بينها 3 عربية ..لا استقرار في السودان إلا بالتنسيق بين 6 دول!

 بينها 3 عربية ..لا استقرار في السودان إلا بالتنسيق بين 6 دول!
الثلاثاء ٢٥ أبريل ٢٠٢٣ - ٠٩:٠٠ بتوقيت غرينتش

خلف "الصراع على السلطة" في السودان مصالح وحسابات إقليمية ودولية "معقدة"، ولا يمكن إحلال الاستقرار في البلد العربي "الهش" إلا بالتنسيق بين 6 دول هي مصر والإمارات والسعودية وكيان الإحتلال وروسيا والولايات المتحدة.

العالم - السودان

ذلك ما ذهب إليه الباحث محمد الدوح، في تحليل نشره موقع "أوراسيا ريفيو" (eurasiareview)، وركز على الاشتباكات التي اندلعت في 15 أبريل/ نيسان الجاري بين الجيش، بقيادة رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان، وقوات "الدعم السريع" بقيادة نائب رئيس المجلس محمد حمدان دقلو (حميدتي).

وبوساطة أمريكية، بدأت منتصف ليلة الإثنين- الثلاثاء هدنة تستمر ثلاثة أيام، بعد أن بلغ إجمالي الضحايا 420 قتيلا و3700 جريح، ونزح عشرات الآلاف من مناطق الاشتباكات نحو ولايات أخرى أو في اتجاه تشاد ومصر، وفقا للأمم المتحدة.

وتابع أنه "على مدى قرون، اعتبرت مصر السودان عنصرا حاسما لأمنها الاستراتيجي على طول حدودها الجنوبية، وتلقى العديد من القادة العسكريين والحكوميين في السودان تعليمهم وتدريبهم في مصر، وبينهم البرهان الحاكم الفعلي للبلاد".

وأضاف أنه "منذ عام 2019، نسقت مصر ودعمت البرهان بقوة في المصالح الاستراتيجية الرئيسية للبلدين، بما في ذلك التدريبات العسكرية المشتركة".

وأفاد بأن "التعاون الثنائي تعزز وسط التوترات المتزايدة بين مصر وإثيوبيا (جارة السودان) إثر بناء الأخيرة لسد النهضة، الذي يشكل تهديدا للأمن القومي لمصر بسبب الآثار الزراعية والاجتماعية السلبية المحتملة جراء السيطرة على منبع تدفق نهر النيل".

وزاد بأن "هذا يساعد في تفسير التواجد المستمر لأفراد القوات الجوية المصرية في قواعد بالسودان، وبينها الطائرات المقاتلة من طراز MiG-29 في قاعدة مروي الجوية (شمال)، ومن المحتمل جدا أن تستمر مصر في دعم الجيش بقيادة البرهان، لأن حيمدتي يحافظ على علاقات قوية مع إثيوبيا".

بينما "حافظت الإمارات، وهي حليف تاريخي لمصر على مدى عقود، على علاقات قوية مع كل من الجيش والدعم السريع، ويتضح هذا من مشتريات الذهب الضخمة للإمارات من السودان، حيث يسيطر حميدتي على معظم المناجم"، وفقا للدوح.

وأضاف أنه "على الرغم من أنه ليس واضحا أي جانب ستدعمه الإمارات في الصراع، إلا أنه مهما كانت الخطوة التالية فستتطلب تنسيقا واتفاقا بين الإمارات ومصر، فأي خلافات قد تؤثر سلبا على الصراع السياسي والمواجهة العسكرية".

وتابع أن "السعودية لاعب رئيس أيضا في إمكانية حل النزاع، وعلى مدى السنوات القليلة الماضية، تم إرسال عشرات الآلاف من جنود السودان إلى اليمن للقتال بجانب التحالف الذي تقوده السعودية".

وأردف الدوح أن "السعودية حافظت على علاقات قوية ووثيقة قادة الجيش والدعم السريع، وفي وقت سابق من الأسبوع الجاري، ناقش وزيرا الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين والسعودي فيصل بن فرحان الوضع في السودان".

