الرئيس رئيسي في سوريا وتعميق للعلاقة الاستراتيجية

الخميس ٠٤ مايو ٢٠٢٣ - ٠٥:٢٢ بتوقيت غرينتش

أكد وزير الخارجية اللبناني الأسبق د.عدنان منصور أن التقارب العربي باتجاه سوريا يستطيع أن يغير المعادلة في المنطقة كلها، ومنها الاندفاع باتجاه العدو الإسرائيلي، وهذا ما أثار حفيظة العدو الإسرائيلي والولايات المتحدة.

العالممع الحدث

وفي حديث مع قناة العالم الإخبارية لبرنامج "مع الحدث" قال عدنان منصور: لا شك أن زيارة الرئيس الإيراني إلى سوريا تأتي في مرحلة مفصلية على أساس المتغيرات التي حصلت في المنطقة في السنوات الأخيرة، حيث أن المعادلات على الأرض في المنطقة تغيرت اليوم ككل.

وفيما أشار إلى أن العلاقة ما بين سوريا وإيران لا تعود إلى الوقت الحاضر وإنما تمتد جذورها إلى انتصار الثورة الإسلامية في إيران، أوضح أن: سوريا كانت متميزة في ذلك الوقت بالوقوف بجانب إيران وبجانب الثورة، في الوقت الذي وقفت دول أخرى تساند النظام العراقي في حربه ضد جمهورية الإسلامية، حيث كان الموقف السوري في ذلك الوقت موقفاً مشرفاً يعبر فعلا عن بعد نظريّ واستراتيجي للرئيس الراحل حافظ الأسد.

وشدد على أن أهمية إيران ودورها في المنطقة يمكن أن تشكل قيمة إضافية كبيرة لقضايا دول المنطقة، كالقضية الفلسطينية وكذلك للتصدي لقوى الهيمنة، للحفاظ على القرار السيادي المستقل لكل دولة، إضافة إلى إقامة علاقات صداقة وبناء من أجل المصالح المشتركة لشعوب المنطقة.

وأضاف: عندما تعرضت سوريا إلى ما تعرضت إليه على يد قوى الإرهاب ورأينا الدعم الذي قدم لهذه القوى من بعض الدول.. وجدنا أن إيران وقفت فعلا موقف الصديق لصديق، وهو موقف وفيّ، لم تنسى الدور السوري والمواقف السورية.

وأكد أن هناك: نوع من التحالف والقواسم المشتركة بين البلدين حول قضايا مهمة وهي قضايا قومية ومصيرية وأمنية وسياسية واستراتيجية، ربطت البلدين وترسخت، فأثناء الحرب التي شهدتها سوريا رأينا كيف أن الإيرانيين دفعوا الدم أيضا إلى جانب الجيش السوري، كما كان هناك دعم دبلوماسي وسياسي واقتصادي في مختلف الميادين.

ونوه إلى أن هذه الزيارة تأتي أيضاً في خضم تغير المناخ العربي ضد سوريا، وأضاف: هذا التحالف ما بين إيران وسوريا مبني على قواعد ثابتة وهي قواعد أيديولوجية فيما يتعلق بأن واستقرار المنطقة، وأيضا بالتعاون الإقليمي بين دولها، كما أن هناك عدو متربص، وهذا هو القاسم المشترك أيضا بين الدولتين.

وشدد على أن إيران تعد محوراً كبيراً وفاعلاً في غرب آسيا، مبينا أن: هذا التعاون مع سوريا والتقارب العربي باتجاه سوريا يستطيع أن يغير المعادلة في المنطقة كلها، وهذا ما أثار حفيظة العدو الإسرائيلي والولايات المتحدة.

وخلص إلى القول إن الولايات المتحدة قد وجهت رسائلها لإسرائيل والسعودية منذ أيام بأنها لا تقبل بأي تقارب باتجاه سوريا قبل تطبيق القرار الأممي 2254، موضحا أن: الولايات المتحدة وإسرائيل ترى أن هذا التقارب العربي الخليجي السوري الإيراني سيطيح بكل السياسات التي تسير عليها الولايات المتحده، كما سيخفف هذا التقارب أيضا من الاندفاع باتجاه العدو الإسرائيلي.

