الموقف الأميركي حيال الاستحقاق الرئاسي في لبنان غير متناغم مع المقترح الفرنسي 

الموقف الأميركي حيال الاستحقاق الرئاسي في لبنان غير متناغم مع المقترح الفرنسي 
الإثنين ٢٧ مارس ٢٠٢٣ - ٠٧:١٨ بتوقيت غرينتش

أشار مصدر سياسي لبناني مواكب عن كثب للّقاءات الّتي عقدتها مساعِدة وزير الخارجيّة الأميركيّة لشؤون الشّرق الأدنى باربرا ليف، مع عدد من القيادات اللبنانية، في زيارتها الخاطفة لبيروت الأسبوع الماضي أنّ الاستحقاق الرّئاسي لم يغِب عن جدول أعمال المحادثات التي أجرتها وكان حاضراً بامتياز، وإنما من خلال دعوتها للتوافق على رئيس للجمهورية يجري انتخابه استناداً إلى التفاهم على تسوية يجري إنتاجها بين الكتل النيابية.

العالم_لبنان

وتوقّف أمام الموقف الأميركي حيال الاستحقاق الرئاسي، الذي عبّرت عنه ليف في لقاءاتها مع المسؤولين، ومن بينهم 5 من النواب السنّة هم: فؤاد مخزومي، عبد الرحمن البزري، وضاح صادق، إبراهيم منيمنة، وبلال الحشيمي"، مؤكّدًا أنّ "موقفها لم يكن متناغماً مع الاقتراح الفرنسي الذي يقضي بانتخاب رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية رئيساً للجمهورية، في مقابل تكليف السفير السابق نواف سلام بتشكيل الحكومة العتيدة.

و نقلت صحيفة الشرق الأوسط اليوم الاثنين عن المصدر أن عدداً من النواب السنّة الذين التقوا ليف، أبدوا أمامها اعتراضاً على مبدأ المقايضة بين رئاستي الجمهورية والحكومة، في إشارة إلى الاقتراح الفرنسي بذريعة أنه أقرب إلى التعيين، منه إلى الانتخاب، مبيّنًا أنّ ليف لم تتطرق في تعليقها، إلى اعتراضهم على المقايضة، وفضّلت أن يأتي ردُّها بطريقة غير مباشرة، بقولها إنه ليس لدى واشنطن أي مرشح لرئاسة الجمهورية، وتترك انتخابه للبرلمان للتوافق على اسم يدفع باتجاه الوصول إلى تسوية؛ لإخراج الاستحقاق الرئاسي من التأزُّم.

وذكر أنّ هؤلاء النواب اعتبروا أن ما سمعوه على لسان ليف، يأتي في سياق الرد الدبلوماسي على الاقتراح الفرنسي، من دون دخولها في سجال مباشر. وأكدوا، في ضوء موقفها الذي أدلت به، أن هذا الاقتراح لا يحظى بتأييد أميركي. كما ورأى عدد من هؤلاء النواب، أن باريس تكاد تغرّد وحيدةً في اقتراحها حول التسوية الرئاسية، خصوصاً أن مسؤولين في السفارة الفرنسية في بيروت بدأوا يلتفون على ردود الفعل السلبية حيال الاقتراح الفرنسي، وإن كان انتخاب الرئيس يأخذ بالاعتبار مراعاة موقف الثنائي الشيعي بدعمه ترشيح فرنجية؛ من دون إغفال موقف إحدى الكتلتين المسيحيتين اللتين ترفضان تأييده وتسعى للبحث عن مرشح آخر.
كما ركّز المصدر على أنّ المشهد السّياسي، بشقّيه الإقليمي والدّولي، المحيط بالاستحقاق الرئاسي، يستقر حالياً على تفاهم بين الدول العربية الأعضاء في اللجنة الخماسية وبين الولايات المتحدة الأميركية، وهذا ما يحتّم على فرنسا أن تعيد النظر في اقتراحها الرئاسي.
وعلمت الصحيفة أن المشاورات الثنائية بين الدول الأعضاء لم تنقطع، وما زالت قائمة منذ أن انفضّ اجتماع اللجنة في باريس التي تشارك فيها، بغية التوصل إلى موقف موحد يُفترض أن يشكل رافعة لانتشال انتخاب الرئيس من الحلقة المفرغة التي يدور فيها.