حرية الراي والتعبير حسب المقاسات الغربية! 

حرية الراي والتعبير حسب المقاسات الغربية! 
الأحد ٠٥ مارس ٢٠٢٣ - ١٠:٤٨ بتوقيت غرينتش

يقال ان، الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، الذي تبنته الجمعية العامة للأمم المتحدة في باريس في 10 ديسمبر 1948، ينص على أن "لكل شخص حق التمتع بحرية الرأي والتعبير، ويشمل هذا الحق حريته في اعتناق الآراء دون أي تدخل، وفي استقاء الأنباء والأفكار، وتلقيها ونَقلها إلى الآخرين، بأية وسيلة كانت دون تقيد بالحدود الجغرافية".

العالم يقال ان

لكن هناك مواقف كثيرة تفضح مزاعم الغرب بشأن تبني الديموقراطيةَ وحرية التعبير، فهذا الغرب عندما يمسّ شيء مصالحه أو أهواءه يتنكّر لكل ما عنده من حرية الرأي والديموقراطية المزعومة التي يتبجح بها. وعلى سبيل المثال، إن الغرب المطبل لحرية الرأي والداعي لها لحدّ التقديس لا يسعه تحمل اي محاولةَ للمساس باليهود؛ لأنّهم عنده خطّ أحمر لايجوز التقرب منه فضلا عن تجاوزه؛ حيث إنهم فوق كل قانون وشرعية !. وبعكس ذلك فان الاساءة للشعائر الاسلامية والاساءة للنبي الاكرم (ص) والقران الكريم هو حق مكفول. كما ان تخليد ذكرى الشخصيات والرموز الوطنية التي لعبت دورا في تحرير شعوبها او تحصين بلدانها ضد الشرور الغربية انطلاقا من غزوها الثقافي والحرب الناعمة وحتى الحرب الصلبة امر ممنوع ومرفوض، والامثلة عل ذلك لا تعد ولا تحصى.

هذه المقدمة هي تمهيد لخوض الموضوع الذي خصصنا له هذا المقال والذي يميط اللثام عن جانب اخر من ازدواجية المعايير في الغرب.

حميد سعادت طلب هو طالب مرحلة الدكتوراه في الكيمياء بجامعة ستوكهولم وايراني الجنسية، كان من المقرر ان يدافع عن اطروحته يوم الجمعة الماضي 3 مارس ابريل، ولكن بما انه اهدى اطروحته الى الشهداء قاسم سليماني ومرتضى مطهري والسيد مرتضى أويني -وهم اعمدة واساطين الدفاع عن الامن والثقافة والعلم، ليس في ايران فقط بل في العالم الاسلامي اجمع- فقد تم الغاء جلسة دفاعه بعد ان شطب مسؤولو الجامعة اسماء الشهداء من فقرة الاهداء متذرعين بان الاشخاص الذين تم ذكرهم لا صلة لهم بموضوع الاطروحة؟!!.

والمعروف ان الإهداء يكون عبارة عن عبارات تكتب بعد الشكر والتقدير وقبل المقدمة، يتم من خلالها توجيه الإمتنان والشكر لجميع الأشخاص الذين كان لهم دور فعال في حياة الباحث بشكل عام كالأب والأم والزوج والزوجة والخ ... فاين هذا التعريف من ذريعة مسؤولي الجامعة؟.

عود على بدء يجب ان نذكر بان الغرب مستعد للتنكر ليس فقط لحرية التعبير والديمقراطية بل لكل قيم انسانية اذا ما تعرضت مصالحه او قيمه المزعومة لاي مساس. وما ذنب الطالب سعادت طلب سوى انه اعتبر هؤلاء الافاضل بانهم من اسرته بصريح عبارته وبانهم كان لهم بالغ الاثر في جميع مناحي حياته المادية والمعنوية والفكرية، فأين الخطا في ذلك؟.

لكن الطالب سعادت طلب وفي مواجهة الاجراء التعسفي لمسؤولي الجامعة رفع صورة شهداء المقاومة وفي مقدمتهم الشهيد سليماني وذلك احتجاجا على انتهاك المباديء الاولية لكتابة البحث مشددا على انه لن يتراجع عن موقفه ولن يدافع عن اطروحته ما لم يتم تصحيح الخطا وتعاد الاسماء الجديرة بالتكريم والتبجيل الى نص الاهداء لان ذلك سيكون مصادقا بارزا لحرية التعبير وليس ما يفرض على الانسان.