وشدد السيد فضل الله في خطبة الجمعة التي ألقها في مسجد الإمامين الحسنين (ع) بالضاحية الجنوبية لبيروت على ضرورة تسليط الضوء على كل المحاولات التي يعمل لها العدو للنيل من الأقصى والقدس الشريف، من هدم وطمس للمعالم الإسلامية والمسيحية.
وثمن عاليا العمليات الّتي نفذها مقاومون فلسطينيون الخميس ضد العدو الاسرائيلي في جنوب فلسطين، معتبراً أن هذه العمليات "أكدت مجدداً حيوية الشعب الفلسطيني، وعدم رضوخه لكل سياسات الضغط والإرهاب التي تمارس ضده، والتهويل والتمييع لقضيته، وبقاءه محافظا على الوجهة الصحيحة للصراع، باستمراره في خط المقاومة للعدو الّذي لا يفهم إلا بمنطق القوة، بعد أن أثبت الواقع عدم جدوى كل الأساليب الأخرى التي راهن البعض عليها".
ولاحظ "تصاعدا في المواقف الدولية والإقليمية في مقاربة المشهد السوري الذي بات الواجهة الحقيقّية للأوضاع في المنطقة عموما"، وقال : "نحن في الوقت الّذي نتطلع إلي الشعب في سوريا لتحقيق أهدافه وتطلّعاته الكبيرة في الحرية والكرامة، وتحقيق أوسع مساحة من الإصلاح المنشود، نتساءل عن هذه العاطفة الدولية والإقليمية المستجدة، والّتي لا تنطلق من الحرص على المصلحة الحقيقيّة للشعب السوري، بل من خلال عمليات ضغوط وابتزاز، لا على مستوى سوريا ودورها فحسب، بل على مستوى المنطقة بشكل عام".
ورأى أنه "يراد إدخال الواقع السّوري في عملية مساومة على سياساته الخارجية الممانعة، من دون أي مبالاة بكل طموحات الشعب السوري وتوقه إلى واقع أفضل"، داعياً المعنيين والشعب السوري "الذي كان سباقا إلى الدفاع عن القضايا العربية والإسلامية، لتفويت الفرصة على الهجمة الدولية، من خلال اللجوء إلى خيار الحوار الجدي الّذي تشترك فيه المعارضة، وتنطلق فيه عملية الإصلاح ميدانيا، لقطع الطّريق علي الفتنة التي يرعاها أكثر من فريقٍ خارجي".
وحذر من الاحتقان الذي تعيشه الساحة اللبنانية نتيجة تداعيات القرار الاتهامي في قضية اغتيال رفيق الحريري، أو نتيجة مضاعفات ما يجري في سوريا وانعكاسه على الساحة اللبنانية، داعيا المسؤولين اللبنانيين إلى "ضبط الخطاب السياسي والديني، وعدم الاستمرار في صب الزيت على النار، لأن أي اشتعال للنار قد يساهم في إلحاق البلد كله".