شاهد بالفيديو..

الأفغانيات يكافحن قرار منعهن من الدراسة بهذه الطريقة..

الثلاثاء ٠٢ مايو ٢٠٢٣ - ٠٤:٢١ بتوقيت غرينتش

تلجأ النساء الأفغانيات الى ما ينمي ويغذي مواهبهن بعد قرار حكومة طالبان منعهن من الدارسة في المدارس والجامعات، فهناك من دأبن على تعلم الرسم وممارسته لمحاربة حالة الاكتئاب التي تلازمهن بسبب البقاء في المنزل.

العالم - مراسلون

حولت الآنسة عالية اكبر غرف منزلها الى ورشة للرسم منذ اغلاق ابواب المدارس والجامعات بوجه الفتيات في أفغانستان، بيتها اصبح نقطة تجمع للفتيات يقضين فيها ساعات طويلة بعد منعهم من مواصلة الدراسة، ونظراً لضعف الإمكانات وعدم وجود المقاعد يفترشون الأرض فيرسمون لوحاتهم بالفحم واقلام الرصاص.

وقالت عالية عطايي: "عندما نقابل النساء في افغانستان فهن يطلبن فتح باب التعليم وللأسف لا توجد اذن تسمعنا ولا احد يكترث لأمرنا فلا يوجد من يخالف أو يؤيد امر تعليق دراستنا، حتى المجتمع الدولي يتحدث ولكن لا فائدة لقراراتهم لانها لا تؤثر على قرارات حكومتنا".

الفتيات اللواتي يرتدن الورشة من مختلف الفئات العمرية يجدن هنا فسحة من الأمل، اللوحات على الجدران تمثل احلامهم، وأول قطعة رسمنها هي لوحة منعهن عن الدراسة.

وقالت ديبا نبي زاده وهي تلميذة ورشة الرسم: "نأتي الى هنا للرسم ولكن لا يمكن لهذه المواهب أن تأخذ مكان دراستنا ولكل شيء مكانته والتعليم ضروري لنا ولمستقبلنا حتى الرسم هنا لا يوجد من يقدر هذا الفن في أفغانستان ولكن رغم كل هذا نأتي هنا لنخفف من همومنا بعد ما منعونا من التعليم".

بعض اللوحات التي ترسمها الفتيات بيعت مقابل مبالغ نقدية زهيدة، والذين يشترون اللوحات من هنا ليسوا عشاق فن بقدر ما هم اصحاب قلوب وأيادي البيضاء.

تحاول الانسة عالية الاستفادة من موهبتها لكسر حاجز الكآبة لدى الفتيات الافغانيات بعد منعهم من متابعة الدراسة كما انها تعيل عائلتها بالقليل من هذه الورشة البسيطة".

الاسر الأفغانية التي تعاني ازمة اقتصادية حادة تتعاضد افرادها لتأمين احتياجاتهم، ولعل هذا ما دفع النساء لاستغلال اوقات فراغهن عبر العمل داخل المنزل في مشاريع وهوايات تدر عليهن المال مثل الخياطة والتطريز وحياكة السجاد او حتى اعداد الأطعمة، بسبب الإجراءات التي تفرضها سلطات طالبان على النساء.

وقال الاستاذ الجامعي عبد الجابر بهير:"بعد قرارات الحکومة الافغانية حول منع المرأة من العمل في المؤسسات الانسانية والاممية وکذلک قرار منع المرأة مؤقتاً من التعليم في الجامعات والمؤسسات التعليمية في المراحل الثانوية والاعدادية أصبح أمراً معقداً وأمراً غريباً علی المجتمع الدولي، فالموقف الدولي تجاه افغانستان أصبح واضحاً بهذه القضية وهو انه لابد ان يکون هناک تنازلاً واعتراف لحقوق المرأة في التعليم والعمل في افغانستان".

الأمم المتحدة نددت بقرارات طالبان حول الحد من أنشطة النساء في دورة الحياة الاجتماعية و تبنت بالإجماع قراراً يدعو حكومة طالبان، إلى التراجع بسرعة عن جميع الإجراءات التقييدية التي فرضتها على النساء والسماح لهن بالدراسة والعمل فيما ردت طالبان على القرار باعتبارها قضية داخلية.