وكتبت صحيفة الوطن في مقال لها: انه مع التطورات التي تشهدها المنطقة والتحولات الجارية في الموقف التركي تبدو العلاقات السورية العراقية الإيرانية أمام مرحلة جديدة، مضيفة أن هذه المرحلة تحمل معها احتمال تطور هذه العلاقة إلى حالة إقليمية نوعية في ظل المناخ الإقليمي الجديد والفرز الجاري على شكل اصطفاف سياسي على وقع الأحداث والتطورات الجارية.
وأوضحت، ان سبب الاهتمام الغربي بالحدث الايراني - السوري – العراقي هو أن هذا الحدث ليس حدثاً عابراً في تداعياته، بل يحتوي علي آليات احتمال تطوره إلي شأن إقليمي يمكن أن تكون له انعكاسات كبيرة وخاصة مع قرب استحقاق رحيل القوات الأميركية عن العراق نهاية العام الجاري والدور المنتظر من العراق القيام به في المعادلات الإقليمية حيث العلاقات الوثيقة مع إيران وإمكانية تحول كل ذلك إلى عمق إقليمي مشترك.
وأشارت الى أنه في ظل الوضع الجديد فإن احتمال تطور العلاقات الإقليمية يبقى مفتوحا، وخاصة أن مثل هذا المسار يحقق أمرين أساسيين، أولهما تحقيق تطور العلاقات بين ايران وسورية والعراق لتطلعات متبادلة سياسياً واقتصادياً، وفي الوقت نفسه ترسيخ آليات إقليمية لجهة انجاز مشاريع اقتصادية ضخمة (النفط، الغاز، النقل، الصناعة.. إلخ) بما يؤدي إلى تحقيق المزيد من الاستقرار ومشاريع البنية التحتية في المنطقة، و ثانياً إيجاد هذا المسار لآلية سياسية مشتركة لمواجهة التطورات والأزمات، فضلا عن إضعاف تأثير العامل الخارجي في دفع المنطقة نحو المجهول.
وختمت الصحيفة مقالها بالاشارة الى أن من يقرأ اللحظة السياسية لهذا المناخ الجديد لا يمكن له أن يتجاهل الحرب الناعمة التي تبدأ من واشنطن وتمر عبر قوى إقليمية باتت ترى أن التحولات الجارية قد تؤسس لها دوراً إقليمياً أكبر على حين يشير المسار الإيجابي لتطور العلاقة بين طهران، بغداد، دمشق إلى أن حقائق الجغرافيا السياسية قادرة علي رسم المشهد الإقليمي من جديد.