السودان.. انهيار الهدنة الثانية وتجدد المعارك وتهديدات بين البرهان وحميدتي

الخميس ٢٠ أبريل ٢٠٢٣ - ٠٢:٢١ بتوقيت غرينتش

تجددت المعارك بين قوات الدعم السريع والجيش في السودان لليوم السادس على التوالي بينما يحاول الكثير من سكان العاصمة الفرار من القتال الذي أودى بحياة مئات المدنيين. وتبادل كل من قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حميدتي الاتهامات والتهديدات، فيما ينتظر السودانيون مساعي مشتركة بين الأمم المتحدة والإتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية لوقف النار واستئناف المفاوضات.

العالم - خاص بالعالم

فبعد ستة أيام من اندلاع الصراع في السودان، يبدو أن كلمة السلاح هي الأقوى في مواجهة مساعي وقف النار والعودة الى المفاوضات. هذا الواقع أطاح بهدنتين تم الإعلان عنهما، حيث لم تصمد الهدنة الثانية أكثر من ساعات، لتعود المعارك إلى شوارع العاصمة الخرطوم ومدن اخرى من البلاد.

معارك بالأسلحة الثقيلة شهدتها مناطق في العاصمة، لاسيما بالقرب من القصر الجمهوري والقيادة العامة، ومحيط وزارة الدفاع، إضافة إلى تجدد المعارك في محيط مطار الخرطوم الدولي الذي تعرض الى قصف قبل يومين، فيما أعلنت قوات الدعم السريع انسحابها من مطار مروي الدولي. المعارك اندلعت من جديد ايضا في ام درمان ومناطق أخرى، في تطور جعل من مهمة تثبيت الهدنة الهشة أكثر صعوبة.

مصير الهدنة المجهول زاد من صعوبة الوضع الذي يعيشه السودانيون منذ أيام، حيث تعاني المستشفيات والمرافق المهمة في البلاد من نقص حاد في الإمدادات، فيما تحولت الشوارع إلى ساحات خالية من الناس في انتظار أن تتحول إلى ساحة حرب بين قوات الدعم السريع والجيش.

حرب الميدان رافقتها حرب كلامية بين كل من عبد الفتاح البرهان ومحمد حميدتي، حيث قال الأخير إن البرهان هو من بدأ الحرب، وأن الحل الوحيد لإنهاء الأزمة هو في تسليم البرهان إلى العدالة، فيما اتهم البرهان خصمه بالسعي الى الاستيلاء على السلطة وان قوات الدعم السريع التي يتزعمها حميدتي خارجة عن السيطرة.

وسط كل هذا، ينتظر السودانيون نتائج اجتماع مهم لمسؤولين من الامم المتحدة والاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية، إضافة الى منظمات اقليمية، في محاولة لإحداث خرق في جدار الصراع الدائر منذ نحو أسبوع، وإعادة طرفي الصراع الى طاولة المفاوضات.

لكن في ظل إصرار البرهان وحميدتي على مواصلة القتال والذهاب حتى الأخير في الخيار العسكري، وعدم تقديم أي منهما وعودا واضحة بإنهاء الصراع، فإن النهاية ستحددها نتيجة المعارك ولا شيء آخر.