وفي مقابلة خاصة مع قناة العالم الاخبارية قال الدكتور عباسي? ان البرنامج الذي وضعته الاجهزة المختصة يقتضي ان يتم تشغيل محطة بوشهر النووية لانتاج الكهرباء نهاية شهر اب – اغطس الجاري بطاقة 40 بالمائة وسيتم ربطها بشبكة الكهرباء الوطنية .?
و تطرق عباسي الى اسباب تأخير تشغيل المحطة وعدم اعطاء تارخ محد لذلك مشيرا الى ان تشغيل مثل هذه المحطات يتم على مراحل ويحتاج الى اختبارات عديدة تتعلق بالسلامة ومتطلبات الامان .
واكد عباسي ان المسؤولين في الجمهورية الاسلامية يريدون ان تتمتع محطة بوشهر باعلى مستوى من درجات الامان خاصة بعد القلق الذي عم الراي العام العالمي بشأن السلامة النووية اثر التسرب الذي حدث في محكة فوكوشوما اليابانية بعد الزلزال المدمر الذي ضرب اليابان مضيفا انه وبالرغم من تمتع محطة بوشهر بمعايير السلامة المعتمدة لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية الا ان ايران تريد مراعاة ادق التفاصيل في هذا المجال ان وجدت .
وكمثال على توخي الدقة اشار عباسي الى ان التشغيل التمهيدي سيكون بنسبة 40 بالمائة من طاقة المفاعل ثم يتم تبريده ثم رفع طاقته الانتاجية الى 75 بالمائة وتجري تزامنا مع ذلك اختبارات السلامة والامان الى ان يتم تشغيل المفاعل بطاقته الكلية عندها نقول ان محطة بوشهر قد افتتحت بشكل فعلي ، وتوقع ان يكون ذلك في النصف الثاني من تشرين الثاني – نومبر المقبل .
وحول مواقف بعض الدول العربية المجاورة التي تعرب عن قلقها بين فترة من تشغيل محطة بوشهر بدعوى مخاطر التلوث وامثال ذلك قال عباسي ان سبب تأخير تشغيل هذه المحطة قياسا لمثيلاتها في الدول الاخرى هو انها تلتزم باعلى درجات معايير الامان التي وضعتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي تشرف بدقة على محطة بوشهر وبصلاحيات كاملة تتيح لها اغلاق اي جزء من المحطة للتأكد من سير العمل طبقا للمعايير المقررة في الوكالة وبالتالي لا يوجد هناك اي قلق حول معايير السلامة في المحطة .
وحول سؤال عن المخاطر المحتملة في حال وقوع هجوم ارهابي على المحطة كارتطام طائرة ركاب بقبتها الحديدية قال عباسي ان السمك الكبير لجدار القبة وشكلها نصف الدائري يمنحها طاقة تحمل كبيرة بحيث انها تتحمل تتحمل صدمة طائرة دون ان تتأثر كما ام الاجهزة الموجودة تحت القبة تشكل حاجزا اخر يحول دون وصول الصدمة الى الاجهزة النووية الكائنة في الاسفل والمغطاة بطبقة خرسانية تمنع التسرب الاشعاعي .
واشار عباسي الى ان المحطة بنيت طبقا للقوانين والمقررات الدولية وهي من الاهداف المحرمة التي لا يجوز ضربها او الاعتداء عليها حتى اثناء الحروب ، مضيفا ان ايران لم تستبعد اي احتمال فوضعت منظومات دفاعية يمكنها صون محطة بوشهر من اي اعتداء محتمل .
وفي جانب اخر من لقائه مع قناة العالم تطرق عباسي الى العلاقة بين الوكالة الدولية ومحطة بوشهر مشيرا الى ان الوكالة كانت منذ البداية على اطلاع بتعاون ايران مع روسيا وان شركة اسيا الروسية المتعاقدة مع ايران حصلت على تراخيص بهذا الشأن على اعتبار ان المحطة غير مشمولة بالحظر الطالم المفروض على الجمهورية الاسلامية ، وعلى مدى مراحل انشاء المحطة كان مفتشوا الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومازالوا يشرفون على سير العمل وتم شحن المفاعل بالوقود النووي تحت اشرافهم وبالتالي اعطت الوكالة تصريحا لايران بتشغيل المحطة باعتبارها مستكملة لكل المعايير والمقاييس المعتمدة في العالم في مجال محطات الطاقة النووية .