وتابع أن "السعودية لعبت دورا أساسيا في التوسط في محادثات السلام بين الجماعات المدنية والعسكرية بالسودان خلال الفترة الماضية كجزء من محاولاتها للمصالحة بين الجانبين لإحلال السلام والاستقرار السياسي".

وزاد بأنه "على الرغم من أنه ليس واضحا حتى الآن كيف سيكون نهج السعودية في الصراع المسلح الراهن، إلا أن التنسيق بين المملكة ومصر والإمارات أمر لا مفر منه، لا سيما وأن المصالح الأمنية الاستراتيجية لمصر والمصالح الاقتصادية الاستراتيجية للإمارات مترابطة بعمق ومتجذرة في النظامين السياسي والعسكري بالسودان".

واعتبر الدوح أن "موقف الكيان الصهيوني مهم أيضا، فإلى جانب الدعم غير المباشر الذي يمكن أن تقدمه، فإنه في 2020 اتفقت [إسرائيل] والسودان على تطبيع العلاقات الدبلوماسية والتجارية بين البلدين".

ورأى أن "التنفيذ الفعلي لاتفاقية التطبيع يثير علامة استفهام مع الأحداث الجارية التي تنهي الآمال في تشكيل حكومة مدنية بالسودان" وهو شرط قادة البلاد للمضى في اتفاقية التطبيع.

أما بالنسبة لموقف روسيا فقال الدوح إنه "حتى الآن يمكن اعتبار روسيا مراقبا بدون دعم رسمي لأي طرف، وقد حافظت على إمدادات الأسلحة وعلاقات عسكرية وثيقة مع الحكومة السودانية لعقود".

وأردف: "كما اتفقت موسكو مؤخرا مع الجيش والبرهان على إنشاء قاعدة بحرية في السودان، مما يسمح لروسيا بنشر قوات ومعدات بحرية في السودان لخدمة مصالحها الإقليمية عبر البحر الأحمر".

وأضاف أنه "ليس من الواضح كيف سيتأثر تنفيذ هذه الاتفاقية، التي تعتبر استراتيجية بالنسبة لروسيا، خاصة إذا تطلبت موافقة برلمانية مدنية بالسودان".

واستطرد: "لم يتم تشكيل البرلمان المدني بعد، ولكن نظرا للتطورات الجارية والهدف الواضح لقوات الدعم السريع للسيطرة على الدولة، فمن غير المرجح أن يتم إنشاء برلمان مدني في أي وقت قريب".

واعتبر أن "تأخير تشكيل البرلمان يمكن أن يخدم المصالح الاستراتيجية للولايات المتحدة والدول الغربية من خلال احتمال تأخير الوجود الرسمي لقوة بحرية روسية في السودان والبحر الأحمر".

وتابع أنه "على الرغم من أن مصالح روسيا أكثر توجها نحو الجيش والبرهان، إلا أن وجود ومشاركة مجموعة فاغنر في السودان يشير إلى خلاف ذلك".

وأردف أن "وجود فاغنر في السودان خلال السنوات القليلة الماضية ارتبط بحماية مناجم الذهب التي تسيطر عليها الدعم السريع، ويُقال إن المجموعة متورطة في تجارة الذهب بين قوات الدعم السريع وروسيا".

وزاد بأن "التدخل الروسي في السودان يمكن أن يكون له زاوية مختلفة من حيث الاستفادة من الموقف ومعارضة الأجندة الأمريكية والغربية في السودان، لكن تدخل روسيا، خاصة لمساندة الدعم السريع، قد لا يكون في مصلحة مصر".

وختم بأنه "معالجة الاستقرار في السودان والحفاظ عليه سيتطلب تنسيقا وثيقا ا للسياسات بين مصر والسعودية والإمارات وروسيا والولايات المتحدة الأمريكية و[إسرائيل]".