الجيش الألماني غير قادر على الدفاع عن أرضه

الجيش الألماني غير قادر على الدفاع عن أرضه
الأربعاء ٠١ مارس ٢٠٢٣ - ٠٤:٣٨ بتوقيت غرينتش

أعلن وزير الدفاع الألماني، بوريس بيستوريوس، اليوم الأربعاء، أن الجيش الألماني غير قادر على الدفاع عن ألمانيا، في حال وقوع حرب، بسبب قلة الموارد التي يملكها، وعدم كفاية الأفراد.

العالم - أوروبا

وقال بيستوريوس، خلال مؤتمر الحزب الاشتراكي الديمقراطي، في مبنى البرلمان الألماني، إنّ "ألمانيا ليس لديها قوات مسلّحة تمتلك قدرات دفاعية قادرة على حماية البلاد من حرب وحشية".

وذكر بيستوريوس أنّ "ألمانيا بحاجة إلى زيادة الاستثمار في تحديث الجيش، للوفاء بالتزاماتها تجاه أعضاء حلف الناتو الآخرين"، وقال: "علينا سد الثغرات التي نشأت في الـ30 عاماً الماضية".

واعتبر بيستوريوس، أن من بين أوجه القصور التي تواجه القوات المسلحة الألمانية، العدد غير الكافي للأفراد الذين يخدمون داخل الجيش، ونقص المعدات والأسلحة، لا سيما بعد تقديم أسلحة إلى أوكرانيا.

وقال قائد الجيش الألماني الجنرال ألفونس مايس إنّ الصندوق الألماني الخاص الجديد البالغ 100 مليار يورو (106 مليارات دولار) للجيش الألماني، في ضوء الحرب في أوكرانيا، لا يكفي لتجهيز القوات المسلحة في البلاد بشكل كامل.

وفي إشارة إلى عمليات التسليم المعتزمة لدبابات القتال الرئيسة الألمانية من طراز "ليوبارد 2" إلى أوكرانيا، أوضح مايس: "أرى قدراً كبيراً من الضغط للمضي قدماً في عمليات التجديد بأقصى سرعة ممكنة"، متابعاً: "لم نقم بعد بتسليم دبابات ليوبارد، ونفكر بالفعل في كيفية تعويضها في أسرع وقت ممكن، وهذا هو الصواب".

وأعلنت وزارة الدفاع الألمانية، في وقت سابق، أنها تعتزم إرسال 4 دبابات "ليوبارد 2" إضافية إلى أوكرانيا بجانب الـ 14 دبابة التي سبق وأن تعهدت بإرسالها إلى كييف.

وكانت الحكومة الألمانية تبنت ما يُسمى بصندوق خاص بقيمة 100 مليار يورو العام الماضي، لتجهيز الجيش الألماني بشكل أفضل في الأيام التي أعقبت العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.

وذكر مقال في موقع "بيزنس إنسايدر" أنّ "الذخيرة التي يملكها الجيش الألماني حالياً قد تكفيه يومين من الحرب، حدّاً أقصى". وبحسب الموقع، فإنّ "الخبراء الألمان يحذّرون من أنّ إمدادات الذخيرة لن تستمرّ إلا يوماً أو يومين في حالة الحرب"، وذلك يتعارض مع ما يفرضه "الناتو" على الدول الأعضاء من امتلاك ذخيرة تكفي ما يزيد على 30 يوماً.

وفي السياق نفسه، أفادت صحيفة "ذا تايمز" البريطانية، بأنّ "ثلثيْ المدافع الألمانية الحديثة غير صالحة للاستعمال"، وقالت إنّ "هذه الأخبار المسرّبة جاءت بعد أيام من أنباء تفيد بتعطل مجموعة كاملة من مركبات المشاة الألمانية في أثناء تدريب عسكري لحلف شمال الأطلسي".

في المقابل، أعلن المستشار الألماني أولاف شولتس، العام الماضي، أنّ "بلاده ستمتلك أكبر جيش تقليدي أوروبي في حلف شمال الأطلسي، بفضل الأموال الضخمة التي قرّرت برلين استثمارها لتعزيز قدراتها العسكرية منذ أن بدأت القوات الروسية غزو أوكرانيا".

وذكر في حينها، أنه سيتم "إنفاق في المتوسط ما بين 70 و80 مليار يورو سنوياً على الدفاع"، مشدّداً على أنّ هذه الاستثمارات الضخمة ستجعل ألمانيا "الدولة الأكثر استثماراً" في هذا المجال.

والجدير ذكره، أنّ الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي ملزمة بتخصيص 2% على الأقلّ من إجمالي ناتجها المحلّي لموازنتها الدفاعية، لكنّ هذا الهدف نادراً ما التزم به العديد من الأعضاء. ومنذ أن انتهت الحرب الباردة، قلّصت ألمانيا بقوة حجم جيشها، إذ انخفض عديده من قرابة نصف مليون عسكري عندما أعيد توحيد البلاد في 1990 إلى 200 ألف عسكري فقط اليوم.