التطبيع العربي الإسرائيلي خيانة.. ماذا عن التطبيع التركي الاسرائيلي؟

التطبيع العربي الإسرائيلي خيانة.. ماذا عن التطبيع التركي الاسرائيلي؟
السبت ٣١ ديسمبر ٢٠٢٢ - ٠٧:١٥ بتوقيت غرينتش

يوم الثلاثاء الماضي كان يوما مفصليا في حياة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان،  مفصليا، لانه فصل كليا بين اردوغان بعد هذا اللقاء، وبين اردوغان ما قبل هذا اللقاء، وذلك بعد ظهوره في القصر الرئاسي التركي، وهو يتسلم أوراق اعتماد سفيرة الكيان الإسرائيلي بأنقرة إيريت ليليان، بعد سنوات من الحرب الكلامية التي شنها على "اسرائيل".

العالم كشكول

من الواضح ان الطرف الذي "أساء" للعلاقة بين تركيا والكين الاسرائيلي، كان الثاني بكل تاكيد، وذلك في أعقاب سيطرة قوات الاحتلال الاسرائيلي عام 2010 على سفينة "مرمرة" التي كانت تقود أسطولا يحمل مساعدات إلى غزة، مما أسفر عن مقتل عشرة مواطنين أتراك. فقد كان اردوغان يتصور حينها ان "اسرائيل" سوف لن تعترض السفينة، وان اعترضتها فانها لن تعتدي على من فيها، نظرا للعلاقات الوثيقة التي تربط تركيا بـ"اسرائيل"، لكن فات اردوغان ان لا صديق لـ"اسرائيل" مطلقا، خاصة بين العرب والمسلمين، لذلك إضطر ان يرد على هذا الهجوم بطرد السفير الاسرائيلي.

كان اردوغان حينها يسعى لرسم صورة له لدى العالمين العربي والاسلامي، يظهر فيها كسلطان عثماني، يدافع عن المسلمين، وخاصة الفلسطينيين، وهي صورة كان بحاجة اليها، وقد نجح حينها بالترويج لها، واخذ الكثيرون ينظرون اليه كـ"سلطان للمسلمين".

اليوم، وبعد عقد من الزمن ادرك اردوغان ان النهج السابق حقق بعض اهدافه، وانه لم يعد صالحا لان، لذلك بدا بالانقلاب على ذلك النهج وبشكل لافت، فأعاد علاقاته بكل الدول العربية التي ناصبها العداء خلال تلك الفترة، حتى وصل الامر به انه بدا بمغازلة سوريا، ومحاولة التقرب من الحكومة السورية.

لكن اكثر تقلبات اردوغان دراماتيكية على نهجه السابق كان ازاء "اسرائيل"، فالرجل شن هجمات كلامية عنيفة على عرب التطبيع، بسبب خيانتهم للقضية الفلسطينية، نراه اليوم يعتبر تطبيعه مع "اسرائيل" بانه ليس خيانه، مكررا ما قاله التطبيعيون العرب من ان التطبيع مع "اسرائيل" يصب في صالح الفسطينيين!!.

رغم كل ما قيل عن قطع العلاقات التركية الاسرائيلية، الا ان المسؤولين الاتراك، وزعماء الكيان الاسرائيلي، لطالما اكدوا على ان العلاقات العسكرية والاستخباراتية والاقتصادية والتجارية ، بينهما لم تنقطع يوما، بل على العكس، كانت تتطورا يوما بعد يوم.

يبقى "درس اردوغان" مفيدا لبعض النخب العربية والاسلامية، لتتريث في تحليلاتها، في المستقبل، و الا تتخذ مواقف من منطلقات طائفية ضيقة، فاردوغان الذي إتخذته هذه النخب كسلطان اسلامي، أدار ظهره لها، وبدأ يتحدث عن "القومية التركية" و "ضرورة الاتحاد بين الدول الناطقة بالتركية"، وهو نهج جديد لا ندري الى متى سيستمر عليه ، فالرجل اثبت انه اكثر زعيم تركي براغماتية.

كلمات دليلية :