رد إيران على القرار الأوربي قادم

في السياسة كما في الحرب.. زمن اضرب واهرب قد ولّى

في السياسة كما في الحرب.. زمن اضرب واهرب قد ولّى
الإثنين ٢٣ يناير ٢٠٢٣ - ٠٦:٣٣ بتوقيت غرينتش

تعتبر ايران قرار البرلمان الاوروبي ضد قوات حرس الثورة الاسلامية، صفحة من صفحات الحرب العسكرية والاقتصادية والسياسية والنفسية، التي يشنها الغرب ضدها، والتي افشل الشعب الايراني جميعها، لاسيما صفحة اعمال الشغب، التي بنى عليها الغرب آمالا عريضة، وبالتأكيد هذه المرة ايضا سيطوي الشعب الايراني، صفحة الاجراء الاستعراضي الذي أقدم عليه البرلمان الاوروبي.

العالم كشكول

في السياسة كما في الحرب، ثبّتت ايران "قاعدة": ان "زمن إضرب واهرب قد ولى". وعندما تقول ايران انها سترد على هذا العدوان او ذاك الاجراء، فانها سترد حتما، وهذه الحقيقة، باتت مؤكدة حتى لدى الدولة التي تعتبر نفسها "الاعظم في العالم"، بعد ان وجهت ايران لها صفعة إسقاط طائرة غلوبال هوك التجسسية الامريكية العملاقة، وصفعة دك قاعدة عين الاسد بالصواريخ، وكذلك رد ايران القاطع على الانسحاب الامريكي من الاتفاق النووي، وتنصل الاتحاد الاوروبي من التزاماته في الاتفاق، من خلال "قانون العمل الاستراتيجي لرفع العقوبات وحماية مصالح الشعب الإيراني" الذي اصدره مجلس الشورى الاسلامي، والذي التزمت به الحكومة الايرانية حرفيا.

اليوم، بعض السياسيين الاوروبيين عديمي التجربة والخبرة، وفي مقدمتهم وزيرة الخارجية الالمانية آنالينا بيربوك، أسقطوا البرلمان الاوروبي في ورطة، عندما وضعوا اكبر مؤسسة عسكرية ايرانية رسمية، كان لها الدور الابرز في منع ارهاب "داعش" من الوصول الى عواصم اوروبا، على قائمة الارهااب الاوروبية، ولا مخرج لاوروبا من هذه الورطة الا بإلغائه دون تأخير، ولن تنفع تصريحات مفوض السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، جوزيف بوريل، الذي اعتبر القرار عاطفي ، ومجرد تعبير عن مشاعر أعضاء الاتحاد الأوروبي، وهي مشاعر شابها القلق، وتأكيده على انه لا مفاعيل للقرار.

ان مشروع قرار البرلمان الإيراني للرد على البرلمان الأوروبي، والذي اعتبر القوات الاوروبية جيشا إرهابيا، وطالب الاجهزة الامنية بتقديم قائمة بأسماء قادة قوات الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، إلى القضاء الايراني، وكلف وزارة الخارجية الايرانية باستخدام الامكانيات القانونية والسياسية لاخراج القوات العسكرية للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي من المنطقة، ليس سوى مقدمة للرد الايراني، الذي سيتوالى بشكل اكثر قوة وتأثيرا، وليس من المستبعد ان تتضمن الردود التالية، طرد مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بل وحتى احتمال انسحاب إيران من معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، الى ان يعود مراهقي السياسة الاوروبية الى رشدهم.