ما أهداف زيارات جنرالات أمريكا المتتالية للمنطقة؟

ما أهداف زيارات جنرالات أمريكا المتتالية للمنطقة؟
الإثنين ٠٦ مارس ٢٠٢٣ - ٠٨:٤٠ بتوقيت غرينتش

انتقد رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يوم امس الأحد، تصريحات مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي التي أكد فيها أن تنفيذ هجوم إسرائيلي على منشآت نووية في إيران "غير قانوني"، وقال نتنياهو إن غروسي شخص جدير، لكنه أدلى بتصريحات غير مناسبة.

العالم الخبر وإعرابه

-يحاول نتنياهو من خلال رفضه لتصريحات غروسي، ان يمنح تهديداته لايران شيئا من المصداقية، والايحاء ان قرار الهجوم على المنشآت النووية الايرانية، قد اتخذ، وان كيانه لا يعير اهمية لا لقانون دولي ولا إي جهة دولية.

-منذ عقدين من الزمن ونتنياهو يكرر تهديداته، التي فقدت طعمها ورائحتها، بالهجوم على ايران، حتى باتت مادة للتندر من قبل باقي زعماء هذا الكيان ايضا، ومن بينهم رئيس وزراء الكيان الاسرائيلي الأسبق إيهود اولمرت، الذي رد على تهديدات نتنياهو المتكررة ضد ايران قائلا: "لا اعتقد اننا قادرون على شن حرب شاملة على البرنامج النووي الإيراني ويجب ان لا نبالغ بالتهديدات، الكلام الكثير يعبر عن الضعف، والصمت يعبر عن القوة".

-اللافت ان كبار جنرالات جيش الاحتلال الاسرائيلي، ومنهم الجنرال المتقاعد إسحاق بن إسرائيل، كما نقل عنه موقع "بلومبرغ" يحملون نتنياهو مسؤولية إقناع الرئيس الامريكي السابق دونالد ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران، واصفين ذلك بانه أسوأ خطأ استراتيجي بتاريخ "إسرائيل".

-يعتقد نتنياهو، ان بامكانه من خلال ثرثرته هذه اقناع امريكا بمهاجمة ايران، متناسيا ان امريكا لن تدخل في حرب مع ايران، لا لانها لا تريد هذه الحرب، بل لانها تعلم علم اليقين انها لن تنتصر فيها، بل لن تنجح حتى في تحقيق إي هدف من اهدافها، وإلا لكان المعتوه ترامب صديق نتنياهو فعلها، ولما قال باراك اوباما ، انه يتمنى تفكيك آخر مسمار في البرنامج النووي الايراني،الا انه لا يستطيع فعل ذلك عمليا.

-اما ما يثار هذه الايام عن الزيارات التي يقوم بها مسؤولون عسكريون امريكيون الى المنطقة، بينهم رئيس هيئة الاركان الأمريكية المشتركة مارك ميلي، ووزير الدفاع الامريكي لويد اوستن، والتي تتزامن مع تقارير تتحدث عن احتمال توجيه ضربة عسكرية امريكية "اسرائيلية" محددة للمنشآت النووية الايرانية، لا تؤدي الى حرب شاملة مع ايران، فهي تندرج في اطار الحرب النفسية التي يشنها الثنائي الامريكي "الاسرائيلي" ضد ايران، للحصول منها على تنازلات في المفاوضات النووية، وفي موقفها الداعم للمقاومة في المنطقة، فأمريكا التي فقدت جانبا كبيرا من هيبتها في حرب اوكرانيا، وهي على وشك ان تفقد المزيد من هيبتها في تايوان ايضا، و"اسرائيل" المهددة بالحرب الاهلية والزوال، ونتنياهو المأزوم والمنبوذ والهارب من القضاء، يعرفون جيدا، ان جميع خياراتهم الموجودة على الطاولة، بإستثناء الخيار الدبلوماسي، لم ولن تؤثر مطلقا على قرار ايران، في الدفاع عن حقوقها، وفي مقدمة هذه الحقوق حق الاستخدام السلمي للطاقة النووية.