بالفيديو..

زلزال تركيا وسوريا يعيد تنظيم العلاقات الاقليمية

الأربعاء ١٥ فبراير ٢٠٢٣ - ٠٥:٥١ بتوقيت غرينتش

تناست العديد من العواصم الاقليمية والدولية الخلافات السياسية ومدت يد العون والمساعدة للمناطق المنكوبة بسبب الزلزال المدمر الذي ضرب المنطقة الاسبوع الماضي.

العالم – خاص بالعالم

وشهدت العاصمة السورية عدة لقاءات واتصالات وهبوط طائرات للمساعدة. كذلك الامر بالنسبة إلى انقرة التي تلقت الدعم من عدة دول. فيما يبشر بولادة خارطة طريق ربما تعيد تنظيم العلاقات الاقليمية.

في التفاصيل، لعل الخير يكمن في الشر.. مقولة ربما تنطبق على طبيعة العلاقات الاقليمية في مرحلة ما بعد الزلزال المدمر الذي ضرب المنطقة.

بوادر ذلك تظهر جليا في التحركات التضامنية وتقديم يد العون في إطار المساعي لانتصار الانسانية على تعقيدات السياسة ومصالحها الخفية.

قد يلين المنعطف في العلاقات بين تركيا وسوريا البلدان الاكثر تضررا من كارثة الزلزال وتفتح الابواب بينهما لعودة العلاقات على أنقاض المأساة.

زيارة وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي؛ إلى سوريا؛ الأولى من نوعها منذ بداية الأزمة السورية؛ حملت رسائل واضحة في هذا الاطار لتجاوز محنة الزلزال والتوصل إلى حل للأزمة السورية.

الرئيس السوري بشار الاسد؛ الذي تلقى سيلا من الاتصالات من قادة دول عربية؛ من جانبه رحب بأي موقف إيجابي يصدر من الدول العربية، التي قطع عدد منها علاقته مع دمشق منذ بداية الازمة في سوريا. مشددا على أهمية التعاون الثنائي بين سوريا والأردن.

زيارة الصفدي هي الثانية منذ وقوع الزلزال لوزير خارجية عربي إلى دمشق، حيث توجه نهاية الأسبوع الماضي وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد آل نهيان الذي تقود بلاده جهود الإغاثة الإقليمية. وفي إطار المساعدات هبطت طائرة مساعدات سعودية في مطار حلب الدولي؛ هي الأولى منذ قطع الرياض علاقاتها الدبلوماسية مع دمشق.

عواصم دولية عدة لم تدخر جهدا بشكل او باخر لتقديم يد العون للتخفيف من مصاب المناطق المنكوبة؛ وتناست كثير من العواصم خلافاتها مع أنقرة؛ وأجرى وزير خارجية ارمينيا أرارات ميرزويان محادثات نادرة مع نظيره التركي مولود جاويش اوغلو في أنقرة وسط مساعي البلدين تطبيع العلاقات بينهما بعد عقود من العداوة.

كذلك الامر بالنسبة إلى أنقرة وأثينا حيث هرع متطوعون يونانيون عبر المياه الإقليمية التي كانت قلب النزاعات بين الجانبين إلى طريق للتعبير عن التضامن سلكه ايضا مسؤولوا السياسة في البلدين.

كلها مؤشرات تبشر بالخير الذي يمكن استشفافه من رحم النكبة؛ لكن ما يخشى منه هو تخوفات البعض من الصراعات التي عادة ما يستأنفها البشر عندما تنقشع غيوم الكارثة وتخف وطأة الحدث.