مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى والاحتلال يعزز قواته بالقدس

الأحد ٠٩ أبريل ٢٠٢٣ - ٠٤:٢٣ بتوقيت غرينتش

اقتحم مستوطنون باحات المسجد الأقصى صباح اليوم الأحد بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي التي اعتدت على شبان فلسطينيين عند باب الأسباط ومنعتهم بالقوة من دخول المسجد الأقصى لأداء صلاة فجر اليوم، كما منعت عشرات النساء من الدخول.

العالم - الإحتلال

وقد انتشرت أعداد كبيرة من عناصر الشرطة في داخل باحات المسجد لتأمين هذه الاقتحامات، في أعقاب دعوات أطلقتها جهات يهودية متطرفة لتكثيف الاقتحامات بالتزامن مع ما يعرف بصلاة "بركة الكهنة" في منطقة حائط البراق.

في الأثناء، يواصل بضعة مئات من المصلين الفلسطينيين ممن تمكنوا البقاء داخل المسجد الأقصى بترديد التكبيرات والصلاة احتجاجًا على اقتحامات المستوطنين والمتطرفين.

من جهة أخرى، أعلنت شرطة الاحتلال عن تعزيز قواتها بأربع سرايا أخرى من قوات الاحتياط في حرس الحدود ونشرها اليوم في مدينة القدس بالتركيز على البلدة القديمة ومحيطها.

وكانت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس ذكرت -صباح اليوم الأحد- أن عشرات المستوطنين شرعوا باقتحام ساحات المسجد الأقصى المبارك، على مجموعات، من جهة باب المغاربة، ونفذوا جولات استفزازية كما أدوا طقوسا تلمودية، بحماية مشددة من شرطة الاحتلال.

وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) إن قوات الاحتلال الإسرائيلي حولت باحات المسجد إلى ثكنة عسكرية، ونصبت الحواجز داخل أسوار البلدة القديمة، لتأمين اقتحامات المستوطنين لساحات الحرم.

وأضافت أن قوات الاحتلال منعت دخول الشبان من دخول المسجد الأقصى وأخرجتهم باتجاه باب الأسباط، في وقت قام فيه عناصر من "حرس الحدود" بالاعتداء على آخرين.

ورغم تضييق الاحتلال ومنع الشبان من دخول الأقصى، حضر عشرات المرابطين والمرابطات في ساحات الحرم القدسي الشريف.

وتعرض المسجد الأقصى، خلال الأيام الماضية، لاعتداءات من قبل قوات الاحتلال استهدفت المصلين والمعتكفين داخل المصلي القبلي، بالأعيرة المطاطية وقنابل الصوت والغاز، واعتقلت المئات وألحقت أضرارا فادحة في محتويات المصلى وعيادة المسجد.

وجرى تداول مقاطع فيديو لقوات الاحتلال وهي تعتدي بالضرب على المصلين والمعتكفين داخل المسجد.

إجراءات عسكرية مشددة في الأغوار

وفي الأغوار، شددت قوات الاحتلال الإسرائيلي، من إجراءاتها العسكرية لليوم الثالث على التوالي.

وأغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي، حاجز الحمرا العسكري، وقرية فروش بيت دجن، في الأغوار الوسطى. وأفادت مصادر محلية من المنطقة، بأن قوات الاحتلال أغلقت الحاجز من جميع الاتجاهات، كما أغلقت قرية فروش بيت دجن وكثفت من تواجدها فيها، ومنعت المواطنين من التنقل والحركة.

كما حفرت خندقا في سهل البقيعة شرق قرية عاطوف، ووضعت بوابة حديدية على الطريق الواصل إلى الرأس الأحمر وأغلقتها، لمنع تنقل المواطنين.

وذكر "وفا" أن قوات الاحتلال أغلقت الطريق الواصل بين خربة ابزيق وقرية بردلة بالأغوار الشمالية بالمكعبات الإسمنتية، كما أحضرت مزيدا من هذه المكعبات إلى حاجز تياسير العسكري، كذلك شددت من إجراءاتها الأمنية على حاجز الحمرا.

ويأتي ذلك عقب مقتل مستوطنتين وإصابة ثالثة بإطلاق نار في الأغوار شمال شرق الضفة الغربية المحتلة.

توتر إسرائيلي - أردني

وكان الأردن قد رفض استلام رسالة رسمية من الكيان الاسرائيلي تطالب بالضغط على الأوقاف الإسلامية لإخراج المعتكفين والذين وصفتهم بالإرهابيين.

ومساء السبت، حذرت وزارة الخارجية الأردنية بشدة "من التبعات الكارثية لاستمرار [إسرائيل] في خرق الوضع التاريخي والقانوني القائم في المسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف وانتهاكاتها لحرمة الأماكن المقدسة وحق المسلمين في أداء شعائرهم الدينية في هذا الشهر الفضيل".

