الكيان الصهيوني واتفاقية "السلام" مع  السودان!

الكيان الصهيوني واتفاقية
الخميس ٠٩ فبراير ٢٠٢٣ - ٠٢:١٢ بتوقيت غرينتش

اذا اردنا ان نقرأ بتمعن مساعي الكيان الصهيونى في توقيع اتفاق مع السودان لابد من معرفة المصالح الصهيونية المرتبطة بالمنطقة ومن خلالها نلاحظ ان الكيان الصهيونى بصماته موجودة في اثيوبيا ومنابع نهر النيل وذلك من خلال عدة مشاريع مائية للسيطرة والتحكم بمياه نهر النيل وكمياتها وبالتالي ربط الاراضي التي يمر بها نهر النيل بالسياسة الصهيونية.

العالم- كشكول

فالكيان الصهيوني يهدف من خلال ذلك التخطيط لتطبيق حدود دولتهم المزعومة حسب كتبهم المقدسة ( التوراة ) و( التلمود) التي تنص فيها ان الحدود الجغرافية لتلك الدولة من نهر الفرات الى نهر النيل وكنتيجة لذالك سعى الكيان ومازال للسيطرة على مصادر تلك الموارد المائية.

ففي الستينات والسبعينات من القرن الماضي استنادا الى مقالات ودراسات طرحت عدة مشاريع يمكن من خلالها نقل مياه النيل الى المستوطنات الصهيونية وكان ابرز تلك الدراسات ماعرف بمشروع / اليشع كالي / الذي طرح عام 1974 بطرح مشروع تضمن نقل جزء من مياه النيل بقدر1% سنويا الى المستوطنات الصهيونية وتلى ذلك مشروع ارلوزورو عام 1977 وينص على شق ست قنوات تحت قناة السويس لدفع المياه العذبة الى الكيان وخلال جولة نتنياهو في عام 2016 الى اثيوبيا وعدها بمساعدة للاستفادة من مواردها المائية في تطوير الزراعة وتزوبد البلاد بالتكنولوجيا الصهيونية وحماية سد النهضة الاثيوبي من اي هجوم محتمل من خلال تثبت احدث نظام جوي لها يدعى (spyder MR) طبعا الهدف من ذلك التحكم بمقدراتها وحرمان الدول العربية من النفوذ داخل اي منطقة واعدة في مجال التجارة و الاستثمار.

لذلك تعتبر المياه في الاسترتيجيات الصهيونية اهم عنصر من عناصر الامن القومي الصهيوني فبالنسبة لهم تعتبر المياه معركة يتوقف على نتيجتها مصير ( اسرائيل ) والمياه في صميم حلم ( ارض اسرائيل الكاملة ) بل ان حروب المستقبل ستكون بالاساس حروب على مصادر المياه وفي هذا الصدد كشف العالم الجيولوجي المصري الدكتور رشدي سعيد النقاب عن ان الحرب القادمة ضد مصر ستكون حرب المياه، مضيفا ان حصة مصر الكبيرة من مياه النيل لم تعد مضمونة مما يعرض مصر للدخول في حرب مياه في المرحلة القادمة.

وبينما يرجح السفير احمد حجاج امين عام الجمعية الافريقية ان مايثار من خلافات حول الحصص المائية في دول الحوض يرجع الى سعي الكيان الصهيوني للضغط على الحكومة المصرية بهدف الحصول على مياه نهر النيل واذا اردنا اسقاط ماتقدم على السودان بالذات فان الامن القومي الصهيوني يعتمد على إضعاف دول عربية وإقليمية رئيسية بشكل عام وهم ( لبنان . سوريا . العراق . ايران . مصر . السودان).

وبالتالي بعد ان لاحظنا التدخل الصهيوني القوي في اثيوبيا واوغندا وتحولها الى السودان يأتي ذالك بهدف إضعاف الدول العربية بشكل عام واستنزاف طاقاتها وقدراتها والسودان بموارده ومساحته الشاسعة كان من الممكن ان يصبح دولة إقليمية قوية كما انه يشكل عمقا استراتيجيا لمصر وعليه لا يسمح لهذا البلد ان يصبح قوة مضافة الى قوة العالم العربي فسودان ضعيف ومجزأ وهش افضل من سودان قوي، وهو ما يمثل من المنظور الاستراتيجي ضرورة من ضرورات الامن القومي الصهيوني وربط السودان باتفاقيات سلام مع الكيان الصهيونى يعني:

1 - ان تفقد مصر عمقها الاستراتيجي
2 - إضعاف السودان وتقسيمها
3 - السيطرة على موارد ومقدرات السودان
4 - التحكم بمياه نهر النيل وانسيابه
5 - الضغط لمد الكيان الصهيوني بالمياه العذبة
6 - السعي الى تحقيق النبوءات التوراتية / حدودك يااسرائيل من الفرات الى النيل / وكل ذلك طبعا في ظل غياب وتخبط عربي ، ولله الامر .


* عادل عبد الحق /مسؤول الجناح السياسي في لواء القدس

كلمات دليلية :