واشنطن تعتزم ارسال قطع بحرية للسودان وتساؤلات حول الاسراع في اجلاء رعاياها

واشنطن تعتزم ارسال قطع بحرية للسودان وتساؤلات حول الاسراع في اجلاء رعاياها
الإثنين ٢٤ أبريل ٢٠٢٣ - ٠١:٤٣ بتوقيت غرينتش

قال جون كيربي المتحدث باسم البيت الأبيض اليوم الاثنين إن الولايات المتحدة سترسل قطعا بحرية لمساعدة رعاياها الذين يرغبون في مغادرة السودان، لكن ليس هناك أي عمليات إجلاء أمريكية كبيرة تجري حاليا.

العالم - السودان

وأضاف المتحدث في مقابلة مع محطة (إم.إس.إن.بي.ٍسي) “ما زلنا نبحث الخيارات. لدينا قطع عسكرية لا تزال في المنطقة المجاورة إذا لزم الأمر، لكن الوقت ليس مناسبا لإجراء نوع من العمليات الكبيرة”.

وتابع أن هناك عشرات الأمريكيين يتحركون بريا ضمن قافلة تقودها الأمم المتحدة إلى بورتسودان وأن الجيش الأمريكي يساعد في مراقبتها عبر أنظمة جوية مسيرة.

وقال كيربي للمحطة التلفزيونية “سننشر قطعا بحرية في البحر الأحمر قبالة بورتسودان إذا ما كانت هناك حاجة لها لمساعدة الأمريكيين الذين يرغبون في المغادرة”.

في سياق متصل أثارت صحيفتا "وول ستريت جورنال" (Wall Street Journal) و "واشنطن بوست"(Washington Post) الأميركيتين تساؤلات عن سبب إجلاء واشنطن السريع لموظفيها الأميركيين من السودان وتخلّيها عن الأميركيين-السودانيين، وحاولتا تفسير ما حدث.

وقالت وول ستريت جورنال في تقرير أعدّه مراسلوها في نيروبي وكامبلا ولندن إن الانحدار السريع للسودان، بخاصة عاصمته الخرطوم، في حرب شاملة فاجأ العديد من السفارات، بما في ذلك البعثة الأميركية التي لم تصدر نصائح للمواطنين الأميركيين للاستعداد لمغادرة البلاد قبل بدء القتال في 15 أبريل/نيسان الجاري.

وأضافت الصحيفة أن خبراء أمنيين ومسؤولين سابقين في الحكومة الأميركية انتقدوا واشنطن وحكومات غربية أخرى بأنها أخطأت في قراءة الوضع السياسي في السودان والذي كان ينذر بتهديد وشيك، وبأنها كانت متفائلة أكثر من اللازم بشأن الموافقة السابقة للجنرالات على تسليم السلطة للمدنيين.

ولفتت إلى قول مسؤولي الحكومة الأميركية إنهم، في الوقت الحالي على الأقل، لم يعدّوا خططا لإجلاء المواطنين الأميركيين غير الدبلوماسيين المقدر عددهم بنحو 20 ألفا، كثير منهم يحملون جنسية مزدوجة، وذلك بسبب استمرار الاشتباكات.

ونقلت عن وكيل وزارة الخارجية الأميركية للشؤون الإدارية جون باس للصحفيين، بعد مدة وجيزة من هبوط أفراد أميركيين بأمان في قاعدة أميركية في جيبوتي، القول إنه لا يتوقع إجلاء غير الدبلوماسيين في هذا الوقت أو في الأيام المقبلة نتيجة لعدم توفر مطار مدني.

قافلة تغادر الخرطوم على طريق باتجاه بورتسودان في 23 أبريل/نيسان 2023 حيث يفر الناس من العاصمة السودانية التي مزقتها الحرب (الفرنسية)

ونسبت إلى كاميرون هدسون، رئيس الأركان السابق للمبعوث الأميركي الخاص للسودان، وهو الآن باحث كبير في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية بواشنطن، قوله إن الإدارة الأميركية لم تتخذ أي احتياطات، ولم تضع سيناريو لإجلاء غير الدبلوماسيين.

وأضاف هدسون أن واشنطن والمجتمع الدولي يؤمنون بما تقوله لهم أطراف الصراع في السودان من أنهم ملتزمون حقا بانتقال مدني للسلطة، مفسرا اندلاع العنف بسرعة كبيرة بأن أطراف الصراع كانوا يستعدون للحرب في الوقت الذي كانوا يتحدثون فيه إلى أميركا والمجتمع الدولي عن استعدادهم لنقل السلطة إلى المدنيين؛ "كنا نخطط للنجاح وتجاهلنا إمكانية الصراع".

وقال السيد باس للصحفيين إن الولايات المتحدة لديها نصيحة لمواطنيها في السودان منذ أكثر من عقد تحذرهم فيها من السفر إلى البلاد، مضيفا "لطالما كان السودان بيئة خطرة".

وفي ظل الظروف المثالية، تقول الصحيفة إن الرحلة من الخرطوم إلى بورتسودان يمكن أن تستغرق على البحر الأحمر 14 ساعة، لكن السفر في مجموعات والتعامل مع نقاط تفتيش مسلحة يمكن أن يجعل تلك الرحلة تستغرق 20 ساعة.

وتقول وزارة الدفاع الأميركية إنها تبحث عن طرق لجعل هذا الطريق البري إلى بورتسودان أكثر أمانا، من ذلك النشر المحتمل لأدوات المراقبة لاكتشاف التهديدات على طول الطريق وإرسال سفن تابعة للبحرية بالقرب من بورتسودان لإجلاء المواطنين الأميركيين.

ونسبت الصحيفة إلى ديل باكنر، الرئيس التنفيذي لشركة "غلوبال غارديان"، وهي شركة أمنية خاصة مقرها الولايات المتحدة، قوله إنه تلقى مكالمات محمومة من أجانب وأصحاب عمل يسعون جاهدين لإخراجهم من السودان، موضحا أن فريقه نقل عشرات المغتربين من السودان إلى مصر وإريتريا في الأسبوع الماضي، وتعرضوا في بعض الأحيان لنيران المدفعية والهاون والأسلحة الخفيفة.

وأضاف باكنر قائلا إنه يتعين على فرق الإنقاذ التابعة لهم اجتياز عشرات نقاط التفتيش في منطقة حرب نشطة، مشيرا إلى أن لديهم مئات من العملاء الآخرين بالانتظار "لكن الوضع يزداد خطورة".

هذا ووتدور في السودان معارك عنيفة بين الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي" رغم المناشدات القليمية والدولية لوقف التعصيد والجلوس على طاولة الحوار فيما تسببت الاشتباكات بتقطع السبل بآلاف الأجانب، ومنهم دبلوماسيون وموظفو إغاثة، وتسعى بلدان من أنحاء العالم لإجلاء مواطنيها.