إنه 'عِطرُ' سُليماني

إنه 'عِطرُ' سُليماني
الثلاثاء ٠٣ يناير ٢٠٢٣ - ٠٣:٢٤ بتوقيت غرينتش

شبهت سيدة مسيحية فاضلة، إستشهاد القائد قاسم سليماني، بتكسر زجاجة العطر، فعطر الزجاجة، عندما كانت سليمة، يبقى عبقها محصورا في داخلها او في نطاق ضيق، ولكن عندما تنكسر، يفوح عطرها في كافة الارجاء.

العالم كشكول

وهنا فقط يكمن سر طلب سليماني الدائم للشهادة، التي كان يعتبرها دواء لدائه، فلحظة سقوط الشهيد، هي لحظة نهوض أمة، فدماء الشهداء الطاهرة، هي اكسير حياة الشعوب والامم، وهذه الحقيقة، أكدها لنا سليماني الشهيد، قبل سليماني القائد.

اليوم وفي ذكرى استشهاده الثالثة، مع رفيق دربه الشهيد القائد ابو مهدي المهندس، ورفاقهما الابرار، لم يعد سليماني القائد بيننا، الا اننا نستشعر وجود سليماني الشهيد، بشكل أكثر كثافة وتأثيرا، فعطر زجاجة سليماني المهشمة، سحرت الملايين من الايرانيين وغير الايرانيين، بأريجه، فبدل سليماني، هناك "سليمانيون" يحومون حول قبره، ويتوعدون قاتليه، ويزلزلون الارض تحت اقدام المحتل الامريكي في المنطقة، حتى بات المحتل يحسب كل صحية عليه.

اعتقد الارعن ترامب ورفيقه بالرعونه بومبيو، ان بامكانهما ان يتصرفا بمطلق الحرية بالمنطقة، في حال تخلصا من سليماني، الذي ابطل سرحهما المتمثل ب"داعش"، التي كانت معولا بيد امريكا لتقسيم دول المنطقة وشرذمة شعوبها، فاذا بعطر سليماني، يملأ المنطقة بمئات الالاف من "السليمانيين" المتعطشين للشهادة، والموت على درب قادئهم، حتى كبار المسؤولين، للاعتراف وبصريح العبارة، ان "قتل سليماني"، جعل الموت يحوم حول الامريكيين في المنطقة، واصبحت امريكا اقل امنا من السابق.

عبق وشذا وعطر زجاجة سليماني، ستبقى تفوح في ارجاء المنطقة، حتى تطهيرها من آخر جندي أمريكي محتل، ولن تمنح المتورطين في جريمة إسشتهاد سليماني، ان يشعروا بلحظة راحة او أمان، ودليلنا على ذلك، هذا الجيش "السليماني" الذي يملأ الارجاء، وينادي يا لثارات سليماني والمهندس.