هل باتت الحرب الأهلية  قدراً في "إسرائيل".. والى من سينحاز "الجيش"؟

هل باتت الحرب الأهلية  قدراً في
الإثنين ١٣ فبراير ٢٠٢٣ - ٠٢:١٠ بتوقيت غرينتش

"أشعر بأننا قد اقتربنا جدا من الصدام وحتى الصدام العنيف، فبرميل البارود يقترب من الانفجار، ونحن على حافة حرب أهلية، أتوسل لكم أخوتي وأخواتي..، فالتهديدات من الخارج كبيرة بما يكفي، والعنف من أي نوع كان ضد قادة المجتمع وناخبيه خط أحمر"، هذا الكلام هو لرئيس الكيان الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، قاله في كلمة متلفزة ونادرة له يوم امس الأحد.

العالم كشكول

تحذير هرتسوغ من صدام داخلي وحرب أهلية، جاء على خلفية إصرار رئيس وزراء الكيان الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، على تنفيذ "إصلاحات" قضائية ترمي لتقييد تدخل القضاء في مؤسسات الحكم، عبر منح البرلمان سلطة إلغاء قرارات المحكمة العليا بأغلبية بسيطة، الامر الذي يراه المعارضون محاولة ستمنح نتنياهو فرصة للإفلات من إدانته في المحكمة بتهمة الفساد.

ويتظاهر عشرات الآلاف في الكيان الإسرائيلي، منذ أسابيع، ضد خطط حكومة نتنياهو لإضعاف المحكمة العليا، وتعتزم عدة مجموعات مهنية الدخول في إضراب اليوم الاثنين احتجاجا ضد الحكومة، كما تم تهديد نتنياهو بالقتل، فيما توالت الدعوات الى وقف مخطط نتنياهو، حتى وان اقتضى الامر لحمل السلاح.

بعض المراقبين يرون في الظروف التي يمر بها الكيان الاسرائيلي اليوم، بانها اقرب الى الحرب الأهلية من فترة مقتل رئيس الوزراء اسحاق رابين، والانسحاب من غزة عام 2005 ، باعتبارهما حدثين اقترب بسببهما الكيان كثيرا من الحرب الأهلية.

ويبدو ان الحديث عن الحرب الاهلية، اصبح اقرب الى الحقيقة منه الى التحذير، فقد كشفت وسائل اعلام في الكيان الاسرائيلي، عن نقل كبرى الشركات التجارية ورؤوس الأموال في فرع التكنولوجيا المتقدمة، اموالها الى خارج الكيان، فيما حذرت أشهر البنوك الأمريكية من هبوط حاد في قيمة الشيكل، فيما ارتفعت نسبة المهاجرين من الكيان إلى الولايات المتحدة الأمريكيّة والدول الأوروبية.

رسالة وجهها الكاتب والمحلل روغل ألفر، الى نتنياهو، نشرتها صحيفة "هآرتس"، كشفت عن حالة الفوضى التي يعيشها الكيان الاسرائيلي، وكذلك عن حال نتنياهو نفسه، حيث كتب يقول: "بنيامين نتنياهو، أصبحت محاصرا، انتهى الأمر، كان هربك مدهشا، لكن لعبتك وصلت إلى نهايتها. السد الذي تحصنت خلفه ظهرت فيه ثقوب والحقيقة تعتمل في الداخل، وسيغرقك الفيضان في نهاية المطاف. ليس لك مكان تهرب إليه، وصلت إلى نهاية الطريق. اخرج رافعا يديك".

يبدو ان الحرب الاهلية التي باتت حديث الساعة في الكيان، اصبحت الشغل لشاغل حتى لدى من يعتبرون نفسهم من اكثر المدافعين عن هذا الكيان المزيف مثل الكاتب أنشل بيفر، الذي بات اليوم هاجسه الاول ليس هو هل تقع الحرب ام لا، بل الى اي جهة سيقف جيش الاحتلل عندما تقع الحرب، ويكتب ما نصه في صحيفة "هآرتس"،"إذا ارتفعت التوترات وبدأت الحرب الأهلية بين أنصار حكومة نتنياهو وأنصار المحكمة العليا والقضاء، هل تنحاز أجهزة إنفاذ القانون والأجهزة الأمنية والجيش؟ وإذا كان الأمر كذلك، أيهما؟ عذرا لعدم الخوض في أي من السيناريوهات التفصيلية هنا، مجرد التفكير فيها يجعلني أشعر بالمرض".