الثورة التي احدثت زلزالاً في المنطقة واصابت شظاهايا الكيان المحتل

الإثنين ٣٠ يناير ٢٠٢٣ - ٠٢:٢٥ بتوقيت غرينتش

اكد رئيس الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين الدكتور محسن صالح، ان الثورة الاسلامية في ايران احدثت زلزالا، هكذا قال الاعداء عنها، حتى رئيس الوزراء الاسرائيلي مناحيم بيكين قال ان هذه الثورة احدثت زلزالاً في المنطقة ولابد ان تصيب شظاياها كيانه.

وقال صالح في حديث لقناة العالم خلال برنامج "نوافذ": ان الشعب الايراني انتفض بناء على توصيات الامام الخميني "قدس سره"، للقيام بثورة التي سوف تنشأ الجمهورية الاسلامية، مشيراً الى ان الشعوب الاسلامية والعربية وجدت في هذه الثورة الفرادة والجاذبية من اجل تحوّل في العقل السياسي وحتى الديني في هذه المنطقة وفي العالم.

واوضح صالح، ان الامر الاهم هو ان هذه الثورة اوجدت مكاناً لنظرية جديدة او لثقافة جديدة في هذا العالم في الوقت الذي كان يزرح تحت نير نظيرتين، النظرية الغربية في السياسة والدولة، والنظرية الشرقية التي كانت للاتحاد السوفيتي يومها، وبالتالي اتى الاسلام بتجليات اخرى وبتصورات اخرى لم يعهدها تاريخ البشرية بهذا الشكل، وبالتالي شقت هذه الثورة طريقها واصبحت نموذجاً للمقاومين وللمستضعفين وحتى للدول في مسائل السيادة والمحافظة على الذات.

لا غربية ولا شرقية

من جانبه، اكد الباحث في القضايا الاقليمية والدولية الدكتور طلال عتريسي، ان الثورة الاسلامية في ايران، اعطت اشارات منذ بدايتها انها ثورة من نمط مختلف، بالتأكيد على ان هذه الجمهورية لا غربية ولا شرقية وهي نموذج جديد.

وقال عتريسي في حديث لقناة العالم خلال برنامج "نوافذ": ان العالم والغرب اعتاد على ان تكون الانقلابات والثورات ان تكون اما في حضن الغرب او في حضن الاتحاد السوفيتي، وهذا كان مقبولاً لديهم، باعتبار ان الغرب كان يعرف كيف يتعامل معها اذا كانت ثورة ماركسية او شيوعية او بالعكس، وبالتالي يصبح هناك صراعاً وحروباً بالوكالة للاطاحة بهذا النظام او ذاك، لكن الثورة الاسلامية في ايران كانت بعنوان جديد ومربك بجمهورية اسلامية لا غربية ولا شرقية.

واوضح عتريسي، ان الغرب انتظر قليلاً اثناء انتصار الثورة كي يرى ماذا يحدث وهل ستقول للغرب تعالوا لنتعاون وغيره، ولكن ذلك لم يحصل، بل ذهبت ايران الى المعسكر المقابل وفتحت الحرب على الغرب وساندت القضية الفلسطينية قلب الغرب في المنطقة وقالت انها ضد الكيان الاسرائيلي الغير شرعي، واغلقت السفارة الاسرائيلية في طهران وحولتها الى سفارة فلسطين، ما شكل التحدي الاكبر للغرب.

واضاف عتريسي، ان النقطة الاخرى هي ان الثورة الاسلامية بقيادة الامام الخميني قالت انها تدعم المستضعفين في العالم ضد الهيمنة الغربية والمقاومين لمواجهة الكيان الاسرائيلي، وهذا ما ادى الى ان يعتبر الغرب مشروع الثورة هذا انقلاباً على القيم الغربية وسياساته، خاصة بعدما قال الامام الخميني في اوائل الايام: "ان مشكلتنا في التبعية الثقافية للغرب وهذا يجب ان يتوقف"، التي يعتمد عليها الغرب ولا يزال.

كيف صمدت الثورة امام قسوة الحرب العراقية الايرانية؟

بدوره، اكد المحلل السياسي العراقي محمود الهاشمي، ان الصدمة الاولى التي تلقاها الغرب ان هذا الجيش الايراني العقائدي استطاع ان يصمد وهو في اولويات ايامه، مع العلم ان هذا الجيش يومه كان جيشاً لحكومة الشاه ولم يتربى بعد على عقيدة ومبادئ الثورة الاسلامية الجديدة.

وقال الهاشمي، ان الحرب العراقية الايرانية استطاعت ان تضيف لهذا الجيش عمقاً دينياً وعمقاً وطنياً استراتيجياً بالدفاع عن ارضه وعن وطنه وشكل صدمة كبيرة للغرب من يومها بان هذه الثورة والدولة تمتعت بالمنعة والقوة ولا يستطيع ان يخرقها، رغم ان الداخل الايراني كان آنذاك مربكاً بسبب وجود بقايا النظام السابق وضغوط ومشاكل كبيرة، اضافة الى وقوع عمليات اغتيالات كثيرة لقيادات الثورة الاسلامية، ولكن استطاع الشعب الايراني ان يصمد امام المعركة الحرب المفروضة عليه والتي كانت نيابة عن الغرب وعن بعض الدول الخليجية، وشاء الله ان جعل النصر على ايديهم.