستيطان والقمع وسياسة القتل والارهاب والاغتيالات ضد الاسرى الفلسطينيين، هذا كله سيتم ترجمتها الآن بترسيمها عبر توزير متطرفين اثبت التاريخ حقدهم الدفين تجاه الفلسطينيين.