موقع أميركي: أسهل طريقة لحماية القوات الأميركية في سورية إعادتها إلى الوطن غداً

موقع أميركي: أسهل طريقة لحماية القوات الأميركية في سورية إعادتها إلى الوطن غداً
الأربعاء ٢٩ مارس ٢٠٢٣ - ٠٥:٤٤ بتوقيت غرينتش

اعتبر موقع «آنتي وور» الأميركي أن أسهل طريقة لحماية القوات الأميركية الموجودة في سورية من المزيد من الهجمات هي إعادتها إلى الوطن بأسرع وقت.

العالم - الأميركيتان

وأكد أن أميركا ما زالت تتخذ محاربة تنظيم داعش الإرهابي ومكافحتها المزعومة له ذريعة مضللة لتبرير وجودها العسكري غير الشرعي على الأراضي السورية.

وأشار رون بول العضو السابق في مجلس النواب الأميركي وأحد المرشحين لخوض انتخابات الرئاسة الأميركية لعام 2008، في مقال نشره الموقع إلى أن الأسبوع الماضي شهد زيادة حادة في الهجمات على القوات الأميركية التي تحتل شمال شرق سورية.

وذكر أنه بعد الرد الأميركي، استهدفت ضربة أخرى عدداً من المواقع الأميركية في سورية، وأضاف: «قد تكون مسألة وقت فقط قبل أن يكون هناك المزيد من الضربات ضد 900 جندي أميركي متمركزين في سورية ضد رغبات سورية»، وتابع: «قتل متعاقد أميركي آخر مرة. في المرة القادمة يمكن أن يكون هناك المزيد من الأميركيين».

واعتبر بول أن التغييرات الأساسية في الشرق الأوسط خلال الشهر الماضي أبرزت مدى استحالة الدفاع عن استمرار الاحتلال الأميركي لسورية والعراق، مشيراً إلى الإصلاح الأخير للعلاقات بين السعودية وإيران الذي توسطت فيه الصين، العدو اللدود لواشنطن.

وأضاف: «دخلت الصين هذا الشهر، المهتمة بإنشاء ممر نقل إقليمي يشمل إيران، وبدلاً من القصف والغزو والاحتلال – طريقة عمل واشنطن – توسطت بالفعل في استعادة العلاقات الدبلوماسية بين المملكة العربية السعودية وإيران».

وتابع: «يحب الجمهوريون والديمقراطيون في أميركا مهاجمة الصين، لكن الصين حققت ما قاومته الولايات المتحدة لسنوات: السلام في المنطقة، هل نستغرب أن استمرار الاحتلال الأميركي غير مرحب به في الشرق الأوسط؟».

ومضى قائلاً: «تحتل أميركا هذا الجزء الضخم من سورية حيث يوجد النفط والزراعة ويبدو أن الهدف هو تحقيق أرباح للشركات الأميركية المتعددة الجنسيات من الموارد الطبيعية المسروقة ومنع استخدام الثروة الطبيعية لسورية لإعادة بناء ذلك البلد، فهل من المستغرب لماذا لا تحظى أميركا بشعبية كبيرة في الشرق الأوسط؟».

وأوضح الكاتب أن «نهاية الاحتلال الأميركي للشرق الأوسط على عاتقنا وكلما أسرعنا في إدراك ذلك كان ذلك أفضل، ليس لدينا عمل في التدخل في سياساتهم، واحتلال أراضيهم، وسرقة مواردهم»، وأضاف: «انضم الأميركيون إلى الجيش الأميركي للدفاع عن الولايات المتحدة ضد جميع الأعداء، الأجانب والمحليين، ومع ذلك فقد تم استغلالهم من المسؤولين الفاسدين في العاصمة لاحتلال أراضٍ أجنبية وسرقة نفطها. ربما لهذا السبب لا يستطيع الجيش الأميركي تحقيق أهداف التجنيد؟».

وفي الموقع نفسه ذكر الكاتب الأميركي جون رينولدز في مقال حسب وكالة «سانا»، أن أميركا ما زالت تتخذ تنظيم داعش الإرهابي ومكافحتها المزعومة له ذريعة مضللة لتبرير وجودها العسكري غير الشرعي على الأراضي السورية لتناقض بذلك تصريحات كبار المسؤولين الأميركيين بمن فيهم رؤساء البيت الأبيض حول القضاء على التنظيم الارهابي.

وتحدث رينولدز عن مراحل إرسال أميركا قوات احتلالها إلى سورية حيث تم نهاية عام 2015 نشر 50 جندياً بحجة محاربة داعش الارهابي ليزداد العدد سريعاً إلى 250 جندياً، ويصل في تشرين الأول 2017 إلى 4 آلاف جندي حسب مزاعم «البنتاغون».

ولفت إلى أن هذا العدد تناقص فيما بعد إلى ألفي جندي، ويقف الآن عند 900، لكن الحقيقة تبقى واحدة وهي أن القوات الأميركية تحتل أجزاء من الأراضي السورية.

رينولدز أوضح أن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب أعلن في آذار عام 2019 أن "داعش" انتهى، وتم القضاء عليه لتروج الإدارة الأميركية سريعاً لعملية السيطرة على حقول النفط السورية ما يعني أنه حتى لو تم القضاء على "داعش" فإن أميركا ستواصل احتلالها لأجزاء من سورية بحجة منع عودة الإرهابيين.

ورغم ما قطعه من وعود كاذبة لسحب القوات الأميركية إلا أن ترامب تجاهل ما قاله وفقاً لرينولدز في أواخر 2019 وأمر بإرسال مئات من القوات الإضافية والعربات المدرعة للسيطرة على حقول النفط في دير الزور، وقد اعترف ترامب بنية إدارته نهب حقول النفط السورية بشكل علني.

وأشار رينولدز إلى أن أميركا مستمرة في نهب وسرقة النفط السوري حتى هذه اللحظة، مبيناً أن التقارير الإعلامية تظهر القوافل الأميركية، وهي تنقل النفط السوري المسروق.

وأوضح أن أحد الأسباب الرئيسة التي تجعل أميركا تستمر في احتلال أجزاء من الأراضي السورية هو بكل بساطة السياسة الخارجية العدائية التي تتبعها واشنطن منذ سنوات طويلة تجاه سورية، وتدخلها في دول أخرى ومحاولاتها تغيير الأنظمة فيها لتنفيذ أجنداتها ومصالحها الخاصة، وهذا ما دفعها إلى تمويل وتدريب الجماعات الإرهابية المسلحة بموجب برنامج سري تقوده وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية «سي آي إيه».