محکمة جنائية "دولية".. أم "غربية"؟!

محکمة جنائية
السبت ١٨ مارس ٢٠٢٣ - ١٢:١١ بتوقيت غرينتش

الخبر واعرابه

العالم الخبر وإعرابه

اعلنت المحكمة الجنائية الدولية الجمعة إصدار "مذكرة توقيف بحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لمسؤوليته في جرائم حرب ارتُكبت في أوكرانيا".

-كنا نتمنى من المحكمة الجنائية الدولية، ان تشرح للراي العالم العالمي، هل هي "محكمة دولية"، أم "محكمة غربية"؟، فرغم كل الحروب التي اشعلتها امريكا والغرب في العالم، لم تصدر هذه المحكمة، ولا مرة واحدة ، مذكرة توقيف بحق مسؤول امريكي او غربي، رغم ان ضحايا تلك الحروب تجاوزوا الملايين.

-اذا كانت هذه المحكمة لم تتمكن من اصدار مذكرة توقيف بحق اي مسؤول امريكي او غربي، على الجرائم التي ارتكبوها في افغانستان والعراق وليبيا وسوريا واليابان وفيتنام وو..، "لعدم كفاية الادلة"!!، لماذا لم تصدر مذكرة توقيف ضد اي "مسؤول اسرائيلي"، رغم ان انهم يعترفون وبعظمة لسانهم بالجرائم التي يرتكبوها ليل نهار، ضد اطفال ونساء وشيوخ وشباب فلسطين العزل، بل يدعون جهارا نهارا، الى ابادة الشعب الفلسطيني من الوجود؟.

-يبدو ان النرجسية التي يعاني منها الغرب وصلت حدا، بات لا يرى سوى نفسه، ويتجاهل العالم باكمله. لو كان الغرب يعتقد بوجود الاخرين، لما جعل من نفسه اضحوكة، عندما يصدر مذكرة توقيف ضد الرئيس الروسي، بينما العالم اجمع، يعلم ان اغلب مسؤولي امريكا والغرب متورطون في جرائم، يستحقون عليها الاعدام الف مرة.

-من الواضح ان القرار يندرج في اطار الحرب النفسية التي يشنها الغرب على روسيا، بعد ان فشل في وقف تقدم الجيش الروسي في الحرب الدائرة في اوكرانيا، وهي حرب ما كانت لتقع، لولا اصرار الغرب على توسيع نطاق انتشار الناتو حتى حدود روسيا، التي طالبت مرارا ، بوقف زحف الناتو نحو حدودها، لانها لن تقف مكتوفة الايدي، وهو ما تجاهله الغرب، ظنا منه ان روسيا لن تدافع عن نفسها، وبذلك يكون الغرب قد غرس في خاصرتها خنجرا، سينتهي اجلا ام عاجلا بتفكيكها، وهي حسابات جاءت خاطئة بالكامل، فعالم اليوم، بات يعيش ارهاصات ظهور عالم متعدد الاقطاب، على انقاض، العالم الحالي الاحادي القطب، الذي توحشت فيه امريكا، حتى باتت تغزو الدول وتحتلها وتشرد الملايين، دون ان تحسب للعالم حسابا.