'فورين بوليسي': تركيا زوّدت أوكرانيا بذخائر عنقودية أميركية الصنع

'فورين بوليسي': تركيا زوّدت أوكرانيا بذخائر عنقودية أميركية الصنع
الأربعاء ١١ يناير ٢٠٢٣ - ١٢:٤١ بتوقيت غرينتش

كشفت مجلة "فورين بوليسي" الأميركية، عن بدء تركيا، أواخر عام 2022، بإرسال نوع من القنابل العنقودية تطلقها المدفعية، ومصمّمة في الولايات المتحدة، إلى أوكرانيا، بعد أشهر من مناشدة كييف إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن للحصول عليها، وفق ما أكده مسؤولون أميركيون وأوروبيون حاليون وسابقون مطّلعون على القرار.

العالم - ترکیا

ويمنح هذا الأمر كييف سلاحاً قوياً، لكنه مثير للجدل، لتدمير الدبابات الروسية وقتل القوات الروسية في ساحة المعركة.

ولفتت المجلة إلى أن أنقرة بدأت بإرسال أولى الدفعات من "الذخائر التقليدية المحسنة ثنائية الغرض" (دي.بي.أي.سي.إم) في نوفمبر/تشرين الثاني 2022، والتي تمّ تصنيعها خلال حقبة الحرب الباردة، بموجب اتفاقية الإنتاج المشترك مع الولايات المتحدة.

وتمّ تصميم هذه الأسلحة لتدمير الدبابات من خلال انفجارها إلى ذخائر أصغر، والتي يمكن أن تبقى في ساحة المعركة لسنوات إذا لم تنفجر على الفور. ومُنعت واشنطن من تصدير هذه الذخائر بموجب قانون الولايات المتحدة، بسبب المعدّل المرتفع للذخائر غير المنفجرة.

وتسلّط هذه الخطوة، التي سعت تركيا إلى التزام الصمت بشأنها منذ أشهر، الضوء أيضاً على الدور رفيع المستوى الذي لعبته أنقرة طوال الصراع، إذ قامت بدعم أوكرانيا بطائرات بدون طيار من نوع "بيرقدار تي بي 2"، ساعدت في كسر تقدم روسيا على كييف، كما لعبت دور الوسيط في الصفقة الأممية لتصدير الحبوب من ميناء أوديسا الأوكراني، في الوقت الذي كانت تشتري فيه أسلحة روسية لنفسها، وتثير بذلك غضب حلف شمال الأطلسي (الناتو). ولم يتضح على الفور ما إذا كان قد تمّ استخدام أسلحة أرض-أرض تركية في القتال.

وفي هذا السياق، قال مصدر مطلع على الأمر تحدث لـ"فورين بوليسي" شرط عدم الكشف عن هويته، إن تركيا كانت المكان الوحيد الذي يمكن للأوكرانيين الحصول منه على ذخائر عنقودية، بعدما رفضت الولايات المتحدة وصول كييف إليها.

ورفضت كلّ من السفارة التركية لدى واشنطن ووزارة الدفاع الأوكرانية الردّ على طلب "فورين بوليسي" للتعليق.

ويظهر تسليم أنقرة هذه الذخائر لكييف كيف لعبت تركيا دوراً كبيراً في تزويد أوكرانيا بالأسلحة لكسر الغزو الروسي الشامل في اللحظات الحاسمة من الحرب.

ويعتقد محللون أتراك أن تركيا تدير جسراً للطائرات المسيّرة من قاعدة كورلو الجوية بالقرب من مصنع "بيرقدار تي بي 2"، حيث يتمّ شحن الأسلحة إلى بولندا ونقلها إلى أوكرانيا.

وعلى الرغم من أن الكرملين يشعر بالإحباط من عمليات تسليم الأسلحة إلى أوكرانيا، إلا أن تركيا وسّعت في الوقت نفسه من علاقاتها الاقتصادية مع روسيا، مخالفة بذلك جهود واشنطن وحلفاء آخرين في "الناتو" لعزل الاقتصاد الروسي.

وفي السياق، قال مدير برنامج الأبحاث التركية في معهد واشنطن سونر كاغابتاي: "(الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين مستاء. ولكن في حين أن مكان تركيا ليس مثالياً، إلا أنه ليس سيئاً أيضاً، وذلك نظراً لإمكانية الوصول الاقتصادي إلى الأسواق العالمية، وتشكيلها مساحة لالتقاط الأنفاس"، مشيراً إلى أن هذا أمر مهم جداً بالنسبة لبوتين.

يذكر أن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، تمتلك ما يقرب من 3 ملايين طلقة من ذخائر "دي.بي.أي.سي.إم" في مخزونها، يعود تاريخها إلى نهاية الحرب الباردة، عندما وضع مخططو الحرب الأميركيون تصوّراً لاستخدام الألغام المضادة للأفراد لوقف تقدم الدبابات السوفييتية إلى أوروبا.

وبموجب الخطط التي أعدّها المستشارون العسكريون الأوكرانيون، ستُستخدم هذه الذخائر ضد أهداف عسكرية روسية معروفة، تؤكدها الطائرات المسيّرة، ويتمّ تنظيفها بواسطة فرق كشف الذخائر غير المنفجرة بعد إطلاقها، وقبل إعادة فتح أي منطقة أمام المدنيين.