الحكومة الاسرائيلية الجديدة تثقل حساب الكيان.. فهل ستسارع في خطواته للهاوية؟

الحكومة الاسرائيلية الجديدة تثقل حساب الكيان.. فهل ستسارع في خطواته للهاوية؟
الخميس ٢٣ فبراير ٢٠٢٣ - ١٠:٣٢ بتوقيت غرينتش

في الفترة الاخيرة عودنا المقاومون الفلسطينيون واكدوا المعادلة الجديدة لدى كيان الاحتلال الاسرائيلي ومستوطنيه، بأن الرد على اي اعتداء او جريمة يأتي اولا بوقت قصير وثانيا بقوة تناسب الاعتداء.

العالم - كشكول

يوم امس نفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي مجزرة جديدة في مدينة نابلس في الضفة الغربية حصدت 11 شهيدا واكثر من 100 جريح. وجاء الهجوم الأخير بعد عملية نهارية جرت في جنين الشهر الماضي استشهد فيها تسعة فلسطينيين، كان بينهم امرأة مسنة، وبذلك قدم الهجومان الإسرائيليان الدمويان نموذجا لفكرة الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني حيث استشهد في العمليتين رجل وامرأة عجوزان وصبي وعدد من الشبان.

يمكن اعتبار العمليتين الأخيرتين أحد بنود استراتيجية عسكرية إسرائيلية تقوم على الهجمات والمداهمات وعمليات الاقتحام التي تشارك في بعضها مدرعات ومروحيات ومسيّرات، وتجري الاقتحامات المستمرة للمدن الفلسطينية، والاغتيالات، وهدم البيوت، بالتزامن مع توسيع الاستيطان، حيث بلغ عدد المستوطنين قرابة 730,000 موزعين على 176 مستوطنة و186 بؤرة، وجرى الاستيلاء على 223 من الممتلكات الفلسطينية، وصدور قرارات بالاستيلاء على 26424 دونما.

ويمثل العنف المتصاعد بشدة، والاستيطان المنفلت من عقاله، بندان من استراتيجية الكيان الإسرائيلي لإنهاء حل الدولة الفلسطينية عبر تقويض أركان السلطة الفلسطينية، وتقليص مواردها المالية، وتخفيضها إلى ما يشبه "الإدارة المدنية"، وهذا يفسر، إلى حد كبير، تنامي ظاهرة العمليات الفدائية الفردية المستقلة عن الفصائل، في رد شعبي على وحشية قوات الاحتلال وهمجية المستوطنين، وكتعبير عن الغضب وحالة الإحباط، من ضعف الخيارات الفلسطينية الرسمية، وعدم قدرتها على تشكيل استراتيجية مقاومة على الأرض.

وأدت الردود الفردية إلى رفع منسوب المقاومة المسلحة ضد الإسرائيليين، وبعد أن كان ميزان الخسائر البشرية عاليا لدى الفلسطينيين مقارنة بالإسرائيليين في الأعوام الماضية (إسرائيلي مقابل 20 فلسطينيا) فقد باتت المعادلة في العام الماضي: إسرائيلي واحد مقابل سبعة فلسطينيين.

من جهة اخرى تؤيد أغلبية في أوساط الفلسطينيين إقامة "منظمات مسلحة" مثل "عرين الأسود" في الضفة الغربية، فبحسب الاستطلاع الذي أجراه المركز الفلسطيني للعلوم السياسية، فإن 72 في المئة من المستطلعين يؤيدون تشكيل هذه الشبكات، و22 في المئة عارضوا ذلك. إضافة إلى ذلك، قال 87 في المئة من المستطلعين بأنه ليس للسلطة حق في اعتقال هذه المجموعات لمنعها من العمل ضد قوات الجيش الإسرائيلي.

وفيما يتعلق باستمرار نشاطات المجموعات المسلحة، 59 في المئة من المستطلعين قالوا بأنهم يتوقعون تشكيل مثل هذه المجموعات في مناطق أخرى في أرجاء الضفة. وأظهر الاستطلاع أيضاً أن 79 في المئة من الفلسطينيين يعارضون استسلام هذه المجموعات وتسليم سلاحها للسلطة الفلسطينية.

وأظهر الاستطلاع بياناً آخر، وبحسبه فإن تأييد حل سياسي على أساس حل الدولتين سجل تراجعاً في الرأي العام الفلسطيني في ثلاثة أشهر، 32 في المئة حسب الاستطلاع. هذا في حين كانت نسبة تأييد ذلك قبل عشر سنوات نحو 55 في المئة.

وبالرجوع قليلا الى الوراء وعندما هاجم شاب فلسطيني يُدعى "خيري علقم"، اواخر كانون الثاني/ يناير الماضي، الصهاينة في حي النبي يعقوب شمال القدس ، مما أدى إلى مقتل ثمانية منهم على الأقل وإصابة 12 آخرين، وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هذه العملية بأنها أسوأ هجوم في السنوات الأخيرة، كما خرج المستوطنون بتظاهرات ضد الحكومة الفاشية مطالبين اياها، بسبب خوفهم من رد الفعل الفلسطيني، بعدم التصعيد ضد الفلسطينيين.

هذا بالاضافة الى الانقسام الداخلي في الكيان الاسرائيلي وتحذير الرئيس الاسرائيلي السابق وبعض السياسيين الاسرائيليين من حرب اهلية وسط هذا الانقسام غير المسبوق والاختلاف في التعامل مع الفلسطينيين.

ووفق هذه المعطيات فإن اي رد فلسطيني محكم على جريمة يوم امس، يسقط قتلى اكبر في صفوف الاحتلال، قد يؤدي الى زيادة فجوة الازمة داخل الكيان ورعب المستوطنين من العمليات الفردية النوعية للفلسطينيين، والتي باتت تاتيهم من كل مكان وفي اي وقت ومن شباب بأعمار مختلفة. ولذلك نرى ان هذا التصعيد الاخير قد يسارع في خطوات الكيان الاسرائيلي المحتل في النزول للهاوية.