وأضاف السراج في تصريح خاص لقناة العالم الإخبارية الأحد أن بناء الكويت لميناء مبارك في هذا المكان الذي يؤثر على المنفذ البحري للعراق يعتبر إضرارا كبيرا له، وسيسبب أزمة مستفحلة ليست من صالح الطرفين، مؤكدا أن الكويت لديها أماكن أخرى لإنشاءه تجنبا لإثارة مشاكل بين البلدين بسبب هذا الميناء.
وأشار الى أن العراق بحسب إتفاقية خيمة صفوان المشؤومة قد تراجع وتخلى عن أكثر من رصيف من موانئه المهمة للكويت، كذلك قيام الكويت بالزحف على الأراضي العراقية لمسافة معينة بحيث أصبح العراق منفذه الوحيد من ميناء الفاو على شكل هلال ضعيف لايمكن للبواخر الإستدارة منه.
وقال السراج إنه من الواضح أن الكويت تريد أن تضغط على العراق سياسيا، وإن الخبراء الفنيين في العراق يؤكدون أن هذا الميناء سيضر بمصلحة وإقتصاد العراق، لذلك عندما تنوي الكويت إنشاء ميناء قد يضر بمصالح العراق، فيجب أن يسمع رأي الطرف الآخر المتضرر وليس فقط الطرف الفني الكويتي الذي يزعم عدم تأثيره على العراق، مؤكدا أنه يجب على الكويت أن تستجيب بدل الإصرار على أن العراق غير متضرر أو أن القضية سياسية أو ذات بعد آخر.
ونوه الى أن العراق يحاول جاهدا أن لاتتطور المسألة الى أكبر مما هي عليه الآن، وأن هناك وفدا عراقيا للحوار في الكويت، مؤكدا أن للعراق وسائل أخرى في حال فشل الحوار، إما عن طريق تحريك الوساطات أو التوجه الى الأمم المتحدة لتكون الطرف المحايد لحل هذه المشكلة.
وقال إن العراق يمتلك وسائل للضغط على الكويت إذا أصرت على بناء ميناء مبارك ويستطيع توجيه الضغط سياسيا وإقتصاديا عليها، منها أن يغلق طريق صفوان الذي يعتبر منفذها البري الى أوروبا، أو يحرم الكويت من سوق مهم وكبير وهو العراق، لأن نفوسه تقارب 32 مليون نسمة، ويمتد على مساحات واسعة.
وأكد السراج أن العراق لايريد حاليا التصعيد أو إستخدام أوراق الضغط لأن العراق يبقى الجار الأكبر للكويت ويبقى الأخ الكبير الساند كما كانوا يسموه سابقا، موضحا أن العراق يسعى لبناء أفضل العلاقات مع الكويت بعيدا عن المصالح الجزئية مثل ميناء مبارك أو ما شابه ذلك، قائلا إن العراق لديه مشاكل كثيره تكفيه، ولايريد أن يبدأ مشاكل جديدة مع الكويت أو غيرها، كما يتصور البعض في الكويت.
وأشار السراج الى العلاقة بين العراق والكويت بعد سقوط نظام صدام عام 2003، ووصفها بأنا كانت تتخللها الضبابية، مؤكدا أن العراق حاول بناء أفضل العلاقات مع الكويت عن طريق تنشيط سفارتي البلدين، والزيارات المتبادلة.
وأضاف أن الكويت كانت متشنجة مع العراق خصوصا في مسألة عدم تأييد خروج العراق من طائلة البند السابع كذلك في مسائل ترسيم الحدود والإصرار على المطالبة بالديون، التي تنازلت عنها أغلب الدول الأجنبية، ولا تزال تصر على تحميل العراق حتى الفوائد المترتبة عليها، كذلك المسائل المتعلقة بالخطوط الجوية العراقية لمنع العراق من الإنطلاق على العالم.
كما قال السراج إن هناك تيار سلفي في الكويت يمنع من تطور أي علاقة مع العراق وإنه مدفوع من قبل السعودية، وأنه دائما كان يمنع مجلس الأمة الكويتي من أن القيام بأي عمليات إيجابية وتلطيفية تجاه العراق، ويسعى الى تخريب العلاقة معه، بالإضافة الى قيام بعض الإعلاميين بشن حملات بين فترة وأخرى من خلال المجلات والجرائد ضد مواضيع تحسين العلاقات مع العراق.
AM – 14 – 21:02