العالم – كشكول
كل ما ترشح عن وثائق المحكمة الخاصة بالقرني، كما جاء في الصحافة الغربية، "أنه اعترف بالمشاركة في محادثة على واتساب"، و"اتُهم بالمشاركة في مقاطع فيديو أشاد فيها بالإخوان المسلمين"، بالاضافة الى تهمة "إنشاء حساب واستخدام القرني الواضح لتطبيق تلغرام"!!.
اذا لم تكن هذه التهم هي السبب وراء حكم الاعدام فما هي التهمة الحقيقية اذا؟، اللافت ان التهمة الحقيقية هي اكثر غرابة وسخرية من التهم المعلنة، وهذه التهمة لم تكن سببا وراء اعتقال القرني فقط، بل كانت، بطريقة وباخرى، سببا في اعتقال اغلب الدعاة والشخصيات الاخرى، مثل خالد الراشد، وعبد العزيز الطريفي، وابرهيم السكران، ومحمد الصالح المنجد، وعبد المحسن الاحمد، وسلمان العودة، وسفر الحوالي، ومحمد موسى الشريف، وناصر العمر، ويوسف الاحمد، وعمر المقبل. فجميع هؤلاء متهمين بـ"جريمة الحياد" من الازمة التي نشبت بين السعودية والبحرين والامارات ومصر من جانب وبين قطر من جانب اخر، فابن سلمان لا يؤمن بشيء اسمه حياد، فاما ان تكون معه او انت ضده، تستحق الاعدام، هذا كل ما في الامر.
لكن السؤال الاخر الذي يطرح نفسه وبقوة، وهو كيف يمكن لابن سلمان ان يسترخص ارواح البشر بهذا الشكل الفظيع؟، الجواب على هذا السؤال، هو "سكوت الغرب" المنافق امام الاعدامات التي نفذها ابن سلمان بالجملة، واخرها اكثر من 80 شخصا بحد السيف، بتهم اكثر سخفا من تهم القرني، فهذا السكوت هو الذي شجع وسيشجع ابن سلمان على التمادي في تهوره الذي لم ولن يتوقف عند حد، مادام يتربع على عرش السعودية.
قد يكون حكم الاعدام الصادر بحق القرني، نزل كالصاعقة على الراي العام السعودي، فالرجل لم يرتكب شيئا يستحق عليه السجن، ناهيك عن الاعدام، فالتهم الموجهة اليه، تثير السخرية والتعجب، لكن على الشعب السعودي من الان فصاعدا، ان ينسى اشياء مثل المنطق والحكمة والعدل والانصاف ، في ظل حكم ابن سلمان.