وشكك عباسي في ان يكون الكيان الصهيوني وراء فيروس استاكس نت الذي ضرب اجهزة الحاسوب في مفاعلي نطنز وبوشهر قبل اشهر معتبرا ان الكيان الغاصب لايمتلك القدرة على صناعة هكذا فيروس وبالتالي فهناك جهة اكفأ ساعدت الصهاينة على هذا العمل ، واكد عباسي ان ايران خبرت اساليب الاعداء التي يحاولون من خلالها الاضرار بمشاريع الجمهورية الاسلامية خاصة في مجال المكبيوتر واصبحت قادرة على صد هذه الهجمات والرد عليها .
وتابع عباسي قائلا ان اجهزة الاستخبارات الغربية وعلى راسها السي اي أي تستخدم عدة انواع من الفيروسات لمهاجمة المنشأت النووية الايرانية لكن ايران اصبحت على اطلاع كامل بهذا الامر ووضعت الخطط المضادة لافشال هذه الحرب مؤكدا ان هجمات فايروس استاكس نت لم تلحق ضررا اساسيا بالتجهيزات النووية لانها تتمتع بنظام دفاعي ممتاز .
وحول اساليب الاعداء لادخال هذه الفيروسات اشار عباسي الى انهم يعمدون لصناعة اجهزة باسماء شركات معروفة بانتاج التجهيزات النووية ويقومون ببرمجة هذه الاجهزة لتفعيل دورها التخريبي في تاريخ معين ويقومون بطرح هذه الاجهزة في السوق السوداء لتتلقفها الدول المحظور عليها شرائها ، الا ان ايران كشفت كل هذه الخدع وحذرت الشركات من هذه المخططات .
وشدد رئيس منظمة الطاقة النووية الايرانية على ان ايران تسعى جاهدة لكي تكون جميع اجهزتها النووية وخاصة الحساسة منها من صنع الداخل مؤكدا نجاح الكفاءات الايرانية في توفير 70 بالمئة من التجهيزات النووية في مصانع الداخل على امل ان يتحقق الاكتفاء الذاتي الكامل في هذا المجال خلال العامين القادمين بل ستكون ايران قادرة على تصدير هذه التجهيزات .
وذكر الدكتور عباسي انه والعالمين النووين شهرياري وعلى محمدي الذين اغتيلا لهم مواصفات متشابهة حيث ان الثلاثة تلقوا تعليمهم بكافة مراحله داخل ايران ونالوا شهادة الدكتوراه في اختصاصات نادرة وحققوا انجازات علمية كبيرة الامر الذي لم يرق للاعداء فخططوا لاغتيالهم واستشهد البروفيسور شهرياري والبروفيسور علي محمدي بينما نجا الدكتور عباسي من محاولة الاغتيال .
واعتبر عباسي ان هذه الاغتيلات تهدف الى منع ايران من تحقيق التقدم العلمي مشيرا الى ان الدول الكبرى تحتكر بعض التخصصات العلمية ولا تريد لبلد اخر ان يتمتع بها ليس في مجال الذرة فحسب بل في عدة مجالات تجعل بقية الدول تابعة للقوى الكبرى ’ ومن هنا لا يروق لاميركا وامثالها ان ترى ايران وهي تحقق هذه الانجازات العلمية الكبيرة وتعلن استعدادها لتصديرها الى الدول الاسلامية ووضع التجارب والامكانات الايرانية في خدمة الدول المستضعفة .
