في لقاء حصري..

شاهد 'عبداللهيان' يكشف للعالم آخر تطورات المحادثات مع الرياض والاتفاق النووي

الأحد ٢٦ فبراير ٢٠٢٣ - ٠٤:٣٥ بتوقيت غرينتش

كشف وزير الخارجية الإيراني "حسين أمير عبداللهيان" لقناة العالم الإخبارية، عن معطيات ومخرجات زيارته الى بغداد وآخر تطورات المحادثات مع السعودية والإتفاق النووي.

العالم - لقاء خاص

استضافت قناة العالم الإخبارية خلال لقاء خاص وزير الخارجية الإيراني على هامش زيارته الرسمية الى العاصمة العراقية بغداد للحديث حول أهم مخرجات هذه الزيارة واجتماعاته مع المسؤولين وشخصيات عراقية بارزة.

اليكم نص المقابلة:

العالم: أجريتم لقاء مع الرئاسات الثلاث في العراق وكبار المسؤلين وقادة الأحزاب والسياسين العراقيين هل ممكن ان تلخص هذه الزيارة وأهم معطيات ونتائج هذه الزيارة؟

أمير عبداللهيان: خلال محادثاتي مع کبار المسؤولین العراقیین فیما یخص العلاقات الثنائیة بین البلدین، فقد تطرقنا إلی التفاصیل. حسنا، فمستوی العلاقات بین البلدین وصل إلی مستوی ممتاز، نحن نصف هذه العلاقات بأنّها إستراتیجیة علی المستوی الرسمي، کما انّها علی المستوی الشعبي عبارة عن صلات وعلاقات بین أمّة واحدة في وطنین مستقلین ومختلفین.

فیما یخصّ التعاون الإقتصادي والتجاري، فقد أجرینا محادثات شاملة ودقیقة مع المسؤولین العراقیین، بعض البُنی التحتیة تمرّ في طور التقویة بین البلدین، من ضمنها وصل سکّة الحدید بین البصرة وشلمجة وسکّة حدید کرمانشاه – المنذریة في بغداد بهدف تبادل البضائع المختلفة وسیاحة الزیارة بین البلدین.

سکك الحدید هذه بإمکانها أن تلعب دورا بنیویا مهما. وجهات نظرنا متطابقة حول تردد الشاحنات في أقرب فرصة ممکنة وأن یکون الأمر بحیث تستطیع هذه الشاحنات تفریغ حمولاتها من البضائع المختلفة في محافظات البلدین وایصالها إلی المستهلکین.

إضافة إلی ماسبق، فقد تطرّقنا خلال محادثاتنا المشترکة إلی موضوع الغبار والأتربة، ومن المقرّر في النصف الأوّل من السنة الایرانیة الجدیدة، أي بعد الـ21 من شهر آذار/ مارس 2023، عقد إجتماع دولي في إحدی محافظات ایران، بإستضافة الجمهوریة الإسلامیة في ایران بالطبع علی مستوی وزراء البیئة وبدور مباشر من قبل منظمة الأمم المتحدة.

بالطبع، فأن موضوع الغبار والأتربة هو أمر یعاني منه الشعبان العراقي والایراني إلی جانب شعوب المنطقة، لهذا فقد أجرینا محادثات شاملة ودقیقة تخص کیفیة إدارة هذا الموضوع وکبحه.

یعود البعد الآخر لتعاون البلدین والمحادثات الثنائیة التي أجریت إلی المواضیع الأمنیة وضرورة وأهمیة تقویة الأمن الحدودي، من جانبنا قمنا بایصال هذه الرسالة بصراحة متناهیة إلی مسؤولي منطقة کردستان وقلنا فیها أن الجمهوریة الإسلامیة في ایران لن تتحمّل من الآن وصاعدا أي تحرکات للمجموعات الإرهابیة الإنفصالیة من منطقة كردستان العراق.

ولحسن الحظ، ومع تشکیل اللجنة العلیا للتعاون الأمني فقد عُقد إجتماعان أمنیان في بغداد وطهران. زمیلي السید "فؤاد حسین" المحترم { وزير الخارجية العراقي} إلی جانب السید "قاسم الأعرجي" المستشار الأمني لجمهوریة العراق، أدیا دورا مهما علی هذا الصعید، کما أن مسؤولي منطقة کردستان العراق حضروا هذه المباحثات. وحالیاً، تم إعداد مسودة وثیقة بین الطرفین، ونأمل أن یتم التوقیع علی الوثیقة الآنفة الذکر في المستقبل المنظور.