وأكد الناطق باسم الخارجية الأردنية سنان المجالي أن "الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف وعلى المصلين هي التي تفجر العنف وتزيد التوتر"، معتبرا أن "وقف إسرائيل انتهاكاتها للحرم وللقانون الدولي ولحق الفلسطينيين في تأدية واجباتهم الدينية سيحول دون المزيد من التوتر".

دعم أميركي للكيان الصهيوني

على صعيد آخر، أكد وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن لوزير الحرب الإٍسرائيلي يوآف غالانت دعم واشنطن لأمن [إسرائيل] وحثها على عدم اتخاذ إجراءات تفاقم التوتر.

وردا على الاقتحامات المتكررة داخل المسجد الأقصى الأربعاء والخميس، وقعت اشتباكات في أنحاء مختلفة من الأراضي الفلسطينية ومناطق داخل الخط الأخضر، بالإضافة إلى إطلاق قذائف صاروخية من لبنان وغزة وسوريا.

من جهة أخرى، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن مسلحا دخل مستوطنة أسايل في جنوب الخليل مساء أمس السبت وهرعت قوات الاحتلال إلى المكان، في حين ذكرت مراسلة الجزيرة أن صافرات الإنذار دوّت في تلك المستوطنة.

في الأثناء، أغلق عشرات الفلسطينيين أمس السبت أبواب المصلى القبلي للمسجد الأقصى المبارك من الداخل قبيل انتهاء صلاة التراويح.

وأكد المعتكفون أنهم أغلقوا الأبواب لمنع قوات الاحتلال من اقتحام المسجد وإخراجهم بالقوة.

شهيد واعتقالات واعتداءات

وكان استشهد مساء السبت شاب فلسطيني برصاص جيش الاحتلال في بلدة عزون قضاء محافظة قلقيلية.

وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن الشاب عاهد عزام (20 عاما) استشهد متأثرا بجروح أصيب بها مساء السبت خلال مواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال عند المدخل الشرقي للبلدة.

وأضافت أن الشاب أصيب بالرصاص الحي في البطن والصدر حيث حاولت الطواقم الطبية إنعاشه، لكنه فارق الحياة.

وبذلك ارتفع عدد الشهداء الفلسطينيين إلى 95 برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية وشرق القدس منذ بداية العام الجاري بينهم 17 طفلا وسيدة.

واندلعت مواجهات متفرقة في الضفة الغربية، إذ أصيب شاب بالرصاص الحي في القدم وعشرات بالاختناق في الخليل، فيما شهدت بيت لحم اعتقال 3 أشخاص.

وذكر مكتب إعلام الأسرى ومصادر فلسطينية أن قوات الاحتلال اقتحمت السبت ساحات المسجد الأقصى من جهة باب الناظر "المجلس"، كما اعتقلت 6 فتية من بلدة بيت حنينا بالقدس المحتلة.

كما قالت وسائل إعلام فلسطينية إن مواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال في بلدة العيساوية بالقدس المحتلة.

وفي السياق ذاته، هاجم مستوطنون أمس مواطنين فلسطينيين قرب المدخل الشمالي لمدينة البيرة بالضفة الغربية.

وأفاد شهود عيان بأن مجموعات من المستوطنين المتطرفين تجمهروا بالعشرات في الشارع الالتفافي الرئيسي قرب حاجز مستوطنة بيت أيل العسكري بعد خروجهم من السبت المقدس، وقاموا برشق الحجارة على مركبات الفلسطينيين والمنازل القريبة من الحاجز العسكري من دون أن يبلغ عن وقوع إصابات.

كما رشق مستوطنون مركبات الفلسطينيين بالحجارة بالقرب من النقطة العسكرية المحاذية لقرى كفر نعمة ورأس كركر غربي رام الله، مما أدى إلى تحطيم زجاج بعض المركبات.

تصعيد المقاومة

ونعت حركتا المقاومة الإسلامية (حماس) والجهاد الشهيد عزام وأكدتا على "تصعيد المقاومة".

وقال الناطق باسم حركة حماس عن مدينة القدس محمد حمادة إن الشعب الفلسطيني سيتصدى وسيقاوم الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى.

وأضاف الناطق باسم الحركة، أن الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير وحكومته يتحملان المسؤولية الكاملة عن ما سيحصل للمسجد الأقصى والمرابطين فيه.

وأكد أن عدوان الاحتلال على الأقصى، هو عدوان على حرية العبادة وعلى الشعب الفلسطيني.

وأشار الناطق باسم حماس إلى أن نية حكومة الاحتلال أصبحت واضحة بتقسيم الأقصى زمانيا ومكانيا.