من جانبه أكد النائب في مجلس الشعب السوري د.محمد خير عكام أن زيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى دمشق مقلقة لإسرائيل لأنها أخلت في مخطط تحويل الكيان إلى جزء من المنطقة ولكي تصبح إيران العدو، مشددا على أن العلاقة الاستراتيجية انتجت انتصارا لسوريا وإيران ومحور المقاومة.

وأشار محمد خير عكام إلى أنه وفي إطار التحولات الإقليمية التي تجري حاليا في المنطقة والعالم فإن سوريا وإيران هما الأحرص على الحفاظ على مصالح هذه المنطقة، مؤكداً أن سوريا وإيران اتخذتا خيارا على أن تكونا رافعة لهذه المنطقة لكي تحافظ على مصالحها ووجودها وعمقها التاريخي.

وفيما نوه إلى التقارب الإيراني السوري حتى قبل أن يتشكل محور المقاومة ضد الكيان الصهيوني والهيمنة الأميركية، قال: سوريا هي الرافعة لفكرة الأمة العربية والحضور العربي، وإيران أيضا دولة إقليمية مهمة، وعندما تتوحد إيران مع جيرانها العرب تعود المنطقة لألقها وعمقها وقوتها وتحافظ على مصالحها.

وشدد قائلاً: إذا فالعلاقة الاستراتيجية والتاريخية بين سوريا وإيران هي أعمق من أن يكون العدو المشترك أي الكيان الصهيوني هو الذي أوجد هذه العلاقة، بل اليوم إنما الذي يعزز هذه العلاقة هو العدو الصهيوني المشترك.

وأكد بالقول إن" سوريا وإيران لهما حضور ومصالح وهم رافعة كباقي الدول للحفاظ على هذه المصالح وهذا الحضور."

ونوه عضو مجلس الشعب السوري أن زيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى دمشق مقلقة لإسرائيل، وأضاف: على الإسرائيلي أن يقلق، لأن كل ما فعله الكيان الصهيوني في هذه الحرب المركبة التي أدارتها الولايات المتحدة الأميركية والكيان الصهيوني عبر الكيانات الإرهابية كان الهدف منها تغيير ثوابت المنطقة بدءا من إسقاط النظام السياسي في سوريا من أجل تغيير الثوابت وأن يصبح الكيان الصهيوني جزءا لا يتجزا من المنطقة وأن يصبح العدو هي الجمهورية الإيرانية الإسلامية، بينما كانت نتائج هذه الحرب تعزيز محور المقاومة.

ولفت إلى تكوّن: وعي عربي متزايد بأن كل ما جرى في السنوات الـ12 السابقة كان خطأ وكان طارئاً على تاريخ المنطقة، وكانت خيارات بعض الدول غيرصحيحة، وبالتالي هي تعيد حساباتها، أعادوا البوصلة إلى ما كانت عليه قبل الحرب أن الإيراني هو جزء من المنطقة وأن العدو هو الكيان الصهيوني.

وشدد على أن هذا التعاون وهذه العلاقة الاستراتيجية انتجا انتصارا لسوريا ولإيران ولمحور المقاومة، وقال: هذا الاستقرار وهذا التعزيز في العلاقة يستلزم الآن تعاوناً أكبر على الصعيد الاقتصادي، لأن سوريا ولاستمرار صمود الشعب السوري في وجه الحصار والإجراءات الاقتصادية الأحادية بحاجة إلى تجربة الاقتصاد الإيراني في التحايل على هذه الإجراءات منذ 40 سنة إلى الآن، يجب أن نستفيد من هذه التجربة.

وخلص إلى القول إن: غنى الاقتصاد الإيراني والتطور التقني والاقتصادي الذي جرى لإيران يمكن أن نستفيد منه في إعادة بناء الاقتصاد السوري على أسس يجعله أكبر بكثير مما كان عيه بالسابق.

للمزيد إليكم الفيديو المرفق..