الانقسام الاسرائيلي الداخلي والتداعيات

السبت ٢٩ أبريل ٢٠٢٣ - ٠٦:٢٠ بتوقيت غرينتش

قال الكاتب والباحث السياسي د.وليد محمدعلي أن المواجهات داخل الكيان الصهيوني سوف تتعمق ولن تقف في فترة زمنية محددة، مؤكداً أن نتنياهو ينوي تحديد صلاحية القضاء حيث أنه مقتنع بأنه إذا حوكم سوف يدان.

العالم مع الحدث

وفي حوار مع قناة العالم الإخبارية لبرنامج "مع الحدث" رأى وليد محمدعلي أن المواجهة داخل الكيان الصهيوني سوف تتعمق ولن تقف في فترة زمنية محددة، رغم أن نتنياهو أجل تعديل القرارات لغاية تموز، بقصد امتصاص أو تقليل حركة الشارع وإرباكها، ودخل في حوار مع قادة ما يسمى بالمعارضة.. إلا أنه ثبت أن الشارع متقدم حتى على قادة المعارضة.

وأشار إلى أن الاحتجاجات لها أسباب داخلية: لكن تستطيع أن تنظر لها بمعزل عن الذي بالخلف، حتى أن جماعة نتنياهو وأوساطه من الحركات الدينية واليهودية الحريدية يتهموا الولايات المتحدة ويهود أميركا بالوقوف أمام هذه الحراكات بالداخل.

وفيما لفت إلى الانقسام داخل المجتمع الصهيوني قال: "هذه التشكيلة تحمل في ثناياها الكثير من التناقضات، والتي بدأت تظهر بفعل فشل الكيان بدوره الوظيفي وفشل الجيش بالقيام بدوره كجيش الشعب الذي تنصهر في إطار بوتقته كل هذه التيارات."

ونوه أن الاستمرار بالمظاهرات إنما: هي خشية من حدوث ذلك الإسقاط الذي كان يطلق عليه فصل السلطات داخل الكيان، حيث أن الكيان الإسرائيلي كان يعتبر نفسه الديمقراطية الأساسية في المنطقة وسط غابة الوحوش، والآن وبهذه المرحلة إن قانون القومية هو خطير جدا لكنه لا يفجر التناقضات والخلافات في الشارع الصهيوني كما بقية القرارات المتعلقة بمصلحة القضاء.

وأكد: لكن العقدة الرئيسية لدى نتنياهو أنه يريد أن يضع قوانين تحد من صلاحية القضاء.. بما يمنع محاكمته.. فهو حتى الآن لم تسقط التهم عنه ولم يقولوا إننا أوقفنا محاكمته.. وواضح وهو مقتنع أنه إذا حوكم سيدان.. فهو يخضع لكل الابتزاز من الصهيونية الدينية وبن غفير وذلك لتمرير أو خروجه من هذه التهم وخروجه من السجن.

من جانبه أكد الخبير بالشؤون الإسرائيلية إسماعيل مسلماني أن نتنياهو يحشد أكبر عدد ممكن ليقول للمعارضة إن لديه تفويض رسمي من أجل القبول بالتشريعات، مشدداً على أنه حتى لو تمت إعادة الانتخابات لكن الشارع الإسرائيلي قد انقسم.

وأوضح إسماعيل مسلماني أن: الحريديم هم أكثر من تيار.. فهناك المتشدد، وهناك المعتدل، وهناك الأقرب إلى الاعتدال والنظام الديمقراطي.. وحزب شاس هو من أكثر المعتدلين، والذي دوما يكون مع حزب الليكود.

ونوه إلى أن: الحريديم كانت لديه مفاجأة حيث أنهم حصلوا على فتاوي حول طابع الاختلاط بسبب أنهم يعارضون الاختلاط في الشوارع بين النساء والرجال، وهذه لأول مرة تخرج الحريديم عن بكرة أبيها، حيث جزء منها من الحركة الصهيونية والقوة اليهودية التابعة لإيتمار وحزب شاس الذي كان أيضا حصل على فتاوي، وهناك تيار واحد فقط هو المتشدد و هو أصلا ليس لديه نسبة كبيرة من التصويت.

وأضاف أن المخيف الآن في هذا الموضوع أن بالأمس نتنياهو لعب واستطاع أن يحشد أكبر عدد ممكن ليقول إن هناك تأييد، فيما أن الأسبوع القادم ستبدأ الدورة الصيفية الجديدة للكنيست، من أجل تمرير التشريعات القضائية.

وقال إن نتنیاهو بذلك: يذكر المعارضة.. يائير لابيد وليبرمان وغانتس تحديدا بأن هناك شعب أعطى لنا التفويض الرسمي من أجل القبول بالتشريعات، وهذا يعني أن رئيس الدولة إسحاق هرتزوك لم ينجح في عملية التواصل خلال هذه الفترة، وهذا يعني أن نتنياهو كسب تأجيل الضجيج الذي حصل في السابق.

ولفت مسلماني إلى أن: الخطير الذي حصل في مدينة القدس ولم يأخذ اهتماماً بالإعلام بشكل كبير لكن لابيد وغانتس هاجموه هو أن قسم من الحريديم المتشددين لقد داسوا على صور أكثر من 15 قاضي، وعلى صورة المستشار القضائية التابعة للحكومة.. وهذا خطير يوسع الانقسام.

وأضاف: هذا يعني أن الانقسام أصبح أفقيا وعمودياً، بمعنى أنه لو تمت إعادة الانتخابات مرة أخرى لكن الشارع الإسرائيلي قد انقسم ما بين ديكتاتوري ديني فاشي بصهيونية بامتياز.. وتيار آخر هو المركز اليمين الذي يرأسه لابيد أو غانتس.

وخلص إلى القول: لا ننسى أن الحريديم بدأوا الآن يشكلوا 25% وهم موزعون بنسبة كبيرة في الجيش وفي الإعلام وفي الجامعات وفي المؤسسات.

للمزيد إليكم الفيديو المرفق..