بعد إختراقها سعوديا .. هل جمّلت "ويكيبيديا" صورة إبن سلمان؟

بعد إختراقها سعوديا .. هل جمّلت
الإثنين ٠٩ يناير ٢٠٢٣ - ٠١:١٠ بتوقيت غرينتش

لسنا هنا بوارد الحديث عن تفاصيل الفضيحة الجديدة لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، والمتمثلة بتوظيفه محررين في موقع "ويكيبيديا"، عملوا على تحريف المعلومات الواردة في هذه الموسوعة الالكترونية، بغية تجميل صورته، فقد قيل الكثير عن ذلك ، لذلك سنكتفي في هذه السطور، بالوقوف على اسباب الولع الهستيري لإبن سلمان، في اختراق المنصات الاعلامية.

العالم كشكول

من المعروف انه قبل فضيحة "ويكيبيديا"، كانت هناك فضيحة اخرى تمثلت في تجسس رجال ابن سلمان على حسابات المعارضة السعودية، على "تويتر"، بغية اسكاتها، والتي انتهت بسجن جاسوس ابن سلمان، أحمد أبوعمو، الموظف السابق في تويتر، ثلاث سنوات ونصف السنة في امريكا، بتهمة التجسس لصالح ابن سلمان.

ومن المعروف ايضا ان السعودية تسيطر على اغلب الفضاء الاعلامي العربي، المرئي والمسموع والمقروء، واما ذباب ابن سلمان الالكتروني، فهو يكتم على انفاس السعوديين، فهو متوغل وبشكل رهيب في شبكات التواصل الاجتماعي، ويصل حجم الميزانية، التي تخصصها السعودية ، لهذا لشأن الى ارقام فلكية، ناهيك عن صفقات الاسلحة التي تصل الى مليارت الدولارات، والتي تعقدها السعودية مع امريكا، لكسب ودها، بالاضافة الى الامول التي تنفقها على اللوبيات في امريكا والغرب، ووسائل الاعلام الغربية، وتدخل المال السعودي المباشر في الانتخابات الرئاسية والتشريعية الامريكية والغربية، لصالح الجهة التي تميل الى السعودية اكثر.

هنا نسأل، لماذا تنفق السعودية مئات المليارات من الدولارات، لتجميل صورتها، وخاصة صورة ابن سلمان، لدى الراي العالم الغربي وخاصة الامريكي، و العقد الذي وقعه نادي النصر السعودي لكرة القدم ، مع اللاعب رونالدو، ليس علينا ببعيد، فهل وجه النظام السعودي، وخاصة في عهد ابن سلمان، قبيح الى هذا الحد، الذي يحتاج كل تلك الترليونات من الدولارات لتجميله؟، لماذا يرى ابن سلمان ان عليه ان يكون "جميلا" امام الامريكيين فقط؟، لماذا يتصور ان "شرعيته" لا تتأتى الا من امريكا؟، لماذا يمارس كل هذه القسوة ضد معارضيه وضد كل من يشك في ولائه، او من يقف على الحياد، او لا يعلن جهارا نهارا عن تاييده له؟، الم يكن من الافضل على ابن سلمان، ان ينفق كل تلك الترليونات على شعبه، وعندها سيقف كل هذا الشعب خلفه، ويغنيه عن استجداء الدعم من امريكا، وعن الراي العام الامريكي؟.

من الوضح ان الجواب الوحيد على كل تلك الاسئلة يكمن في الفلسفة الوجودية للنظام السعودي، الذي جاء بدعم المستعمر البريطاني، ومن ثم الامريكي، ليكون حارسا على ثروات السعودية النفطية، لا من اجل الشعب السعودي، بل من اجل ان تكون في خدمة الاقتصاد الامريكي، في مقابل توفير الامن لحكم ال سعود، وإلا اي عاقل، يمكن ان يلجأ الى اسلوب ابن سلمان وال سعود، لتجميل صورة حكمهم، في الوقت الذي يملكون كل هذه الثروات الهائلة التي حباها الله لجزيرة العرب، والتي تغنيهم عن الامريكيين وغيرهم.