العالم - كشكول
يتسابق المسؤولون الغربيون، لكسب قصب السبق، في بيان عدائهم لايران، فلا يمر يوم الا ونسمع "تنديدا" هنا ، و"تهديدا" هناك، بل باتت "جولات" العقوبات الاوروبية تتوالى حتى وصلت الان الى الجولة الربعة، اما ادراج المسؤولين والمؤسسات في ايران على لوائح الارهاب والعقوبات الاوروبية فحدث ولا حرج.
اللافت ان ايران ورغم كل اعمال الشغب التي ضربتها مؤخرا، بدعم خارجي واضح وصريح، لم تعدم لحد لان الا عددا قليلا، اقل من اصابع اليد الواحدة، وقد نفذت احكام الاعدام، بحق من قتل عناصر الامن، وثبت ذلك بالصوت والصورة، ولم تعدم محتجين، ولكن لاوروبيين الذين يحملون "لواء الدفاع عن حقوق الانسان"، طبعا في ايران حصرا، لا يكلفون انفسهم عناء مشاهد جرائم القتل المروعة التي ارتكبها "محتجوهم"!.
في المقابل ومنذ عام 2015 ، اعدم الملك سلمان وابنه 1000 شخص، وخلال ولاية عهد ابنه محمد، لم يعد الاعدام الفردي مطروقا، بل صبح جماعيا، ففي 2016، تم تنفيذ حكم الاعدم بقطع الرأس بحق 47 شخصا، وفي عام 2019، تم قطع رؤوس 37 شخصا بشكل جماعي، وفي الأشهر الأولى من عام 2022، تم تنفيذ أكبر إعدام جماعي في تاريخ السعودية، حيث ذبح ابن سلمان 81 شخصا في يوم واحد فقط.
اغلب اولئك المعدومين لم يرتكبوا جريمة قتل واحدة ليستحقوا الاعدام بالسيف، رغم محاولة ابن سلمان، دس شخص او شخصين من المجرمين بين كل اولئك الابرياء في محاولة فاضحة لذر الرماد في العيون.
بيت القصيد هنا، في الوقت الذي يعتبر عام 2022 ، من اكثر الاعوام دموية في تاريخ السعودية من حيث حجم الاعدامات، الا ننا لم نشاهد ولم نسمع مسؤول غربي او اوروبي من المتباكين على حقوق الانسان في ايران، يذرف دمعة واحدة على من قتلهم ابن سلمان، او ينبس ببنت شفه، في هذا العام، بل على العكس تماما، بدأ "زعماء العالم الحر" الرافعون زورا وكذبا ونفاقا راية حقوق الانسان يتوافدون على السعودية، التي قطّع ولي عهدها الصحفي جمال خاشقجي بالمنشار واذاب جسده بالتيزاب والافران، للقاء ولي عهدها، ففي آذار/مارس عام 2022 زار رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون السعودية والتقي ابن سلمان ، وفي يوليو / تموز الرئيس الفرنسي امانويل ماكرون السعودية والتقي ابن سلمان، وفي نفس الشهر زار الرئيس الأميركي جو بايدن السعودية واجتمع الى ابن سلمان، وفي أيلول/سبتمبر من ذات العام زار المستشار الألماني أولاف شولتس السعودية واحتضن ابن سلمان، وهم المتباكون دوما على حقوق الانسان في ايران، وشتان بين حقوق الانسان في السعودية وفي ايران، فاذا لم تكن هذه السلوكيات من النفاق، فانها اسوء بكثير من النفاق، فهي عار ابدي حفره "زعماء الديمقرطيات الغربية" على جباههم الذليلة.