وحول تفاصيل محاولة اغتياله قال عباسي : منذ سنوات كانت تأتي معلومات عن قيام اجهزة مخابرات اجنبية بجمع معلومات عن العلماء الايرانيين في الاختصاصات المختلفة وخاصة علماء الذرة ، وكان نشاط المخابرت البريطانية ملحوظا في هذا المجال حيث ينتشر عناصرها بهويات مختلفة في عدة بلدان ويحاولون بناء علاقات وصداقات مع بعض الاشخاص للحصول منهم على معلومات .
وتابع عباسي قائلا : وردت معلومات عن حالتين اتصل فيها رجال المخابرات باشخاص ايرانيين وطلبوا منهم معلومات تفصيلية عني حتى عن زواجي ومن هي زوجتي وكم عدد اطفالي واين اسكن واين مكتبي في الجامعة وهل معي حراس شخصيون أم لا ، كما انهم ينتحلون صفة طلاب او متحثين باسم مؤتمرات علمية فيتلون هاتفيا ببعض الطلبة او الاساتذة للحصول على معلومات عني ، واخيرا وجهت لنا دعوات من الخارج لدواعي مختلفة لكننا لم نسجب لتلك الدعوات وبالتالي لم يكن للاعداء الا تصفيتنا في الداخل .
وبعد استهاد الدكتور على محمدي توقعت ان الدور سيأتي الي فتوخيت الحيطة والحذر لكنني بقيت امارس نشاطاتي كما هي واذهب للجامعة كل يوم لالقاء الدروس فنصبوا لي كمينا في الطريق والصقوا قنبلة مغناطيسية بباب السيارة لكنني ونظرا لتجارب سابقة احسست بالامر وشاهدت راكب الدراجة الذي وضع القنبلة يبتعد وقد غطى وجهه ، حدث كل ذلك خلال ثواني وعندها فتحت الباب واوعزت لووجتي بالخروج بسرعة من السيارة لكنها تاخرت في فتح حزام الامان فنزلت وسحبته من السيارة لكن القنبلة انفجرت فاصبنا بجروح وكانت اصابتها اعمق من اصابتي .
واعتبر عباسي محاولة اغتياله واغتيال زميليه لا يشكل خرقا امنيا ولا قيمة له من الناحية الامنية لصالح الاعداء لاننا اهداف سهلة نعيش بين الناس ونمارس اعمالنا مع الناس ونقود سياراتنا في الشوارع وبالتالي فان الوصول الينا لا يشكل مكسبا امنيا للعدو .
وحول مزاعم الغربيين في ان ايران ليست بحاجة الى الطاقة النويية لما عندها من مصادر الطاقة البديلة كالنفط والغاز قال عباسي ان محطة بوشهر ومحطة دارخوين تم البدء ببنائها ايام نظام الشاه السابق فلماذا وافق الغربيون على ذلك رغم ان ايران كانت في ذلك الوقت تمتلك النفط والغاز ايضا ولماذا ينوون الان بناء مفاعلات في السعودية وبقية دول الخليج الفارسي القابعة على بحار من النفط والغاز ، واشار عباسي الى ان الغربيين بهذه التصرفات يفسرون مواقفهم المزدوجة ويؤكدون ان الامر لايرتبط بالنفط والغاز وانما بمدى ولاء النظام للغرب ، فنظام الشاه الذي كان تحت تصرف الاميركيين عسكريا واقتصاديا له الحق بامتلاك الطاقة النووية اما النظام الاسلامي الذي حرر ايران من نير التبعية وصنع منها قوة اقليمية ودولية متنامية فلا يحق له استخدام الطاقة النووية !!
ودعا عباسي دول الجوار الى ازالة اي قلق لديها من ايران النووية مؤكدا ان ايران ستون سندا لها وستضع تجاربها في خدمة دول الجوار وتساعدها على بناء محطات للطاقة النويية وتزودها بالوقود اللازم لتشغيلها .
واخيرا قال عباسي ان ايران باكمالها محطة بوشهر تكون قد حققت انجازا نوويا كبيرا ينم عن تطور علمي كبير جاء في ظل عقود عجاف من الحصار والمقاطعة والمؤامرات المختلفة التي وضعها الاعداء لمنعها من تحقيق اهدافها في الاستقلال والحرية .
Ma.20:30-15