ما ابعاد التهديد الاسرائيلي ضد ايران، ولماذا لا يهزّها؟

ما ابعاد التهديد الاسرائيلي ضد ايران، ولماذا لا يهزّها؟
الأحد ٢٦ فبراير ٢٠٢٣ - ٠٧:٢٠ بتوقيت غرينتش

رئيس الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية تمير هايمن يقول ان الاستراتيجية الاسرائيلية في مواجهة ايران فشلت، ويجب دفن الاتفاق النووي والتحضير لخيار عسكري.

ويرى خبراء عسكريون استراتيجيون، ان البرنامج النووي الايراني يشكل فوبيا بالنسبة لامريكا اولاً ولاسرائيل ثانياً لانها موجودة في المنطقة، مشيرين الى ان التهديدات الاسرائيلية بتوجيه ضربة عسكرية للمنشآت النووية الايرانية ليست المرة الاولى، بل على مدى خمس سنوات نسمع هذه التهديدات حتى ايام الرئيس الامريكي دونالد ترامب.

واوضح هؤلاء الخبراء، ان القيام بعمليات استخباراتية تخريبية ارهابية واغتيال العلماء وحرب امنية شيء، والقيام بعملية عسكرية ميدانية شيء آخر مختلف تماماً، وشددوا على ان "اسرائيل" لن تتجرأ على ان تقوم بعملية ميدانية عسكرية ضد ايران بمعنى القصف الجوي.

كذلك في السياق ذاته، اكد خبراء ايرانيون استراتيجيون، ان التهديدات الاسرائيلية ليست حديث الساعة، بل انها بدأت قبل 30 سنة، وان النغمة السوداء هذه هدفها ايجاد نوع من التحريض في سياسات ومواقف الدول الغربية من اجل تشكيل جبهة معينة للضغط على ايران.

وقالوا: ان العدو الاسرائيلي في السابق كان يتحدث عن تهديدات عسكرية، لكنه لم ينفذها ابداً لانه يخشى من دماره بشكل نهائي، حتى الامريكيين عندما جربوا محاكاة ضرب ايران في المناورات العسكرية في الخليج الفارسي، وصلوا الى نتيجة مفادها بانها ستتسبب بوقوع خسائر بشرية واقتصادية كبيرة، لذلك بدأت العقوبات بالنيابة عنها.

واوضح الخبراء، ان الصهاينة كانوا يعولون على تصعيد المواقف الاوروبية والامريكية عندما رفعت ايران نسبة تخصيب اليورانيوم، لكنهم فشلوا وادركوا ان المواقف الغربية قد انسحبت سياسياً بعدما قوبلت بمواقف قوية من قبل ايران، لذا شعر الصهاينة بضرورة القيام بتحريض جديد ضد ايران حتى يُقدم الغرب على خطوة ما.

على خط آخر، اكد خبراء فلسطينيون استراتيجيون، ان الاحتلال الاسرائيلي يتعامل مع الجمهورية الاسلامية في ايران من منطلق ثلاث ابعاد: الاول يتعلق بالمجتمع الصهيوني الداخلي والذي يشكل نوعاً ما ضاغطاً على السياسات الاسرائيلية بالبحث عن حلول كما يسميها بعض المراقبين الاسرائيليين "المعضلة الايرانية"، معتبرين ان هذا الامر هو نتاج الخوف المستقبلي على الوجود الاسرائيلي ان كان هناك من ينافسهم بالتفوق السياسي والعسكري والامني في المنطقة.

ولفتوا الى ان البُعد الثاني يتعلق بوجود "اسرائيل" داخل منظومة الشرق الاوسط، حيث يسعى الاحتلال منذ قيامه وحتى الآن بان يعزز حضوره في منطقة الشرق الاوسط ويجعل نفسه ضمن خارطة المنطقة، وكي يصل الاحتلال الى مسعاه هذا يجب ان يذهب الى خيارات متعددة، اولها اقامة علاقات التطبيع مع دول المنطقة، والامر الثاني هو ازاحة اي عقبة امامه تمنع وجوده، حيث ينظر الصهاينة الى ايران بانها جزء من هذه العقبة.

واعتبروا الخبراء الفلسطينيون بان البُعد الثالث هو العلاقة الامريكية الغربية الاسرائيلية بالتحديد، والتي تأتي ضمن معادلة تبادل المصالح والدور الوظيفي للاحتلال الاسرائيلي في المنطقة.

واوضحوا ان محاولات الاحتلال تصعيد التهديدات تارة ويتراجع عنها في اوقات اخرى، هدفها ايصال رسائل الى بعض الاطراف المعادلة الدولية من جانب، ومن جانب آخر يمنح نفسه مزيداً من الحضور في المنطقة لمنع تشّكل اي مقاومة بوجهه، ورسالة الى المجتمع الصهيوني بانه يستطيع ان يوفر الحماية والغطاء الامني له.

ما رأيكم..

ماذا يعني تكرار التهديدات الاسرائيلية بالخيار العسكري ضد ايران في ضوء تقدمها النووي؟

كيف يفهم الحث الاسرائيلي على التعاون الوثيق مع الجيش الامريكي بالتدريبات المشتركة؟

هل تستعجل تل ابيب العملية العسكرية لفشل استراتيجيتها بمواجهة ايران؟