"دبلوماسية الجوار" الإيرانية تربك "إسرائيل"

 
الإثنين ٢٧ مارس ٢٠٢٣ - ٠٦:٠١ بتوقيت غرينتش

"أن السعودية فاجأت إسرائيل بقرارها استئناف العلاقات الدبلوماسية مع طهران، وبذلك تحطمت أسس التحالف العربي ضد إيران.. وفي الأسبوع الماضي دعا سلمان، ملك السعودية، الرئيس الإيراني لزيارة المملكة.. ويتوقع فتح السفارات بعد بضعة أسابيع.. للإمارات الآن سفارة في طهران، أما البحرين.. فتجري هي الأخرى مفاوضات بمساعدة سلطنة عمان لاستئناف العلاقات، وتستثمر إيران الجهود لإقامة العلاقات مع مصر". هذا الكلام هو للخبير في الشؤون العربية في صحيفة "هآرتس" تسفي بارئيل، قاله في اطار حديثه عن نجاح ايران الدبلوماسي، في الوقت الذي تنهار فيه "إسرائيل".

العالم كشكول

هذا الاعتراف "الاسرائيلي" بنجاح ما اطلق عليه أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني "إستراتيجية دبلوماسية الجوار" التي تنتهجها ايران مع اشقائها العرب، هو إعتراف واضح وصريح ايضا، بفشل "دبلوماسية التخويف والضغوط" التي مارستها امريكا على بعض الانظمة العربية في منطقة الخليج الفارسي، لدفعها للتطبيع مع الكيان الاسرائيلي، الذي كان يتصور ان تطبيعه مع السعودية، ليس سوى مسألة وقت، لكن التطورات الدراماتيكية التي شهدتها المنطقة، اثبتت ان هذا التصور لم يكن في محله.

الانظمة العربية التي طبعت مع الكيان الاسرائيلي، ترى اليوم بأم العين، ان كل ما وعدهم به ترامب ونتنياهو، لم يكن سوى سراب، فنتنياهو اليوم يقود اخطر حكومة عنصرية متطرفة في العالم، تتشكل من ارهابيين مجرمين، ، يدعون جهار نهارا الى طرد او قتل العرب الفلسطينيين، فهم لا يعترفون بشعب اسمه الشعب الفلسطيني فحسب، بل لا يعترفون حتى بالاردن، رغم مرور عقود على تطبيع الاردن معهم. ان الدول العربية في الخليج الفارسي ادركت ان هدف الكيان الاسرائيلي من وراء التطبيع معها، هو تحويلها الى دروع لها، في حال تهور هذا الكيان وشن هجوم على ايران.

الحركة الدبلوماسية النشطة، بين ايران وجيرانها، تؤكد ان دول المنطقة ادركت ان لا خيار امامها الا الحوار وحل جميع مشاكلها عبر الدبلوماسية، لمنع الكيان الاسرائيلي، من التمادي اكثر في استغلال هذه المشاكل، والتي هي مشاكل طبيعية بين الدول، وان زيارة وزير الدولة في وزارة الخارجية القطرية محمد بن عبد العزيز الخليفي، لطهران اليوم ولقائه وزير الخارجية حسين اميرعبد اللهيان، وأمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني، ما هي الا جانب من جوانب هذه الحركة الدبلوماسية، حيث اكد له شمخاني، إن تطوير التعاون الشامل مع دول الجوار هو الأولوية الرئيسية لإيران في العلاقات الخارجية، وان ايران لا تؤمن بأي قيود في هذا المجال، في اطار "إستراتيجية دبلوماسية الجوار" التي تنتهجها مع اشقائها العرب.