نحن نعتقد أن تواجد المجموعات الإرهابیة وصلاتها بالکیان الصهیوني وبعض أجهزة الاستخبارات یشکل تهدیدا للأمن في العراق أولا، وایران ثانیا، وحتی أمن منطقة کردستان العراق أیضاً، ویجب أن نضع حدا لهذا الموضوع مرة واحدة وإلی الأبد.

خخ

العالم: بهذا الخصوص كان هناك اتفاق مسبق بين ايران والحكومة الاتحادية والعراقية وحكومة منطقة كردستان العراق بأن يتم نزع سلاح هؤلاء الجماعات الارهابية في كردستان العراق، لكن لم ينفذ هذا التعهد، هل هناك آليات حالية وضعت لنزع اسلحة هذه الجماعات الارهابية وفق الآلية التي تفضلت بها؟

أمير عبداللهيان: هذا الأمر هو ما تطالب به الجمهوریة الإسلامیة في ایران، ونحن لن نرضی بأقل من هذا، أولا إغلاق جمیع مقرات الإرهابیین في منطقة کردستان العراق ووضع حد لأنشطتها الإرهابیة، وإغلاق جمیع معسکرات التدریب لهذه المجموعات الإرهابیة وتسلیم المجرمین للسلطات القضائیة، موضوع تواجد الإرهابیین الإنفصالیین في منطقة کردستان العراق أمر لایمکن للجمهوریة الإسلامیة في ایران أن تتحمله بأي شکل من الأشکال. خلال السنوات الماضیة أبدینا الکثیر من ضبط النفس وقد قدمنا العدید من الشهداء علی هذا الصعید، والآن لایوجد أي مجال لإستمرار هذه الحالة في منطقة کردستان العراق.

العالم: في الماضي منطقة كردستان تحولت إلى منصة لإطلاق عمليات ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية، حتى الاعتداء الذي حدث في إصفهان يقال بأنه كان التظيم في منطقة كردستان العراق، إذا ما تكررت هذه الأحداث في المستقبل كيف سيكون رد الجمهورية الإسلامية الإيرانية؟

أمير عبداللهيان: نحن لدینا، وقد کان الأمر في الماضي أیضا علی هذا المنوال، علاقات صداقة وأخویة مع بغداد ومنطقة کردستان في إطار الدستور العراقي وعلاقات تاریخیة وقدیمة مع المسؤولین الأکراد في منطقة کردستان.

کما أننا متفائلون في ظل هذه العلاقات القویة الموجودة حالیا وفي ظل الدور الذي تؤدیه بغداد، أن لا نشهد في المستقبل تکرارا للحالة التي سادت في منطقة كردستان لفترة زمنیة، ولکن في حالة تکرار هذه الحالة فأن ردة فعل الجمهوریة الإسلامیة في ایران ستکون وفقاً لإطار میثاق الأمم المتحدة بحیث ستکون عبارة عن دفاع قوي ومؤثر جدا. إلی جانب ماسبق ذکره تطرّقنا إلی مواضیع المنطقة.

العالم: في ما يخص القضايا الإقليمية والدولية، موضوع الوساطة العراقية بين ايران والمملكة العربية السعودية، وايضا الرسائل التي حملتها الحكومة العراقية من الولايات المتحدة الأميركية، هل يمكن تعطينا صورة أوضح بهذا الخصوص في ما يخص القضية الأقليمية العلاقة بين إيران والسعودية، هل نحن مقبلين جولة جديدة من المباحثات، ومن متى ستتم، وهل يمكن أن يتم فتح السفارات في البلدين في الرياض وفي طهران؟

حح

أمير عبداللهيان: نحن نری عودة العلاقات بین الریاض وطهران إلی وضعها الطبیعي مفیدة للبلدین وللمنطقة علی حد سواء. کانت الجمهوریة الإسلامیة في ایران ولاتزال ترحب بالمحادثات والتعاون والتفاعل مع السعودیة، وقد حققنا تقدما خلال الجولات الخمس السابقة من المحادثات بوساطة عراقیة، وحالیا نحن في صدد تنظیم وبرمجة جولة جدیدة من المحادثات.

نحن علی أمل أن نشهد خطوات وإجراءات ملموسة ونتائج واضحة علی الأرض. تحولت تفاهمات محددة إلی خطوات عملیة وتنفیذیة، ولکن لاتزال أمامنا مواضیع في طور الحوار بیننا وبین الجانب السعودي. نحن نعتقد أن نتیجة هذه المحادثات ستکون خلق أجواء مناسبة لإعادة فتح سفارتي البلدین في العاصمتین في الوقت المناسب، والجمهوریة الإسلامیة في ایران کانت ولاتزال دائما ترحب بسیر المحادثات والتفاعل وعودة العلاقات إلی حالتها الطبیعیة.

العالم: بخصوص العودة الى الإتفاق النووي، وزير الخارجية العراقي "فؤاد حسين" كان في واشنطن، كما أكد في المؤتمر الصحفي بأنه أجرى محادثات مع الجانب الأميركي بخصوص عودة الولايات المتحدة الأميركية الى الاتفاق النووي، ما هي الرسائل التي حملها السيد "فؤاد حسين" لكم؟ وكيف تلقيتم هذه الرسائل؟ وهل يمكن أن تشكل الوساطة العراقية أرضية العودة الطرفين الى الاتفاق النووي؟

أمير عبداللهيان: السید "فؤاد حسین" الذي عاد للتو من زیارته لواشنطن، حمل رسالة مفادها أن الجانب الأمریکي علی استعداد لتکمیل الإتفاقیة والوصول إلی نتیجة بشأنها. نحن کنا ولانزال نرحب بالمسار الدبلوماسي والحوار ولم نبتعد عن المحادثات، فنحن علی استعداد من خلال إطار المحادثات التي أجریت في فینا والرسائل المتبادلة بیننا وبین الجانب الأمریکي من خلال الوسطاء وباسلوب شفوي، والتي أکدت علی مراعاة مصالح کل طرف في المحادثات وبالطبع الخطوط الحمراء للجمهوریة الإسلامیة في ایران فیما یخص نتیجة الإتفاقیة وعودة کل طرف من الأطراف ذات الصلة بإلتزاماتها من خلال إتفاقیة خطة العمل المشترك الخاصة بالبرنامج النووي السلمي لایران، من وجهة نظري الشخصیة أعتقد أنه لو قام الجانب الأمریکي بالتعامل بصورة واقعیة في ذطار الرسالة التي بعثها وعدم تکرار التصریحات الإعلامیة المنافقة، لن تکون أمامنا مسافة بعیدة للوصول إلی الإتفاقیة.

خخخ

العالم: هل تلقيتم الرسالة التي نقلها لكم وزير الخارجية العراقي "فؤاد حسين" بأنها إيجابية بشكل عام؟

أمير عبداللهيان: ما أراه شخصیاً مما نقله السید "فؤاد حسین" عن الجانب الأمریکي، هو أن الوصول إلی إتفاق أمر ممکن، وأن ما أظهره الجانب الأمریکي من إستعداده لإتخاذ خطوات للوصول إلی نتیجة موجود، لکن المشکلة تکمن في أن الأمریکیین دائما ما یقومون بإرسال إشارات ورسائل دبلوماسیة وإعلامیة متناقضة، بمعنی أنهم یبعثون برسائل ایجابیة في المسار الدبلوماسي بینما یقال کلام آخر في وسائل الإعلام. نحن نأمل من الجانب الأمریکي أن یتعامل بواقعیة ولیس باسلوب نفاق.

لقد کان الجانب الأمریکي هو الذي خرج من إتفاقیة خطة العمل المشترك الخاصة بالبرنامج النووي الاسلمي لایران، لهذا فأن وضع الشروط وإطلاق تصریحات مضللة ومتناقضة لن یساعد في حل المشکلة، فعواقب عدم تنفیذ الإتفاقیة النوویة بشکل کامل من مسؤولیة أمریکا، لذا فعلی الأمریکیین وبدلا من تصریحاتهم المتناقضة الإقرار بالخطأ الذي ارتکبوه، وأن یسیروا في طریق تصحیح هذا الخطأ، بالطع یجب علی الدول الأوروبیة الثلاث أن تسعی في طریق ایفاء دورهم البناء وأن تجتنب الوقوع في أخطاء التحلیل والحسابات.